يكتب صالح الشايجي عن براكين الدم!
زاوية الكتابكتب أغسطس 18, 2014, 12:19 ص 601 مشاهدات 0
الأنباء
بلا قناع / براكين الدم
صالح الشايجي
أفعال «قُتلَ»، «نحر»، «ذبح»، «مات»، «انفجر»، «اغتيل» وأخواتها ومشتقاتها من مجريات الدم والدمع الإنساني، هي المسيطرة على إعلامنا العربي الخبري الناقل ما يحدث في بلاد عربية كثيرة ومنذ سنوات.
وهي أفعال ليست صماء ولا عمياء، بل هي أفعال ناطقة مبصرة، نراها رأي العين ونسمعها سمع الأذن.
وما على الرائين والسامعين سوى الحوقلة والاستغفار والتعوذ، وشيء من الدمع وكثير من الألم.
هذا كلام مكرور ومعاد ولا فائدة من ترديده، وما كتبت قاصدا إياه لذاته، ولكنما أردته مقدمة لما سيلي.
ارتباط الناس شبه الدائم بمصادر الأخبار وتكرار سماعهم ومشاهدتهم لمجريات هذه الحروب ونتائجها وكم الدم المسال والأشلاء البشرية المقطعة والمتناثرة، من شأنه أن يحدث نوعا من التطبيع بين هذا الراصد للموت والموت نفسه، ويجعل من عملية القتل عملية اعتيادية ويُسهّل الخاص والفردي مقابل العام والكثير.
والنفس الإنسانية تنطوي على كثير من المكنونات والخفايا والأسرار، وكثير من نفوس البشر يكمن فيها ما يمكن أن نسميه بالجريمة الكامنة أو النائمة والتي قد يستفزها أو يحييها تكرار أخبار الموت والقتل والتعود عليها، فتحيا وتنشط وتصحو من سباتها.
والخوف من مثل هذه الحروب وترديد أخبارها بشكل يومي بل وآني، أن تُولّد جيلا من القتلة وعشاق الدم ومستسيغي الموت والمجرمين الذين يستهينون بالموت ويعتادون على القتل ولا يرون جانبه الأسود ولا يقيمون وزنا للنفس البشرية ولا احتراما لها.
تنمو داخل هذه النفوس وحوش بشرية غليظة القلوب جافة الطباع تنكر الطبائع البشرية ولا تأنس لها.
وخير دليل على وقوع هذا الاحتمال، هو ما نراه الآن من آلاف الشبان الذين انخرطوا في سفائن الدم والقتل دونما هدف، تاركين دورهم وديارهم وأحضان أمهاتهم ملتحقين بمواكب الموت العبثي.
هؤلاء الشبان القتلة هم نتاج هذه الحروب وشاكلاتها، وغلت نفوسهم على نارها.
تشبعوا بأخبار الموت وأخرجت نفوسهم كوامنها وما كان نائما فيها.
الحروب تزيد من الجرائم الفردية وتحيي ما كمن في النفوس من شهوة الدم والقتل، ولا بد من أن تنشط المجتمعات العربية وتستعد لمواجهة قتلة محتملين ربما في كل بيت عربي نموذج لهم.
لا بد من استباق الحدث قبل وقوعه!
تعليقات