أكبر مظاهرة في تاريخ كاتالونيا

 خرج مئات الالاف من المتظاهرين في إقليم (كتالونيا) الاسبانية أمس للمطالبة باجراء استفتاء شعبي حول الاستقلال عن اسبانيا تزامنا مع الاحتفالات باليوم الوطني القومي للاقليم. ورسمت سلسلة بشرية مؤلفة من نحو نصف مليون شخص على امتداد 11 كيلومترا حرف (في) باللغة الاسبانية (في إشارة الى كلمة تصويت بالإسبانية) في منطقة التقاء أهم شارعين في مدينة (برشلونة) شمالي شرقي اسبانيا لتمثيل العلم الكتالوني بألوان قمصانهم الصفراء والحمراء.

ونظمت (جمعية كتالونيا الوطنية) تلك المظاهرة التي تعد أكبر مظاهرة من أصل 53 مظاهرة خرجت في شتى أنحاء (كتالونيا) في يومها القومي المعروف باسم 'ديادا'. وتشير الجمعية المطالبة باستقلال الإقليم إلى ان عدد المشاركين في المظاهرات السلمية بلغ 8ر1 مليون شخص فيما تقلص حكومة الإقليم ذلك العدد الى ما يتراوح بين 470 و520 ألف متظاهر. وهتف المتظاهرون بشعارات الاستقلال وحرية تقرير المصير فيما رفعوا لافتات تدعو إلى إجراء الاستفتاء الذي تعتزم حكومة الإقليم اجراءه في التاسع من شهر نوفمبر المقبل على الرغم من الرفض القاطع لحكومة مدريد الذي تعده غير شرعي وغير قانوني. ويعد ذلك العام الثالث على التوالي الذي تشهد فيه (كتالونيا) مظاهرات مطالبة بالاستقلال عن اسبانيا حيث خرجت المظاهرة الأولى في سبتمبر عام 2012. يذكر أن رئيس حكومة إقليم (كتالونيا) أرتور ماس كان أعلن العام الماضي عزمه اجراء استفتاء شعبي بشأن استقلال الاقليم عن اسبانيا في التاسع من شهر نوفمبر المقبل بطرح سؤالين هما: 'هل تريد ان تكون كاتالونيا دولة؟' وفي حال تم الاجابة بنعم يتم الاجابة عن السؤال الثاني 'هل تريد ان تكون تلك الدولة مستقلة؟'.

ورفض البرلمان الاسباني في أبريل الماضي مشروع قانون قدمه برلمان (كتالونيا) مطالبا فيه بتطبيق المادة 150 من الدستور الاسباني والتي تقضى بإمكانية تفويض الحكومات المستقلة بإجراء استفتاءات شعبية ليتم البحث الآن عن سبل بديلة لاضفاء الشرعية على الاستفتاء.
وقد حذرت الحكومة الاسبانية من عدم شرعية الاستفتاء على استقلال (كاتالونيا) عن اسبانيا ومخالفته للدستور الاسباني والمعاهدات الأوروبية مشددة على انها لن تسمح بتقسيم اسبانيا في الوقت الذي أكدت فيه أن انفصالها سيترجم إلى خروج من الاتحاد الأوروبي.