عن سياسة البيض المسلوق- يكتب محمد الرويحل

 بالعــربي المشــرمح .. - بالعــربي المشــرمح ..

ســياسـة البيــض المسـلوق !

قيل بان احد الملوك الطغاة كان يحكم شعباً حراً أبياً لا يقبل الظلم والأهانة فأحتار الملك كيف يمكنه أن يخضع هذا الشعب و يفعل به ما يريد دون أن يعترضوا عليه أو يثوروا ضده فاستعان بأحد مستشاريه ليجد حلا لهذه المشكلة فأشار له بأتباع سياسة البيض المسلوق معهم، حيث نادى في الناس أن الملك يريد من كل رب أسرة خمس بيضات أياً كان حجمها صغيرة أو كبيرة فقام الناس بجمع البيض والذهاب به إلى قصر الحاكم وبعد يومين نادى المنادي أن يذهب كل رجل لأخذ البيض الذي أتى به فاستجاب الناس وذهب كل منهم لأخذ ما أعطاه وهنا وقف الملك وحاشيته وهم يتابعون الناس أثناء أخذ البيض فأذا بالناس تتسابق وتمتد يداهم ليأخذوا البيضة الكبيرة والتي ربما لم يأتِوا بها طمعاً ، وهنا وقف المستشار ليعلن للملك أنه الآن فقط يستطيع أن يفعل بهم ما يريد .. حيث أعتدوا علي أملاك بعضهم بعضاً طمعاً وجشعاً، ونظر كل منهم لما في يد الآخر فلن يتجمعوا بعدها أبدا ، وبعد فترة من الزمن وبعد نجاح الملك وبطانته بتفريق الشعب والهائهم بعضهم ببعض قامت فئة واعية تبصر ما فعله الملك بشعبه وبدؤوا يثورون ويطالبون بحق الشعب في الحياة الكريمة، فلجأ الملك لمستشاره الذي أشار عليه بسياسة 'العملية الحسابية' وتعني أن يستخدم الملك العمليات الحسابية الجمع والطرح والضرب والقسمة في تعامله مع هذه الفئة التي تطالب بحقوقها وحقوق الامة على أن يقوم أولا بعملية الجمع فيجمع ما استطاع منهم حوله ويقلدهم المناصب ويأخذوا الأموال والأوسمة فينسوا قضيتهم ومطالبهم ويدافعوا عن سياسته وأما الفئة التي ستستمر على موقفها ورافضة عروض وأغراءات الملك فسيكون نصيبها الطرح حيث يتم تلفيق القضايا المختلفة لهم وبذلك يتواروا عن الأنظار إما خجلا أو خلف غياهب السجون، أما من تبقى منهم فستكون وسيلة الضرب هي الحل معهم فإذا خرجوا يهتفون وينددون فسيضربُون ويسحلون
وينكل بهم في الطرقات ليخاف البقية من الخروج ، وهنا تساءل الملك ترى ما الذي سيكون عليه حال الشعب ؟ فضحك المستشار قائلا يا سيدي لم يتبقَ للشعب في معادلتنا الحسابية سوى علامة واحدة هي القسمة
وهي أن يخضعوا ويفلسفوا عجزهم بقولهم هذي قسمتنا وهذا نصيبنا وربنا على الظالم ..

يعني بالعربي المشرمح :
سياسة البيض المسلوق هي ذاتها سياسة اغلب الأنظمة العربية مع شعوبها ويبدوا أن مستشارين هذه الأنظمة هم أبناء مستشار الملك الذي ذكرته الروايه لذا نرى كيف تتعامل معظم الانظمة العربية مع شعوبها بدأً من ضرب وحدتهم الوطنية وتفريقهم وفقاً لسياسة البيض المسلوق ثم تبدأ سياسة الترغيب والترهيب وفقاً لسياسة المعادلة الحسابية لذا نري اغلب الشعوب العربية تقول 'دا ربنا ودي حكمته' !

محمد الرويحل
[email protected]