تكريم الأمير أدخل الكويت التاريخ من أوسع أبوابه!.. برأي فاطمة البكر
زاوية الكتابكتب سبتمبر 19, 2014, 12:32 ص 574 مشاهدات 0
القبس
وهج الأفكار / استحقاق تاريخي
فاطمة عثمان البكر
لم تكن مفاجأة مذهلة، ولم يكن تكريماً يفوق الوصف، ولم يكن «احتفالاً» عادياً، فهذا التتويج لقائد الإنسانية هو تتويج مستحق. فشيخ الدبلوماسية على مدى سنوات وسنوات، أزمات وكوارث، نزاعات وصراعات، خلافات واختلافات، كان هو الساعي والداعي والراعي لكل وبكل ما مر به العالم، وما سادته من تقلبات ونزاعات واختلافات بين كتل وموازنات تأرجحت من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، ومن الجنوب إلى الشمال، وما نتج عن كل التغيرات من مصائب وكوارث كان أكبر ضحاياها هو اهتزاز وسقوط مريع لميزان ما يعرف بـ«الإنسانية». الإنسانية تئن في كل مكان، ترزح تحت وطأة العذاب، فكان قائد الإنسانية وحده في هذا الخضم الدامي الرهيب هو المشعل والمنقذ والداعي والراعي لتعديل كفة الميزان، قاد هذه المحن وأنقذ الإنسانية، يحدوه الأمل بالعمل والقيم والمبادئ، تُرجمت على أرض الواقع لا شعارات زائفة ولا تطبيل، بل جهد جبار توّجه القاصي والداني واستحقه بجدارة، رفع اسم الكويت عالياً، طرّزه بأحرف من ذهب على صفحات التاريخ الحديث.. إن التاريخ حكى!
«قائد للإنسانية» هذا التكريم وهذا اللقب ليس عادياً، ولن يمر مرور الكرام على صفحات سجل التاريخ، «والكويت مركز إنساني» هذا الموقع على خريطة التاريخ ليس اسماً ولا وصفاً، بل هو يحفر في أعماق النفوس، جاء في زمن ترزح الإنسانية فيه تحت ويلات ومصائب لم تمر بتاريخها، وهذا الموقع الذي تحتله اليوم يستدعي أن نفخر ونعتز به، والأكثر من ذلك يستدعي منا أن يكون لنا قدوة وحافزاً، أن نكون أهلاً لهذا الموقع المميز على خريطة العالم، وأن يكون «قائد الإنسانية» قدوة لنا للمحافظة على هذا التاج المتوج به القائد بكل جدارة واستحقاق.
بالرغم من كل ما يثار حول العمل الإنساني في الكويت، ونقصد العمل الإنساني الصادق، فهو سجل ناصع، والكويت وشعب الكويت جبل على الخير والعطاء، وهي شهادة من القاصي والداني، «فما جزاء الإحسان إلا الإحسان».
لقد رفع قائد الإنسانية اسم الكويت عالياً، غالياً، رفيعاً، وهذا ما شهدناه في أروقة «المنظمة الدولية»، وهي أكبر منظمة في العالم بأسره. الفخر والاعتزاز والاحترام والتقدير حظي بها الوفد، وكان الاستقبال على قدم وساق للاحتفال بهذه المناسبة، التي أطلق عليها احتفالية لم تشهدها المنظمة العالمية من قبل. هذه الدبلوماسية الفذة وهذا العمل السياسي والإنساني يمكن أن تنبثق منه الفلسفة السياسية الأخلاقية الجديدة، وسوف تسجل على صفحات وتدخل سجل التاريخ السياسي الجديد!
شكراً لقائد الإنسانية، وفخراً واعتزازاً للكويت، وعلينا أن نترجم شكرنا قولاً وفعلاً، فنحن اليوم دخلنا التاريخ من أوسع أبوابه، ونحن اليوم تحت دائرة الضوء المبهر، والتاريخ وسجله يبقى مفتوحاً، وعلينا أن نسجل على صفحاته سطوراً ما زالت تسطر، والتاريخ عادل لا ينافق ولا يداهن، والتاريخ إن حكى يوماً فسيكون من صفحاته التي سيقف العالم والأجيال القادمة لها بكل فخر واعتزاز.
تعليقات