الكبر على المتكبرين تواضع- يكتب فواز التيسي

زاوية الكتاب

كتب 2120 مشاهدات 0


يقول الله تعالى( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ.)

وقال الرسول الكريم (( لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ، قَالَ رَجُلٌ: إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا، وَنَعْلُهُ حَسَنَةً، قَالَ: إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ، الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ، وَغَمْطُ النَّاسِ))

وقال الشاعر

الناسُ للناسِ مِن بدوٍ وحاضِرَةٍ -- بَعضٌ لبعضٍ وإنْ لَم يشعروا خَدَمُ

إن الحديث عن آفة الكبر لهو حديث ذو شجون فما الذي يدعوك لأن تتكبر ؟

وعلى من تتكبر؟ أتتكبرعلى أخ لك في الإنسانية أو في الدين أو في الوطن ولماذا تتكبر؟ هل سيحاسبه الله فيدخله النار وأنت ستدخل الجنة بلاحساب؟ هل أنت وكيل آدم على ذريته أم وكيل الله على خلقة ! والسؤال الأحق من أنت ؟ تراب يمشي فوق تراب واليه تذهب بلاشك.

فما الذي يدعوك للكبر؟ أهو المال فقد يذهب المال. أم الجاه فقد يزول الجاه أم الجنسية؟ وهل هناك يوم الحساب جنسية ؟ إنك ستقف أمام ربك عارياً من الثياب والجاه والمال والجنسية وكل عوارض الدنيا الدنيه.

هل تتكبر لأنك نزلت من مخرج حين جئت للدنيا والناس خرجوا من مخرج آخر؟ هل تتكبر لانك ستدفن في السماء والناس سيدفنون في الأرض، هل تتكبر لأن الله من عليك بنعم وحرم منها الآخرين إني أسألك وأتحداك أن تأتيني بسبب واحد يدعوك للكبرهل حقاً - أنت - أعني هنا المواطن الكويتي المغرور - أقصد المغرور فقط أفضل ممن تتكبر عليه ؟ لاياسيدي الفاضل فالناس لآدم وآدم من تراب وماأصدق الشاعر حين قال

نسي الطين ساعة أنه طين   حقير فصال تيها و عربد

و كسى الخزّ جسمه فتباهى ،   و حوى المال كيسه فتمرّد

يا أخي لا تمل بوجهك عنّي ،   ما أنا فحمة و لا أنت فرقد

إني لاأشك أن الخير الذي فيه الكويت نعمه من الله بسبب أعمال الخير من الأخوان والأباء والأجداد وسببه هم هؤلاء الهنود والمصرين والبنغال وكل الوافدين من أفريقيا وأسيا وجميع قارات العالم عندنا بفضل الله علينا فعلاً واحة أمن وأمان ولأننا تسببنا في سعادتهم وفتح بيوتهم ولو خرجوا من بلادنا لأصبحت بلدنا خاوية على عروشها وأخيراً من هذا المنبر أدعوكم جميعاً لتمثل قيم الحب والخير والجمال والتواضع والبر والإيثار والأحسان والغيرية والحكمة وكما قال الشاعر

 


والذي نفسه بغير جمال   لا يرى في الوجود شيئا جميلا

تواضعوا تحلو الحياة لكم

وليكن مثلكم الأعلى بعد قدوتنا الرسول الكريم والخلفاء الراشدين

شيخنا شيخ الحكماء وحكيم العرب وحكيم الشيوخ وحكيم الإنسانية الامير صباح الأحمد الصباح الذي أضحى قائداً للإنسانية بفضل أخلاقه المتواضعه وحلمه وصبره المتناهي وحكمته التي جعلت من الكويت درة الخليج مركزاً إنسانياً عالمياً.

بكم ياخواني وبتواضعكم تسمو كويتنا وتتيه على العالم فكونوا نماذج طيبة للتواضع وبتعدوا عن كلمات الغرور انا تاجر ولد تاجر وانا شيخ ولد شيخ ترى بعض التجار فجار وبعض الشيوخ شخ أعزكم الله قل أنا ولد الأسلام والمسلمين والأدب والعلم والأخلاق لأن التواضع هو اللي يرفعك وتذكر الأنسان ضعيف أذا مرضت وبنفس الوقت عفريت إذا تعافى

قال الشاعر

وقّــر العالم وتلقى لك وقــار وإن حَقرت إحقرت لو إنك أمير

إنها دعوة الحب والإيثار مني لأبناء وطني الفقير لعفو ربه

فواز التيسي

 

الآن - رأي: فواز التيسي

تعليقات

اكتب تعليقك