'الانتداب' صار الأمل الوحيد لدول عربية وأفريقية مهددة بالانقراض!.. برأي النصف

زاوية الكتاب

كتب 959 مشاهدات 0


الأنباء

محطات  /  هل نحن بحاجة لانتداب جديد؟

سامي النصف

 

من يرقب الفوضى العارمة التي تضرب أوطانا عربية (حتى أفريقية) كحال الصومال والسودان واليمن والعراق وسورية وليبيا والمستمر بعضها منذ عقود والتي لا يوجد أمل في إصلاح أحوالها في المستقبل المنظور، يجعلنا نتساءل هل تلك الدول بحاجة لنظام انتداب دولي جديد ليقوم بتأهيلها وحفظ الأمن فيها كي تصبح مشاريع دول مستقرة ومتقدمة كبديل لمشاريع التوحش وسفك الدماء القائمة؟! ويتبقى تساؤل عن ماهية مصطلح الانتداب لمن يجهله. وهل أحسن تطبيقه في الماضي؟!

***

ظهر مفهوم الانتداب بعد الحرب العالمية الأولى كوسيلة انتقالية للدول التي تم استعمارها لتأهيلها لعهد الاستقلال، وقد بدأ العمل به عام 1923 ونص على ان على الدولة المنتدبة ان تضع دساتير دائمة للدول التي تم انتدابها عليها، وإنشاء قوات أمنية ووضع نظام قضائي مستقل ومتطور وضمان إلغاء الامتيازات الأجنبية وصيانة أراضي الدول وحماية الحدود ووضع تقرير سنوي عن حالة البلدان يرفع الى عصبة الأمم..

***

والحقيقة ان الأخطاء التي شابت الانتدابين الإنجليزي والفرنسي في بلاد الشام والعراق كانت بسبب سوء التطبيق لا سوء الفكرة، فمن عينوا لإدارة دولنا العربية آنذاك واصلوا إكمال المشروع الاستعماري على أيدي شخصيات متشربة بفكر الاستعمار مثل الجنرال غورو في الشام وهربرت صموئيل في فلسطين، ومما يدل على إيمان العرب في حينها بتلك الفكرة ان كثيرا من القادة الفلسطينيين والعرب صارحوا اللجنة الأميركية المكونة من كينغ ـ كراين عام 1919 بقبولهم لانتداب أميركي على فلسطين والشام.

***

ولقد طبقت الولايات المتحدة بعد عام 1945 وبنجاح باهر فكرة «الانتداب» وان سميت بـ «الاحتلال» على ألمانيا واليابان فتمت إعادة تأهيلهما وخلق دساتير لهما فوصلتا الى ما وصلتا اليه من رقي وتقدم، وقد حاولت أميركا مرة أخرى تطبيق ذات الفكرة على العراق بعد عام 2003 إلا اننا كعرب وبعبقرية شديدة ركزنا على مسمى «الاحتلال» فتمت محاربته وخرجت القوات الأميركية ليتحول العراق الى الغابة القائمة..

***

آخر محطة: قد تكون فكرة الانتداب الدولي الذي تشرف عليه الأمم المتحدة ويمنح مددا محددة لتأهيل الدول التي تسودها الفوضى، الأمل «الوحيد» لدول عربية وأفريقية باتت مهددة بالتقسيم والتشرذم.. والانقراض!.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك