الأجيال القادمة لها الحكم وستكون هي القاضي والجلاد.. برأي فاطمة البكر
زاوية الكتابكتب سبتمبر 5, 2014, 1:01 ص 675 مشاهدات 0
القبس
وهج الأفكار / ماذا سترث الأجيال القادمة؟!
فاطة عثمان البكر
لنمد جسور الثقة والتعاون، ولنمهد لجيل المستقبل جسور الأمل والتفاؤل.
إرث ثقيل ومخزون محبط لأحداث دامية ترتسم على خريطة وواقع العالم العربي اليوم، أحداث مؤثرة على الصعيد الإنساني والفكري والروحي، رواسب كثيرة وقديمة تسقط مباشرة على ارض الواقع، مستمدة من مدرسة التربية التشاؤمية التي تقوم على اساس التهديد والتخويف والتهويل، هي رواسب تاريخية ضاربة في الاعماق من الصعب التخلص منها، فهي جزء لا يتجزأ من تكويننا الحضاري، أزمات وأزمات، صراعات ومنازعات حروب واعتداءات، غدر وعدوان، عداء واعتداءات وشلالات الدم المسفوك على ارصفة طرقات مدن الحزن، والدمار في كل مكان، صور مفزعة مرعبة تهتز لها الابدان وتعصف بكل ما تعارف الناس عليه من مبادئ وقيم، تستصرخ العقول الغائبة والحلول العاقلة والمعقولة في كل بقعة من بقاع العالم العربي.
تُرى ماذا سترث الأجيال القادمة من هذا الموروث المُحبط؟ كل ما نخشاه أن تُسلط العيون والقلوب والافئدة على كل ما يُشاهد ويُرى ويُحس من صور تشاؤمية سوداوية، دموية مرعبة مخيفة لم يعرف التاريخ الحديث والمعاصر مثيلا لها. عوامل الهدم والدمار للإنسان لا تضاهيها عوامل، عوالم عادمة كاسرة مرة ومريرة، إن كل ما نتمناه لأبنائنا اليوم، فلذات أكبادنا وجيل المستقبل والأمل والعمل من أجل المساهمة في بناء وطن قوي آمن، هو ان نضغط ولو قليلاً على أحاسيسنا وعواطفنا ومشاعرنا، ان يأتي أو بالأحرى يكفي ان آتي بأبناء أصحاء تلقوا العلم في أجواء تتجه إلى عالم إنجاز علمي متطور بعيداً عن كل ما يحدث في تلك الأجواء الملبدة المرهقة.
علينا أن نضغط على مشاعرنا وعواطفنا من أجل ان نقدم للوطن خدمة ووفاء وعرفانا ومساهمة فاعلة وقوية لبناء وطن النهار. بدلاً من ان نطرح الثقة فيما بيننا، لنمد جسور الثقة والتعاون ولنمهد لجيل المستقبل جسور الأمل والتفاؤل، لنضع لهم وأمامهم أهدافا واضحة بدلاً من أن نضيع الوقت، ونبدد الجهود من غير طائل وننسف جسور الأمل، والعودة في كل مرة للبدء من جديد، فآنذاك قد تكون العودة، لا سمح الله، مستحيلة، لأن ثمة دروباً تكون قد غيرت اتجاهها، لنخفف من التهويل بالمستقبل الآتي، لتكن أحلامنا وأهدافنا لهم ومعهم، خططنا واستراتيجياتنا على محك الواقع والغد بالحلول العاقلة والخطوات الثابتة، فالأجيال القادمة لها الحكم وستكون هي القاضي وهي الجلاد، لا نتركها في لجة البحر والليل البهيم تتخبط باحثة عن الحلقات المفقودة، وعن الجسور التي نعبر بها وبهم إلى طريق الأمان.
تعليقات