أين تذهب ميزانية وزارة الصحة؟!.. سؤال تطرحه بهيجة بهبهاني

القبس

تحت المجهر  /  اتقي الله.. يا وزارة الصحة!

أ.د بهيجة بهبهاني

 

قدّر الله تعالى لي ان اصاب بمرض في القلب، أضطر معه الى التردد على «مركز صباح الاحمد» لامراض القلب كل شهرين، لإجراء الفحوصات اللازمة، والتي بناء عليها يقوم الطبيب المعالج بكتابة وصفة الدواء، ودواء الكوليسترول (كريستور 20) من هذه الادوية، التي أنا مضطرة الى تناولها يومياً مدى الحياة، وغيري من المراجعين كثيرون يتناولون مثل هذا الدواء، ويعانون مثلي في الحصول عليه من الصيدلية بالمستشفى الاميري، حيث انه لا يصرف هذا الدواء - رغم انه مذكور من الطبيب في «لائحة علاج مرضى العيادات الخارجية» - والسبب انه يجب ان يوقع ثلاثة اطباء امام اسم الدواء في اللائحة حتى يتم صرفه للمريض، كما ذكر لي الصيدلي الذي راجعته لصرف الدواء بالمستشفى الاميري. ورجعت الى عيادة طبيبي بمركز صباح الاحمد، سيراً على الاقدام في هذا الجو الحار، وانا مريضة بالقلب للحصول على توقيع طبيبين آخرين الى جانب طبيبي، وفوجئت بعدم وجود اطباء للتوقيع، وتملكتني مشاعر الغضب واليأس وتوجّهت الى صيدلية خاصة، واشتريت علبة الدواء بمبلغ يقارب 20 ديناراً وغيري كثيرون من الاهل والصديقات فعلوا الأمر ذاته!

وذكرت لي احدى الصديقات انها تعرف طبيبا في احد المستشفيات الحكومية يزودها مجاناً بالدواء شهريا، وبالطبع يتم الامر هكذا مع جميع المرضى المواطنين والمقيمين إذا كان لديهم اقارب ومعارف بالمستشفيات الحكومية!

فلماذا يا وزارة الصحة اتباع مثل هذه التعقيدات الادارية في صرف الادوية، وبخاصة لمرضى القلب؟ ولماذا التساهل مع العاملين بالمستشفيات الحكومية من اطباء وصيادلة واداريين وحتى العمالة الوافدة في الحصول على الادوية من دون تواقيع الاطباء ولا اعداد محددة؟! الا يتم توفير هذه الادوية من المال العام؟ أوليس من الواجب محاسبة من يستولي عليها من دون وجه حق ومن دون مساءلة ولا محاسبة؟!

وهناك مريضة من الاهل مصابة بالمرض الخبيث تم اجراء جراحة بالعظام لها بمستشفى الرازي، وبعد اجراء الجراحة طلب الطبيب من المرافقين لها الذهاب الى مركز الشيخة بدرية الاحمد لاحضار «لاصقة طبية» للجرح غير متوافرة لديهم! وفعلاً قاموا بإحضارها.. لماذا لم يتم توفير هذه اللاصقة قبل اجراء الجراحة للمريضة؟ وهنا يحق لنا التساؤل: اين تذهب الميزانية الضخمة لوزارة الصحة؟ واين يتم صرفها؟ ولمن؟ اتقي الله يا وزارة الصحة!