يعقوب العوضي يتهم أصحاب تيار التأسلم السياسي بالوقوف وراء الهجوم على نورية الصبيح لرغبتهم فى السيطرة على الوزارة

زاوية الكتاب

كتب 442 مشاهدات 0


 



الهجوم على وزيرة التربية
 
 
وزارة التربية هي الهدف الأساسي الذي يسعى إليه أصحاب التأسلم السياسي سواء كانوا اعضاء في البرلمان أم في مؤسساتهم التي انشأتها لهم الحكومة العتيدة، وغرض هؤلاء المتأسلمين توجيه التربية ومناهجها فيها لحسب رغباتهم التي بواسطتها يستطيعون السيطرة الكاملة على المجتمع والتحكم بمقدرات هذه الدولة السائرة بأشرعتها المثقوبة التي لا يمكنها ان تحميها من الرياح التي تهب عليها وترسو بها على بر الأمان، من دون هدف مرسوم، ولذا نرى يوميا هجوما على وزيرة التربية السيدة الفاضلة نورية الصبيح من قبل هؤلاء المتأسلمين وتضخيم الحوادث التي تحدث في مؤسسات التربية ومدارسها المنتشرة في انحاء البلاد كلها، وتحميل سببها الى السيدة وزيرة التربية المحترمة، وآخر هذا الهجوم هو الذي سطره السيد العضو السابق في مجلس الامة في إحدى الصحف يوم الجمعة 19 من رمضان الموافق 19/9/2008 الذي لم يحالفه الحظ في الانتخابات السابقة، وذلك لما قامت به شركته من تجاوز على أملاك الدولة، وكان ذلك سببا في عدم وقوف الناخبين الى جانبه، حيث احيلت شركته إلى ديوان المحاسبة للمحاسبة، ولا نعلم بعد ذلك ما حدث لها بعد الاحالة، وحاول السيد العضو السابق ان يلقي بمسؤولية الدروس الخصوصية على وزيرة التربية الحالية، ولا نعلم ان كان العضو السابق المحترم قد علم بوجود الدروس الخصوصية قبل اكثر من ثلاثين عاما عندما كان يسيطر على وزارة التربية والتعليم أصحاب التأسلم السياسي من بعض المدرسين المصريين المنتمين إلى حركة «الاخوان المسلمين» الذين هربوا من مصر أيام جمال عبدالناصر، عندما أرادوا السيطرة على الحكم فيها وقتذاك، وكانت المناهج توضع حسب أهوائهم ولم يبذروا بذرة حسنة في التعليم حتى اصبح معظم خريجي جامعة الكويت بعد ذلك من الطلبة عديمي الفائدة، لان معظمهم قد تخرج من دون ان تكون لهم حاجة في سوق العمل وقد وصلت اعدادهم الى اكثر من اربعمئة خريج وخريجة من كلية الشريعة فقط قبل أعوام ثمانية لا يجدون لهم عملا في السوق ولا نعلم كم بلغ عددهم اليوم، فهذا احد الأمثلة الناتجة عن سيطرة اصحاب التأسلم السياسي على وزارة التربية في تلك الايام الخوالي التي امتدت الى أعوام طوال من الهيمنة الكاملة عليها، فماذا كانت النتيجة؟ بطالة سافرة ومقنعة في الوقت نفسه، الذي لا يرغب فيه خريجو هذه الكلية العمل كمؤذنين في المساجد او أئمة لها، بل يريدون وظائف ادارية مختلفة تماما عن تخصصهم الذي حصلوا بموجبه على شهاداتهم.
ذكر السيد العضو السابق في برلمان الكويت ان وزيرة التربية منعت مشاركة الطلاب والطالبات في المسابقات الدولية، حتى لا ينكشف مستوى طلبتنا الحقيقي أمام العالم بسبب السياسة المدمرة لوزيرة التعليم. ونحن نقول له ان الوضع لا يمكن ان يفهم على هذه الصورة المجتزأة منها وخلط الاوراق بعيدا عن الوضع الشامل للبلاد، فالفساد ضرب أطنابه في اجهزة الدولة كلها الى درجة التدني السنوي العام لمقياس الفساد لدى منظمة الشفافية العالمية ووصول الكويت الى أكثر دول العالم فسادا وهي بوركينا فاسو الافريقية، ولا يفوتنا القول بان غالبية المشاركين في الفساد المنتشر في الدولة هم من أصحاب التأسلم السياسي، ألم يقرأ السيد العضو السابق عن السرقات وتجار الاقامات وأصحاب الحظوظ من منتسبي التيارات الدينية السياسية المستولين على مناقصات البلاد وامتصاصهم لخيراتها وتوزيعها على الأصحاب والأحباب؟ وان كان العضو السابق لا يقرأ ألا يسمع ما تقوله الدواوين عن هذه التجاوزات التي يرتكبها أصحاب هذه التيارات التي وردت الى البلاد بعد ان كانت تعيش في أمن وأمان قبل وصولها إلينا؟
علمتنا الايام وكثرت الاحاديث وأخبرنا التاريخ ان الذي بيته من زجاج لا يرمي الناس بالحجارة، ولكن بعضهم لا يرعوي في قدح الناس بالحق أو الباطل، لسبب أو آخر، فالأيام لا ترجع إلى الوراء وعقارب الساعة في مضيها دوما الى الامام، والواجب على الانسان ان يقول حقا او يصمت، ففي السكوت خير وسيلة للبعد عما غطاه الزمان، فالعيون كثيرة، والآذان صاغية والأقلام مملوءة بالاحبار والاوراق البيضاء جاهزة لسوادها، وكما يقول المثل إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب.
يعقوب العوضي

الراى

تعليقات

اكتب تعليقك