تداعي وقف إطلاق النار شرق أوكرانيا

عربي و دولي

مقتل امرأة وإصابة آخرين في قصف قرب ميناء ماريوبول

1261 مشاهدات 0

تداعي وقف إطلاق النار شرق أوكرانيا

قتلت امرأة وأصيب أربعة على الأقل يوم الاحد عندما اندلع القتال مجددا في شرق أوكرانيا ليعرض للخطر اتفاقا لوقف إطلاق النار أبرم قبل أقل من يومين بين الحكومة الأوكرانية والانفصاليين المؤيديين لروسيا.

واتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم بين ممثلين من أوكرانيا وقيادة الانفصاليين وروسيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا يوم الجمعة في مينسك عاصمة روسيا البيضاء هو جزء من خطة سلام تهدف إلى إنهاء صراع مستمر منذ خمسة أشهر أدى لمقتل قرابة ثلاثة آلاف شخص وسبب أسوأ مواجهة بين روسيا والغرب منذ الحرب الباردة.

واستؤنف القصف قرب ميناء ماريوبول المطل على بحر أزوف في وقت متأخر من ليل السبت بعد ساعات من اتفاق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني بيترو بوروشينكو خلال مكالمة هاتفية على أن الهدنة صامدة فيما ناقشا سبل إيصال المساعدات الإنسانية.

واندلع قتال أيضا في ساعة مبكرة يوم الأحد على الأطراف الشمالية لمدينة دونيتسك التي يسيطر عليها المتمردون. ورأى شاهد من رويترز سحبا من الدخان الأسود في أجواء المنطقة بالقرب من المطار الذي تسيطر عليه القوات الحكومية.

وقال أحد المتمردين المسلحين مازحا 'استمع إلى صوت وقف إطلاق النار.. هناك معركة حقيقية تدور هناك.'

وعاد الهدوء للمدينتين من جديد وصمد لفترة طويلة يوم الأحد. ولكن في المساء أفاد شاهد عيان من رويترز وقوع عدة انفجارات لقذائف مورتر ضمن حدود دونيتسك. وألحقت أضرارا بجسر أقام المتمردون حاجز تفتيش عليه.

وأصدرت منظمة العفو الدولية تقريرا جديدا عن الصراع اتهمت فيه المتمردين والميليشيات الأوكرانية بارتكاب جرائم حرب ونشرت صورا التقطت بالأقمار الصناعية قالت إنها تظهر حشدا من المدرعات والمدفعية الروسية في شرق أوكرانيا.

وقال ساليل شيتي الأمين العام لمنظمة العفو الدولية في بيان 'أدلتنا تظهر أن روسيا تغذي الصراع من خلال التدخل المباشر وعبر دعم الانفصاليين في الشرق. وعلى روسيا أن توقف التدفق المستمر للأسلحة وغيرها من الدعم لقوة متمردة ضالعة بشكل كبير في انتهاكات فادحة لحقوق الإنسان.'

وتنفي روسيا إرسال أي قوات أو تسليح المتمردين على الرغم من أن حلف شمال الأطلسي يقول إن هناك أدلة دامغة على عكس ما تقوله روسيا.

وقضى بوروشينكو يومي الخميس والجمعة في قمة حلف شمال الأطلسي في ويلز حيث دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما وغيره من الزعماء بوتين إلى سحب قواته من أوكرانيا. وأقر حلف شمال الأطلسي أيضا خططا واسعة لتعزيز دفاعاته في شرق أوروبا ردا على الأزمة في أوكرانيا.

وقال مساعد كبير للرئيس الأوكراني على صفحته على فيسبوك يوم الأحد إن كييف توصلت لاتفاق خلال قمة حلف الأطلسي في ويلز للحصول على أسلحة واستشارات عسكرية من خمس دول أعضاء بالحلف.

ولم يعط مزيدا من التفاصيل لكن أربعا من تلك الدول الخمس سارعت بنفي قطع مثل هذا التعهد.

وقال مسؤول أمريكي كبير طلب عدم الإفصاح عن اسمه 'ليس هناك عرض أمريكي بمساعدات قتالية لأوكرانيا'.

وأصدر مسؤولون من إيطاليا والنرويج وبولندا تصريحات نفي مماثلة.

