انتخابات جامعة الكويت قبلية دينية وليست سياسية!.. هكذا يعتقد الدعيج

القبس

يا أهل المريخ عوا

عبد اللطيف الدعيج

مع ظهور نتائج انتخابات الاتحاد «الوطني» لطلبة الكويت. انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة للعديد من النشاطات الطلابية التي رافقت هذا الحدث، منها مقطع يظهر ما يسمى بأحد رؤساء القوائم المتنافسة على رئاسة الاتحاد «الوطني»، وهو يشكر ابناء قبيلته على تزكيته. وبعدها يتعهد للطلبة الذين سينتخبون بان قبيلته ستكون عند حسن ظنهم.

هذا في جامعة الكويت.. اولى منارات الخليج العربي، واحدى اهم المؤسسات الوطنية عندنا. بالنسبة لي، ليس هذا شيئا جديدا، فانتخابات جامعة الكويت منذ ان شجعت السلطة التحالف القبلي الديني في منتصف السبعينات وحتى الان هي انتخابات قبلية دينية، لا علاقة للسياسة او القضايا الطلابية او الوطنية بها. الجديد هنا هو الجرأة والوضوح والصراحة في كشف الانتماء والتوجه القبلي في الانتخابات.

يرجع هذا في نظري الى «التساهل» او القبول الذي ابدته الاطراف السياسية، وبالذات الوطنية الديموقراطية منها بالردة الدينية والقبلية، بل انضمام بعضها الى المجاميع القبلية والدينية والتحالف معها ضد السلطة، خصوصا في مواجهة التعديلات الانتخابية الاخيرة. هذا جعل التوجه القبلي او الديني مقبولا، بل هو اسبغ عليه «الوطنية» والتقدمية، وحوله الى ظاهرة عصرية من المؤسف ان يتحزم ويجتهد بعض قادة العمل الوطني للمطالبة بتفعيل ادواتها ولوازم تمكنها وتسيدها السياسي.

في هذا المجتمع، الذي تتسيد فيه القبيلة والانتماء القبلي انتخابات «طلائعه» الطلابية، يصر بعض قادة العمل الوطني على نقلنا سياسيا الى المريخ من خلال التمسك الارعن وغير المنطقي بضرورة اجراء الانتخابات تحت مظلة التنظيمات السياسية، ووفق نظام القائمة الواحدة والفوز النسبي!!!!!!!!!! (عشر علامات تعجب وليس واحدة).

اكثر من مرة شرحت، بالصوت وبالصورة، وبالبطيء ايضا، خطورة اقرار الانتخاب وفقا للقائمة وتحت مظلة «الاحزاب» السياسية هنا. إذ يكفي ائتلاف قبيلتين او ثلاث في ظل تشرذم بقية الناخبين للاستحواذ على كل المقاعد وبلا استثناء. لكن بلا فائدة.. فهناك وراء كل هذا عناد، وسذاجة غير مفهومة وغير مبررة على الاطلاق.

ربما كان صعبا على «عقلية» ووعي البعض، استشراف المستقبل. لهذا آمل ان يكون مثال طالبنا «الوطني» اعلاه مثالا لانتخابات المستقبل على القائمة الواحدة والفوز النسبي.. وآمل اكثر في ان يتعظ المريخيون.