وليد بورباع: انتقائية الاستجواب
زاوية الكتابكتب يوليو 11, 2007, 11:30 ص 535 مشاهدات 0
احترموا عقولنا يا »انتقائيين«؟!
كتب:وليد بو ربّاع
اذا كان الاول الشيخ احمد العبدالله وزير الصحة قد اعطى صكوك الامان والثقة ثم خر
من السماء تخطفه الطير! فإن الشيخ علي الجراح وزير النفط قد تخلت عنه الحكومة بعد
ان دزته الى منصة الاستجواب ثم دافعت عن رئيس مكتب رئيسها وصمتت بكل جد حتى عن رفع
يدها لوزيرها دفاعا عنه.. حتى تفرجت على ذبح زميلها سياسيا! ولو بالتلصص على
خصوصيات المواطنين وفق معادلة دعم نوايا رئيس الحكومة الاصلاحية!
واذا كان علي الجراح قد قال في مقابلة صحافية بأن (علي الخليفة استاذي واستشيره)
فتم استجوابه على هذا الأمر على الرغم من اعتذاره مرتين! فإن نائب رئيس الوزراء
ووزير الداخلية والدفاع قد اعلن على ضوء تهديد النائب سعدون حماد العتيبي له
بالاستجواب بأنها »تخاريف صيف«!!!
وهذا الرد من الوزير هو في حقيقته استفزازي مهما كانت دوافع المستجوبين أو من خلفهم
حسب مقتضيات واستحقاقات اللعبة السياسية المذمومة حسب الاجندات!
بل هو تصريح صحافي استهزائي بالحقوق الدستورية التي اقرها دستور عبدالله السالم
لنواب الامة »كحق اصيل« يجب الا يجزع من ممارسته فالنائب يمثل الامة ايا كان موطنه
بين التكتلات السياسية. فضلا ان الكتلتين الشعبي والوطني قد قدما استجوابا لرئيس
الحكومة حول موقفه السياسي من قانون الدوائر الانتخابية بعد ان قسمت البلد الى
لونين ازرق وبرتقالي؟!
نعم ان موقف »تخاريف صيف« هو استخفاف بالمسؤولية السياسية.. ولا يتلاءم مع نمو
العلاقة السياسية التعاونية بين السلطتين ولا يتفق مع قانون المطبوعات. فهل الوزير
لا يصعد المنصة أو مستكبرا على الدور الرقابي للنواب وهو ما لا يتفق مع الاطر
الدستورية والنظام الديموقراطي فالوزير هو اصلا جزء من كيانه الا اذا كان الوزير ما
انفك متحفظا منذ ايام مؤتمر »جدة«!!
الا ان الاكثر غرابة في هذا كله هو ما جاء على لسان النائب العنجري كبيان سياسي
للتكتل الوطني »بأن رئيس الوزراء ونوابه الوزراء اخوان لنا.. نعينهم على اداء
مهامهم وندعمهم في ذلك.. وهو واجبنا في التعاون معهم دون افراط أو تفريط.. وان كثرة
التلويح والتهديد بالاستجواب.. الاستثنائية من شأنها ان تؤدي الى عكس ما يهدف اليه
من يلوح بالاستجواب«.. الخ انتهى!!
ليكون السؤال اين هذه المواقف المستنيرة عندما تم استجواب علي الجراح وعلى الرغم من
توجيهات سمو الأمير بالتهدئة واعطاء فرصة للحكومة!
فهل التكتل الوطني مصاب »بالحور« سياسي مع حجي مصفصف يدلل على حسن النوايا وتحمل
المسؤولية الوطنية الا انه ومع الاسف الشديد بنفس الوقت مصاب بداء الانتقائية في
تصويب السهام السياسية على الوزراء فهذا تصريح حرام مستشاري وذاك تصريح حلال
تخاريف!! وهذا الوزير احبه ومشى شغلته وخصوصا العلاج بالخارج صحيح يا الشعبي ام
انتم مصابون بحول سياسي ايضا بعد ان اعلنتم في جلسة الميزانيات بأن »عهد الشيوخ
والفداوية.. انتهى يا البراك«؟! و»الحول« كلامه جدا قبيح.. نعم لقد صدق النائب
عاشور »فهل يجوز لمن صفى حساباته مع الوزراء وانتهى من اجندته في المساءلة ان يعترض
على استجوابات زملائه؟! انتهى كما ان الوزير الصراف اعلن بأن الاستجوابات ليست
تهديدا بقدر ما هي توجيه للاصلاح.. واختلاف النواب والوزراء في وجهات النظر لا يفسد
للود قضية.. انتهى واعلن الحجي بأن رأي جابر المبارك يمثل رأيه وليس رأي الحكومة..
انتهى. ليأتي رأي محمد الصقر ليؤكد هذه الانتقائية والمزاجية في الاتهامات السياسية
من ان استجواب المبارك للتنفيع وان الشارع قد سقم من الاستجوابات بالوكالة.. انتهى
يا جماعة ارجوكم احترموا عقولنا وقولوا لنا أي مكاييل سياسية تسوقون وهل الى هذا
الحد مقاييسكم مكشوفة بحيث لا تحترم رأي المواطن ومصداقيتها بالحضيض؟!
الوطن
تعليقات