عذبي العصيمي يطرح الفرق بين الجنسية والمواطنة
زاوية الكتابكتب أغسطس 22, 2014, 5:07 م 4539 مشاهدات 0
المواطنة ترتبط عادة بحق العمل والإقامة والمشاركة السياسية في الدولة، أو هي الانتماء إلى مجتمع واحد يضمه بشكل عام رابط اجتماعي وسياسي وثقافي موحد في دولة معينة.
وتبعا لنظرية المفكر جان جاك روسو 'العقد الاجتماعي' المواطن له حقوق إنسانية يجب أن تقدم إليه وهو في نفس الوقت يحمل مجموعة من المسؤوليات الاجتماعية التي يلزم عليه تأديتها.
ويقوم مصطلح المواطنة مع مصطلح 'المواطن الفعال' وهو الفرد الذي يقوم بالمشاركة في رفع مستوى مجتمعه الحضاري عن طريق العمل الرسمي الذي ينتمي إليه والعمل التطوعي.
ونظرا لأهمية مصطلح المواطنة تقوم كثير من الدول الآن بالتعريف به وإبراز الحقوق التي يجب أن يملكها المواطنين كذلك المسؤوليات التي يجب على المواطن تأديتها تجاه المجتمع فضلا عن ترسيخ قيمة المواطن الفعال في نفوس المتعلمين.
ومن الناحية القانون يدل مصطلح المواطنة على وجود صلة بين الفرد و الدولة. بموجب القانون الدولي المواطنة هي مرادفة لمصطلح الجنسية، على الرغم من أنه قد يكون لهما معان مختلفة وفقا للقانون الوطني.
والشخص الذي لا يملك المواطنة في أي دولة هو عديم الجنسية ، ولكن هذا لايعني أن شرط الجنسية يلزم المواطنة بل المواطنة أكبر من إثبات الجنسية المواطنة الإحساس بالانتماء والمسئولية لهذا البلد وتقديم الغالي والنفيس ، وبذل العطاء والعمل ليتطور ويزدهر فالمواطنة تعني الارتباط والإحساس بالمسؤولية تجاه الوطن والشعور بالولاء للأرض التي يعيش فيها حتى وأن كان بلا جنسيه فكم شهيد مات مدافعاً عن وطنه لا يحمل جنسيه وكم أسير ذهب ولم يعٰد لم يحمل جنسيه وكم من خدم وطنه بإخلاص وحب وتفانى في العمل وبلا جنسية .
اذاً عزيزي القارئ ،،لنعلم أمراً أن جوهر المواطنة هو الإحساس بالانتماء وإنك أبن الأرض التي تعيش عليها وليست مقصورة في الجنسية .
ومع ظهور هاجس التغيير الديمقراطي في البلدان العربية، اتسع تداول مصطلح (المواطنة) ليأخذ مساحة وحيزا أكبر لما يحمله من معاني المشاركة في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، إذ إن صفة (المواطن) لا تعني فقط الانتساب للوطن، والارتباط به كتابع، وإنما هو عنصر فاعل في مختلف المجالات، له كيانه المستقل، وقناعاته الخاصة، ومن حقه أن يعبر بحرية عن آرائه واختياراته الشخصية، وأن يقوم بدوره الإيجابي في الحياة العامة.
ولا يستقيم البناء الديمقراطي لأي دولة دون تجلي روح (المواطنة) في علاقات كل فرد (مواطن) بمؤسسات الدولة التي يعد الهدف الأساسي من وجودها هو خدمة (المواطنين) وتوفير ما يحتاجون إليه في حياتهم الفردية والجماعية، من أمن واطمئنان واستقرار، والسهر على تنظيم شؤونهم العامة انطلاقا من خياراتهم، ووفق رغباتهم وحاجاتهم، هذا حق المواطن على الدولة وفي المقابل يرتبط (المواطنون) بالولاء الكامل لـ (الوطن) الذي لا يعني مجرد حيز جغرافي، وعلم يرفرف فوق البنايات الرسمية، وإنما يشمل في مفهومه الواسع مجموعة من القيم والمبادئ والقضايا التي تعكس الإرادة العامة للمواطنين .
إنّ المواطنة لا تتحقق إلا بتساوي جميع المواطنين والمواطنات في الحقوق والواجبات، وتتاح أمام الجميع نفس الفرص، ويعني ذلك التساوي أمام القانون الذي هو المرجع الوحيد في تحديد تلك الحقوق والواجبات، وإذا كان السكن والتعايش والشراكة والتعاون من العناصر الأساسية التي يفترض توفيرها بين المشتركين في الانتماء لنفس الوطن، فإنها تهتز وتختل في حالة عدم احترام مبدأ المساواة، مما يؤدي إلى تهديد الاستقرار، لأن كل من يشعر بالنقص ، أو الحرمان دون حق مما يتاح لغيره، وتنغلق في وجهه أبواب الإنصاف، يصبح متمردا على قيم المواطنة، ويكون بمثابة قنبلة موقوتة قابلة للانفجار بأي شكل من الإشكال.
تعليقات