مشعان البراق يكتب: الظُلم .. لا دين له !

زاوية الكتاب

كتب 1644 مشاهدات 0


 في الظلام وتحت الظُلم ، لا يُعرف ذلك الشخص المُنكمش سوى بـ”المظلوم“ ، فلا إسمه ولا نسبه ولا مذهبه يُعفيه من القهر إذا كان رافضاً الخضوع للطُغيان !

فكلمة ( لا ) بوجه طاغية ، كفيلةٌ بأن تذهب بك إلى السجن أو إلى المقبرة ، فلن يسأل الطاغية عن إسمك أو نسبك أو طائفتك ، بل سيكون كُل همّه هو القضاء عليك لكي لا تقف بوجهه ..

فالظُلم لا هوية له ، يبطش بكُل من يُعارضه ، فلا تُصفّق على ظُلم شخص فقط لأنّه من طائفة أُخرى ، لأنّه لم يُظلم عبث ، فمن ظلمه ظلمه لأنّه وقف بوجه ظُلمه ، وسيأتي اليوم الذي ستقف أنت بوجه ظُلمه وسيظلمك كما ظلم من قبلك ، إلا إذا كُنت خاضعاً ، وهذا بحدّ ذاته ظُلم وقع عليك من نفسك ..

تستخدم الأنظمة المُستبدّة سياسة ”فرّق تسُد“ لتحصل على نسبة تأييد في حال إستفحلت بظُلم فئة مُعيّنة رفضت الخضوع ، فإذا ظلمت هذا صفّق ذاك والعكس صحيح ، وكُل هذا هدفه إخضاع جميع الفئات المُتخاصمة فيما بعضها ..

ولكن تسقط تلك الأنظمة بمُجرّد تكاتف جميع الفئات ضدّها ، فذلك يُسقط شرعيّتها لأنّها لا تجد من يُؤيّدها ..

مثال : المقبور صدّام حسين لم ينتصر على الكويت رُغم أنّه إستطاع الوصول لإحتلال أراضيها كاملة ، لأنّه وجد رجلٌ واحد فيه ”السنّي والشيعي والبدوي والحضري“ وكان يجب عليه القضاء على هذا الرجل ، ولكن بعد ذلك لن يستفيد ، فهو يُريد من يُضفي عليه الشرعية ، وهذا ما لم يجده ، فهُزم شرّ هزيمة ..

الطائفية والعُنصرية .. حزامٌ ناسف ، ينسف من يرتديه مع من حوله !
 

كتب: مشعان البراق

تعليقات

اكتب تعليقك