وقال مسؤول بوزارة الدفاع الايطالية لرويترز 'إيطاليا الى جانب الدول الاخرى في الاتحاد الاوروبي وحلف الاطلسي تعد حزمة من المساعدة العسكرية غير الفتاكة لأوكرانيا مثل السترات الواقية من الرصاص والخوذات.'

وقال مسؤولون في حلف الأطلسي في السابق إن الحلف لن يرسل أسلحة لأوكرانيا وهي ليست عضوا في الحلف لكنهم قالوا إن الدول الأعضاء قد تقوم بذلك بشكل فردي. وأكد مسؤول في حلف الاطلسي اتصلت به رويترز يوم الأحد بشأن تصريحات يوري ليتسينكو تمسك الحلف بهذا الموقف.

وتعارض روسيا بشدة توثيق العلاقات بين أوكرانيا وحلف الأطلسي.

وأحيا الصراع في أوكرانيا الحديث عن حرب باردة جديدة حيث يتهم الغرب بوتين بتعمد زعزعة استقرار الجمهورية السوفيتية السابقة التي يسكنها 46 مليون نسمة. واتهم رئيس وزراء أوكرانيا بوتين بالسعي لإعادة إنشاء الاتحاد السوفيتي.

ويقول بوتين إنه يحمي مصالح الروس الذين يواجهون تفرقة وقمعا في أوكرانيا منذ أن أطاح محتجون بالرئيس المؤيد لروسيا في فبراير شباط.

وصعدت شعبية بوتين في روسيا منذ أن ضمت موسكو شبه جزيرة القرم في البحر الأسود في مارس آذار وهي منطقة ذات أغلبية روسية.

وأصر المتمردون والجيش الأوكراني يوم الأحد على التزامهم بوقف إطلاق النار وحمل كل طرف الآخر اللوم عن أي أعمال عنف ترتكب.

وقال فلاديمير أنتيوفييف نائب رئيس وزراء ما يسمى بجمهورية دونيتسك الشعبية لرويترز 'حسب علمي فإن الجانب الأوكراني لايلتزم بوقف إطلاق النار. لدينا جرحى في صفوفنا في مواضع عدة. نلتزم بوقف إطلاق النار.'

وفي وقت سابق قالت قوات الحكومة انها تعرضت لقصف مدفعي شرقي ماريوبول وهو ميناء حيوي لصادرات الصلب الأوكرانية وفي الأيام التي سبقت وقف إطلاق النار كانت القوات تحاول صد هجوم كبير للانفصاليين على ماريوبول.

وتسبب القصف في ماريوبول في سقوط أول ضحية مدنية منذ بدء وقف إطلاق النار. وأكد مسؤولون محليون مقتل امرأة في الثالثة والثلاثين من عمرها في وقت مبكر يوم الأحد وقالوا إن أربعة أشخاص على الأقل أصيبوا.

وقال سلافيك وهو جندي أوكراني يحمل مدفعا رشاشا 'هؤلاء الإرهابيون الروس يحاولون إخافتنا. ينبغي أن يحترموا وقف إطلاق النار. إنهم يكذبون طيلة الوقت. هم أشخاص بلا شرف.'

وشاهد مراسل لرويترز في مسرح الأحداث على بعد عدة كيلومترات من المدينة التي يسكنها 500 ألف نسمة حرائق مستعرة قبل منتصف ليل السبت فيما توجهت تعزيزات أوكرانية شرقا على وجه السرعة نحو الخط الذي يفصل بين الجانبين.

ووافق بوروشينكو على اتفاق وقف إطلاق النار بعد ان اتهمت أوكرانيا روسيا بإرسال قوات وأسلحة لأراضيها لدعم الانفصاليين بعد أن تكبدوا خسائر كبيرة خلال الصيف نتيجة لهجوم من قوات الحكومة.

وتشمل خارطة الطريق نحو السلام التي اتفق عليها يوم الجمعة تبادلا لأسرى الحرب وإقامة ممر إنساني للاجئين والمعونات. ولا يوجد مؤشر على حدوث تقدم في أي من هذين الأمرين يوم الأحد

الآن - رويترز

تعليقات

اكتب تعليقك