'مؤسف وصادم'.. حسن كرم منتقداً حصر القبول في السلك العسكري بأبناء الخليجيين

زاوية الكتاب

كتب 1043 مشاهدات 0


الوطن

لماذا حصر القبول في السلك العسكري بأبناء الخليجيين..!!

حسن علي كرم

 

لم يقتصر زواج الكويتيات على الخليجيين وانما ثمة زيجات كثيرة حدثت وتحدث من كويتيات وجنسيات اخرى عرباً واجانب.
وقانون الجنسية الكويتي لم يفرق بين ابناء الكويتيات المتزوجات من خليجي او من غيره من جنسيات اخرى. وانما حدد القانون ان تكون الام كويتية والاب غير كويتي وبشرط ان تكون الزوجة (الام) مطلقة طلاقا بائنا او ارملة كي يحصل ابناؤها على الجنسية الكويتية وبالتالي يدخل الابناء حظيرة المواطنة الكويتية.
والكويتية اذا تزوجت اجنبيا قلما تترك وطنها وتتبع بعلها الى بلاده. لكنها تصمم على البقاء هنا في وطنها وبين اهلها واسرتها وابناء وطنها.
هذا الارتباط النفسي والعاطفي والوطني للام الكويتية لزوج غير كويتي لا شك يؤثر في الابناء عاطفيا ونفسيا فيكبر الابناء بعاطفة الارتباط بالكويت ارضا ووطنا واهلا ويكبر معهم شعورهم على اساس انهم كويتيون. لا اجانب. ذلك انهم ولدوا على هذه الارض وكبروا في كنف ام كويتية بغض النظر عما اذا كان الاب غير كويتي.
مازالت المواطنة بعد مضي اكثر من نصف قرن على تطبيق قانون الجنسية ومثله على الدستور والممارسة الدستورية مازالت ملتبسة وغير مفهومة. فالمواطنون ينقسمون على اساس فئوي وعلى اساس درجات الجنسية والطبقية الاجتماعية وهو ما كان يحصل في البلدان العنصرية وفي المجتمعات الغابرة. ولا ريب ففي زمن الحداثة والتعريف الحديث للمواطنة وحقوق الانسان لم يعد لائقا مثل هذه التقسيمات الاجتماعية البغيضة والعنصرية، بل لعلها تتصادم مع مفهوم الوحدة الوطنية والمواطنة. بل من المعيب وجود مثل هذه الشروخ الاجتماعية.
الكويت ليست الصين في المساحة والسكان والقوميات. ولا الهند او اصغر او اكبر من تلكم البلدان ذات التعددية الاثنية والقومية. فلا تتعدى الكويت سكانا ومساحة مساحة ولاية او مدينة من المدن الصينية او الهندية وغيرهما. بينما في تلك البلدان تجاوزوا المشاكل القومية والاثنية وتعريف المواطنة وانصرفوا للبناء والتنمية. بينما مازلنا نحن هنا عاجزين عن اعطاء تعريف سليم للمواطنة على الرغم من ان الدستور قد حسم هذه الجزئية بالمساواة والحقوق والواجبات.
إن ما يعوزنا حقيقة دولة وحكومة ومواطنين كيف نقترب من بعض وكيف ننصهر في بوتقة الدولة والمواطنة واللحمة الواحدة فكلما تماسك النسيج الاجتماعي قويت الدولة وقويت الثقة بمستقبل البلاد وبأمنها وأمانها.
من هنا نقول ونصرخ من قمة رؤوسنا ان ابناء الكويتيات اذا منحوا الجنسية الكويتية صاروا كويتيين ويتساوون في الحقوق مع قرنائهم من ابناء الكويتيين دونما تفرقة بغض النظر عن جنسية الأب إن كان خليجياً او من بلاد الواق واق. فالعبرة بالأم الكويتية فهل ابناء الخليجيين أمهاتهم حرائر وابناء غيرهم أمهاتهم إماء أو سبايا. أم لأبناء الخليجيين منزلة غير منزلة غيرهم من الأبناء؟!!
واذا كان القياس على اساس مناطقي فلماذا الشك بالأب غير الكويتي القادم من المجهول ولا نشك بالأم غير الكويتية التي زوجها كويتي والقادمة ايضا من المجهول فيما الحالة واحدة؟!!
وهذا لا يعني يقيناً بقبولي بالزواج المختلط فأنا ضد زواج الكويتيات من غير الكويتيين وزواج الكويتيين من غير الكويتيات والخير ان نضع دهنا في مكبتنا.
إن قبول ابناء الكويتيات في الجيش والشرطة وحصر ذلك القبول بأبناء الكويتيات من أزواج خليجيين يبعث على الأسف والصدمة فما مبررات حصر القبول بأبناء الخليجيين تحديداً واقصاء ابناء الجنسيات الأخرى طالما أن العبرة بالأم الكويتية وطالما الأبناء يحملون الجنسية الكويتية؟!!
من هنا فاذا كانت المؤسسات العسكرية تعاني من النقص البشري فالأجدر حصر القياس والشروط بمبدأ الكفاءة والجدارة وصحة الابدان لا بالمناطقية. هل الخليجيون على رؤوسهم ريشة أو نازلين من السماء وغيرهم طالعين من تحت الأرض؟!!.
كفانا يا سادة الفئوية والنظرة الدونية للغير والتقسيمات القاتلة والتشكيك في الأصول والمنابت فلنبن وحدة الكويت بقلب نظيف وعقل منفتح.
يبدو أننا نحتاج الى أحقاب وأحقاب حتى نستوعب ما معنى المواطنة وما معنى الوطن.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك