الفن الكويتي بات في خبر كان؟!.. بنظر حسن كرم

زاوية الكتاب

كتب 787 مشاهدات 0


الوطن

قطعاً مسؤولية وزير الإعلام

حسن علي كرم

 

في المواسم الفنية الاخيرة تراجعت انصبة الفنانين الكويتيين المشاركين عادة في الحفلات والمهرجانات الفنية غنائية أو مسرحية لصالح فنانين خليجيين وعرب، على الرغم من ان الفنانين الكويتيين كان لهم قصب السبق في كل حفلة أو مهرجان يقام في هذا البلد العربي الشقيق أو في ذاك. أو في مواسم الصيف في البلدان الأوروبية..!!
فلماذا تراجع الفنانون الكويتيون الى الصفوف الخلفية، ولماذا تقدم عليهم فنانون عرب..؟!!
هذا السؤال يفترض ان يكون محل النقاش والعناية من قبل الجهات المعنية بالفن والفنانين وعلى الاخص وزارة الاعلام والمجلس الوطني للثقافة والفنون وجمعية الفنانين وغير ذلك من جهات.
يقف على قمة فن الغناء الكويتي ثلاثة من اشهر فنانينا في الوطن العربي حفروا الصخر بأظافرهم حتى وصلوا الى مكانتهم الفنية وهؤلاء الثلاثة هم عبدالله الرويشد ونوال ونبيل شعيل، ولقد ساعدهم على الانتشار والشهرة شركات الانتاج الفنية التي آمنت بقدراتهم الفنية فسخرت لهم كل الامكانيات من انتاج الالبومات والعرض على شاشات التلفزة والمشاركة في الحفلات العامة التي ترعاها الشركة المنتجة، ألا ان الثلاثة الكبار، بعد هذا المشوار الطويل الذي زاد على ثلاثة عقود زادوا فنا وزداوا خبرة وزادوا شهرة، ولكن ايضا ازدادوا عمرا، وعليه وازاء ذلك ما عادوا يسمحون لأنفسهم بالتنطيط أو الرقص والتراقص على المسرح ارضاء لجمهور من فئات عمرية شبابية مراهقة أو يرضوا بغناء ينم عن المياعة والابتذال، وحتى لو حصل وهذا مجرد افتراض ليس من طبيعتهم ولا من ثوبهم..!!
هل نقول مع تراجع الكويت في مجالات التنمية والاقتصاد والتعليم هناك تراجع في الفن والفنون، والكويت كما توصف هوليوود الخليج، هل نترك للآخرين يحصدون ما زرعنا منذ عقود دون تعب أو عناء وهل نتركهم ليسحبوا بساط الفن من تحت اقدامنا ونحن رواد الفن والفنانين..؟!!
سؤال لعلنا نوجهه اول ما نوجهه الى معالي وزير الاعلام الشيخ سلمان الحمود الصباح الذي يتسنم اخطر وزارتين (الاعلام والشباب) وهما أي الاعلام والشباب يصبان في مجرى واحد وفي هدف واحد وهو رعاية الشباب وتنميتهم سلوكيا واخلاقيا وثقافيا وفنيا.
الفن مثل النبتة الزراعية التي تحتاج من زارعها الرعاية والعناية اليومية الدائمة من السقي وتقليب التربة والتكييف مع الطقس، فإذا اهمل الزارع المتابعة اليومية كان مصير زرعه حتما الموت وكذلك الفن، فالفنان اذا لم يحظ بالرعاية والتشجيع من الآخرين دولة، ومؤسسات متخصصة، افرادا ومحبي ومتذوقي الفن لا شك ينكسر هذا الفنان في داخله وينتهي به الامر الى الاحباط والاكتئاب، فالفن ابداع والابداع اذا لم يتوافر له الجو المناسب يموت في داخل نفس المبدع.
لا نحتاج هنا لكي ندمج صفحات عن دور الفن في المجتمع، فذلك واضح من خلال ما يقدم من اوبريتات والغناء الوطني وكذلك اناشيد الحماسة والبطولات في اثناء الحروب والمعارك، فتوظيف الفنون غناء ومسرحا وموسيقى وفنونا تشكيلية ونحتا في خدمة اهداف الدولة والنظام هو من الاهداف الاعتيادية والشائعة، كذلك لا نحتاج تبيان دور الدولة أو النظام في تشجيع وفي رعاية وفي ابراز فنانين وفرضهم على الجمهور كفناني الشعب أو نجوم بارزين، فمثلا الفنان الراحل عبدالحليم حافظ لم يكن ليبرز ويشتهر بشهرته الواسعة لولا وقوف النظام خلفه، ومثل ذلك الفنان السوري دريد لحام الذي لقي تشجيعا استثنائيا من الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد والعراقي كاظم الساهر لم يكن ليبرز وينتشر في العالم العربي لولا وقوف النظام الصدامي البائد والصرف عليه وتمكينه من الاقامة في عاصمة الفن القاهرة وهكذا. والآن نرى بعض بلدان الخليج العربية اخذت حكوماتها تشجع فنانيهم وتدفعهم للانتشار والبروز.
اما عندنا، فيا قلبي لا تحزن، فلقد سحبت الدولة يدها من رعاية الفن والفنانين، وتركت الفنان يحفر الصخر بأظافره، أو يعوم بمحيط عارم تتلاطم امواجه القاتلة من كل جانب..!!
الدولة عندنا ضائعة فلا هي دولة طالبانية منغلقة حتى نؤمن بتلك الدولة ونرضخ للواقع، ولا هي دولة لا دينية تدعم الفن ودور الفن ودور الفنانين في نهضة وتطور البلد وبتشجيع الفنان على العمل والابداع، وتاليا لا يختلف مسلك الاجهزة المفترض رعايتها للفنون والابداع مثل وزارة الاعلام والمجلس الوطني للثقافة والفنون والاذاعة والتلفزيون عن مسلك ورؤية ونظر الدولة، فهل سمعتم ان وزير الاعلام التقى في يوم من الايام بالفنانين واستمع الى مشاكلهم ومطالباتهم وهذا من اولى مسؤولياته أو اجتمع رئيس المجلس الوطني للثقافة الى الفنانين وتعرف على مشاكلهم؟.. أو هل سأل الوزير أو وكيل وزارة الاعلام أو المسؤول عن قسم الموسيقى في الاذاعة والتلفزيون عن اسباب اعتزال واعتكاف الفنانين وهم مازالوا في بداية مشوارهم وعطائهم؟، أو هل فكرت وزارة الاعلام بتحمل انتاج وترويج الاعمال الفنية لفنانينا سواء في الغناء أو العمل الدرامي أو مسرحيات؟، فما اسهل على وزارة الاعلام من تأسيس مؤسسة أو شركة للانتاج الفني بغية خدمة الفن الكويتي وما اسهل على الوزارة من تأسيس فرقة موسيقية.
اقول وباختصار شديد: يتحمل وزير الاعلام ومن قبله الدولة المسؤولية الكاملة عما يحيق بالفن الكويتي من تدهور أو تراجع، الفنان الكويتي يعيش في غربة في وطنه والفن الكويتي بات في خبر كان..!!

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك