فلسفة الفجور…؟!!! بقلم عبدالكريم الشمري
زاوية الكتابكتب سبتمبر 23, 2014, 10:55 ص 1494 مشاهدات 0
جاء في كتاب يوسف مكرم-وهو نصراني-تاريخ الفلسفة الحديثة:(من بين المذاهب القديمة كان الشك معروفا من كتب شيشرون وسكستوسن أمبير يقوس. وقد وجد له أنصارا طوال القرن السادس عشر, اصطنعه بعضهم للإلحاد والاستهتار)…!!
تأمل قوله:(اصطنعه بعضهم للإلحاد والإستهتار)…لتعرف بأن تغطية الفجور بغطاء فلسفي أو علمي لا يخرجه عن حقيقته كفجور…لأن واضعيه لم يضعوه كنتاج لبحث علمي عميق لأن البحوث العلمية الحقيقة لا يمكن أن تدلل على شيء سوى الفضيلة…وإنما وضعوه ليتفادوا سياط المجتمعات التي لا زالت تحتقر الفجور وأهله…وهذا ما أكّده دور كايم بقوله:(إذا تمرد -الفرد- على قيم المجتمع فإنه يتعرّض للسخط والعقوبة…وللعقوبة مظهران إحداهما مادية وهي القوانين الوضعية والثانية أدبية تتمثل في سلطة الرأي العام)
من كتاب:الفلسفة الخلقية د.توفيق الطويل.
فسلطة الرأي العام يفوق ألمها المعنوي أحيانا كثيرة آلام السلطة المادية…فإن العذاب المادي ينتهي كثيرا مع انقضاء مدته…أما العذاب المعنوي الذي يستشعره الفاجر في مجتمع يحتقر الفجور وأهله لا يُطاق…فلعنات المجتمع التي تطارده واكتواءه بنظرات الإزدراء والاحتقار تُجرّعه آلامًا لا يستطيع الهروب منها إلا بنشره الفجور في المجتمع ليصبح فردًا طبيعيا بين أفراد المجتمع الفاجر…وهذا ما أكدّه الله ﷻ بقوله:{ودّوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء} والخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه بقوله:(ودّت الزانية لو أن النساء كلّهن زواني)…فالفاجر يزداد ارتياحا ووتعظم قوته على الإستمرار بفجوره كلما كثر أشباهه في المجتمع…وولذلك تجده دائما يشتم الدين وأهله وأي مظهر من مظاهر التديّن في المجتمع سواء تَستُّر النساء بالزي الشرعي أو إلتزام بعض الرجال بتطبيق السنن الظاهرة ويحاول التقليل من قيمة الدين وآثاره على حياة الناس…ويحاول زرع فكرة بأن مظاهر التدين في المجتمع دليل على نفاق المجتمع ويجعل الحل لهذه'المشكلة حسب زعمه الباطل' أن نخلق مجتمعا يعج بالفجور لأن هذا المجتمع'حسب زعمه الباطل' هو المجتمع الذي يتسطيع الإنسان العيش فيه على سجيّته…؟!!!
وإذا أفلس هذا وأمثاله من نشر الفجور في المجتمع -وما أكثر ما يفلسون بحمدالله-ينتقلون إلى نشر فكرة احترام الآراء والعقائد مهما كانت-حتى الإلحاد- واحترام آثارها على سلوك معتنقيها…وبعد أن يقرروا هذا يحاولون تقديم فجورهم كنتيجة طبيعية لعقيدة الإلحاد التي آمنوا بها…ويريدون منك أن تضعهم في سلّة واحدة مع بقية الآراء التي طالبوك باحترامها على اختلافها الشديد…واحترام آثارها على سلوك معتنقيها…؟!!
والناظر في حالهم يجدهم وقعوا في تناقضات كثيرة أبرزها أنهم وقعوا في النفاق الذي كانوا يتهمون فيه-زورا ولمآرب معروفة-المتدينين…فالنفاق بمعناه العام هو اظهار الإنسان محاسنا لا يقر بها في باطنه والنفاق ليس مقصورا على الدين…فمن يظهر للناس محاسنا لتحصيل منافع آنية سواء مادية أو معنوية ككسب ثناء لا يؤمن بها في باطنه هو منافق ولا ينجيه من النفاق عدم انتسابه لدين معين…!
وهؤلاء الذين يحاولون ايهام الناس بأن إلحادهم وفجورهم أتى نتيجة لقراءات وبحوث علمية يكذبون وينافقون بهذه الدعوى…لأنهم يتزيّنون للناس ويظهرون لهم بأنهم أصحاب قراءات وبحوث علمية وهذا يخالف حقيقتهم…فمن ينظر في حالهم وتغريداتهم لا يجد سوى البذاءة وانعدام الحياء والدعوة إلى الفجور…ولم يستطعوا دفع حجة واحدة من حجج الله التي تدلل على وجوده ووحدانيته في التدبير واستحقاقه الحصري للعبادة…ابتداءً من أنفاسهم و وتكوين خلقهم البديع إلى انتظام الكون ومداراته…وإنما يدعون هذه الدعوى ليسبكوا كذبهم ودجلهم حتى ينطلي على من لا يعرف حقيقتهم…!
وهؤلاء مهما كذّبوا ونافقوا لن يستطيعوا اخفاء حقيقتهم على أبسط متأمل لحالهم وهي أنهم لم يتبنّوا الإلحاد وغيره من الأفكار الهدّامة كالليبرالية إلا ليمارسوا فجورهم تحت غطاء فلسفي يخفف عنهم آلام سياط المجتمع الحي…!!
عبدالكريم دوخي الشمري
تعليقات