الوشيحي يطالب رئيس الوزراء بالتنحي عملا بمقولة مونتجمري لأن الناس فقدت الإيمان بالحكومة وبقائدها
زاوية الكتابكتب سبتمبر 25, 2008, منتصف الليل 1733 مشاهدات 0
الإيمان بالقائد... يا سمو الرئيس
جاء في مانشيت الصفحة الأولى لجريدة «الراي» أمس أن «الحكومة طالبت وزراءها بالنزول إلى الأرض لكشف المتلاعبين في حقائبهم من القياديين وصغار الموظفين...». وهو مانشيت عسكري بكلماته وصياغته. وأول من أصدر مثل هذا الأمر بصياغته تلك هو القائد البريطاني الداهية الفيلد مارشال مونتجمري، الذي هزم روميل وطارده من منطقة العلمين مرورا بليبيا وتونس والجزائر ولمسافة تزيد على الألفي كيلو متر، وهي أول وآخر هزيمة يمنى بها ثعلب الصحراء روميل طوال تاريخه.
ولمونتجمري عقيدة عسكرية أذهلت أنصاره وخصومه، ولا زالت تدرّس في الكليات العسكرية إلى يومنا هذا، ومن مبادئها أن القائد الناجح لا يُكثر من الاجتماعات مع مرؤوسيه، فذلك دليل اهتزاز ثقته بنفسه وبمرؤوسيه، وألا يطلبهم إليه قدر الإمكان بل يذهب هو بنفسه إليهم في ميادينهم. ومنها أيضا (أي من عقيدته)، أن من أهم صفات القائد الناجح معرفة معادن الرجال للاعتماد على الأكفأ منهم، وكان كثيرا ما يضرب المثل في اختياره «القائد هوروكس» مساعدا له، وهو الذي أسماه المؤرخون العسكريون «القائد الجوكر». على أن أهم مبادئ عقيدته هي «الإيمان بالقائد»، أي ثقة المرؤوسين بقائدهم وبقدرته على المحافظة على أرواحهم وقيادتهم إلى النصر، وهي العقيدة التي اتفق عليها هو وخصمه روميل دون أن يجتمعا.
عظيم هذا الرجل، مونتجمري، وعقيدته العسكرية من أجمل ما يُقرأ من الكتب... وكان قائدا صغيرا عام 39 عندما بدأت القوات الألمانية بمهاجمة بولندا، فطلب مونتجمري مقابلة رئيس الأركان البريطاني آنذاك (نسيت اسمه، فلا يبقى في الذاكرة سوى العظماء المختلفين عن غيرهم)، وقال له: «سيدي، الحرب الكونية بدأت اليوم، وستُسحق بريطانيا العظمى تحت أحذية الجنود الألمان ما لم تتغير الأمور جذريا، فقادة جيشك لم يتم اختيارهم بحسب الكفاءة فقط، وإنما لعوامل أخرى أيضا، منها العائلة والنفوذ»!، وقبل أن تنتهي مدة اللقاء، التفت مونتجمري إلى رئيسه وهو في طريقه إلى الباب وقال بصوت خفيض: «سيدي، بريطانيا تمزح في وقت لا مزاح فيه».
وبالفعل، عندما تولى مونتجمري قيادة الجيوش في أفريقيا عام 42، أسس منها جيشا أصبح في ما بعد، نخبة الجيش البريطاني، فأذهل القادة الأميركان والألمان والنيوزيلدنيين والأستراليين وغيرهم، وكانوا يتسابقون على رؤيته بعد انتهاء الحرب.
الحديث عن مونتجمري طويل وممتع، ولو أنك يا سمو رئيس الحكومة قرأت سيرة هذا الداهية لما كانت تشكيلات وزاراتك المتعاقبة بهذه الصورة، مع الاحترام لشخوص الوزراء. إذ لا يمكن أن تقنعني بأن البلد يمر في أزمة وتلوح في سمائه الأخطار، فتختار أحدهم ليحتضن حقيبة وزارته على صدره ويتلفت يمينا ويسارا ليتأكد بأن أحدا لا يسير خلفه، وينتظر إلى حين غياب الشمس ويغادر على أطراف أصابع أقدامه. لا يمكن أن تكون جادا في محاولتك إنقاذ البلد قبل ارتطامه بقاع البئر بهذه الطريقة وبمثل هذا الشخص... لا يمكن.
عذرا سمو الرئيس، مونتجمري يقول في عقيدته: «إذا شعرت يوما بأنك ضقت ذرعا بالمشاكل من حولك، وأصبحت لا تحب مواجهتها والتفكير في حلها بشجاعة، فتنحّ عن القيادة بسرعة حفاظا على جيشك وأرواح جنودك»... سمو الرئيس، نحن نمزح في وقت لا مزاح فيه، فهلا استطلعت آراء الناس حول مدى «إيمانهم بحكومتهم وبقائدها».
***
تلقيت اتصالا من مدير عام الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب الدكتور يعقوب الرفاعي، تعليقا على مقالي السابق، أوضح لي فيه بعض النقاط... منها، أن مكافأة المستشار الوافد سبعة آلاف دينار في السنة لا الشهر. (هذا الخطأ مني، فقد أبلغتني نقابة الهيئة بأن المكافأة سنوية وأمدوني بالمستندات، فظننتها شهرية. أعتذر). وبيّن مدير الهيئة أيضا إنه على استعداد لاستبدال المستشارين الوافدين كلهم بكويتيين بشرط توافر الخبرة والقبول بالراتب نفسه. وأوضح لي كذلك بأنه مع إقرار كادر موظفي الهيئة، وأنه سعى مرات عدة لإنجاز الكادر مع المسؤولين المعنيين بالأمر في الحكومة.
ومن الناحية الأخرى طلبت نقابة الهيئة الاجتماع معي لشرح بعض الوثائق والمستندات التي بحوزتهم والتي تثبت بأن نائبة المدير العام للشؤون المالية ترأسُ مجلس إدارة شركة خاصة لتدريب الطلبة، وتستغل منصبها لذلك وهو أمر مخالف قانونيا، إضافة إلى استغلال الشركة تلك لمباني الهيئة، وغير ذلك من المخالفات، والوثائق الدالة على ذلك موجودة يا مدير عام الهيئة، وستصلك نسخة لو طلبتها.
محمد الوشيحي
تعليقات