الديموقراطية والدولة المدنية المخرج الوحيد أمام العرب اليوم!.. برأي شملان العيسى

زاوية الكتاب

كتب 774 مشاهدات 0


الوطن

ملتقطات  /  أهمية الديموقراطية والدولة المدنية

د. شملان يوسف العيسى

 

منذ طفولتنا تعلمنا في المنزل وفي المدرسة أن الاسلام دين الفطرة والمحبة والسلام والاعتدال والوسطية وان ما يطرح في الغرب من اقوال بان الاسلام انتشر بحد السيف والقوة غير صحيح وافتراء على دين المحبة.
ما يحدث في المنطقة من حروب اهلية طاحنة في كل من سورية والعراق واليمن والسودان وليبيا اشتدت فيها وتيرة العنف والقتل والتشريد والخراب سببها الاستبداد والحرب الطائفية البغيضة حيث يحارب السنة – الشيعة في كل من العراق وسورية ولبنان ومصر وتونس والجزائر ودخول تنظيم داعش الارهابي على الخط واحتلالهم اراضي واسعة في كل من العراق وسورية وممارستهم لأبشع صور العنف والقتل بطريقة جنونية فاقت تصرفات الفاشية والنازية.. جماعات الاسلام السياسي التقليدية المعروفة قامت بعمليات ارهابية مسلحة ضد السلطة لأهداف سياسية محددة وهي الوصول الى السلطة وفرض برامجهم الدينية.. لكن ممارسات دولة الاسلام في العراق والشام (داعش) فاقت كل الممارسات السابقة.. حيث روعوا العالم بقطع الرؤوس بالسيف وتعليقها وتصوير الاطفال وهم يحملون الرؤوس.. كما سعوا لرجم النساء في الشوارع بمجرد الشك في تصرفاتهن ومنع خروج النساء وعملهن واغلاق محلات الحلاقة وقيامهم بدفن البشر احياء فقط لانهم يختلفون عنهم بالعقيدة.
كيف يمكن الدفاع عن الاسلام في ضوء تصرفات بعض المسلمين المشينة؟ قد يقول قائل بان هؤلاء لا يمثلون الاسلام.. قد يكون هذا الكلام صحيحا، لكن سلوك وتصرفات داعش تشبه تصرفات الخوارج في تاريخنا العربي الاسلامي حيث كانوا يكفرون كل من يختلف عنهم بالرأي واستباحوا دماءهم، تصرفات وممارسات داعش موجودة في تاريخنا العربي الاسلامي وقد روج لها مفكرون ومشايخ دين آخرهم سيد قطب الذي يؤمن بالعنف.. ما نريد قوله ببساطة هو ان داعش ليست غربية ولا شرقية بل هي حركة عربية اسلامية ومن يمارس القتل والارهاب هم شباب عربي منهم شباب خليجي من السعودية والكويت واليمن.. كما يشاركهم عصابات جهادية من الدول الغربية وامريكا.
ممارسات داعش الارهابية لا تختلف كثيرا عن تصرفات الانظمة العربية الحديثة التي مارست العنف والقمع ومصادرة الحريات الخاصة والعامة منذ الاستقلال وحتى الآن.. فتجاوزات حقوق الانسان واحتكار السلطة وظهور احزاب السلطة ومصادرة حقوق الانسان العربي كلها جزء لا يتجزأ من حياة الدولة العربية الحديثة.. صحيح ان هناك تفاوتا في ممارسات الديموقراطية الشكلية من بلد الى آخر لكن في النهاية معظم الانظمة العربية هي انظمة غير ديموقراطية تصادر الحريات وتتأخر في التنمية والاصلاح الاقتصادي والاجتماعي لعدة اسباب اهمها.. هو الانفاق على التسليح لمحاربة اسرائيل وتحرير فلسطين، لكن الاحداث الاخيرة في غزة كشفت عورة الانظمة العربية والاحزاب العربية والشعوب العربية كلها حيث لم يقف احد يدافع عن اخوتنا في غزة.. وتلخصت مساعدة العرب في الدعوة لانعقاد مجلس الامن والتنديد بالتصرفات الفاشية لاسرائيل وظهور الجماعات الجهادية المتطرفة مثل داعش والنصرة وغيرها يثير تساؤلات حول مستقبل المنطقة، الامر المؤكد انه لا يمكن لدول العالم المتحضر ان تقبل قيام دولة دينية متطرفة عمادها القتل والارهاب والمخرج الوحيد امام العرب اليوم هو الديموقراطية والدولة المدنية لا الدينية.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك