أنور الرشيد يكتب: بعد المالكي، المعركة في العراق بين الحرية والاستبداد

زاوية الكتاب

كتب 884 مشاهدات 0

ارشيفية

 

ليل البارحة لم تكن ليلة عادية وإنما كانت لحق ليلة تاريخية عندما سمعت خبر انتهاء معركة المالكي في العراق مما غمرني بفرحة غير عادية، سبب فرحتي بانتهاء هذه المعركة هو أن الغراء العربي بدأ يفقد خاصيته التي يتميز بها وهو قدرته وقوته ومتانته للذي يستخدمه عندما يجلس على كرسي الرئاسة.

فخلال السنوات الثلاث الماضية 4 رؤساء من أصل  22 تم إقصائهم قسريا وهي نسبة لا بأس بها أن قارناها بتاريخنا البائس الطويل  الذي لم يعرف ولا يعترف بمفهوم تداول السلطة ، اليوم المالكي والعراق رغم غبار هذه المعركة يعطي درس إضافي للبقية فنتيجة لطول بقائه بالسلطة تكونت له عداوات من مختلف الأطراف خارجيا وداخليا حتى أن حزبه رفض استمراره وترشيحه لولاية ثالثة.

وقد بانت حسنات وقفه للمعركة من خلال إعادة الأكراد حقول النفط لسلطة الدولة وترحيب إقليمي ودولي وكل المراقبون يتوقعون هدوء وعودة للاستقرار وهذا ما أمله حقيقة ليتفرغوا للإرهابيين الكفرة الفجرة الدواعش والنصرة والنقشبندين البعثيين والعصابات المسلحة، كل هؤلاء يجب الآن أن يتكاتف جميع العراقيين والمجتمع الدولي لدحرهم والقضاء عليهم ليبدأ العراق الجديد باستكمال مسيرة تحرره التاريخية من الاستبداد الداخلي والخارجي.

طبعا أنا لستُ متفائلا لهذا الحد ، ولكني أتمنى لأن ما يحصل في العراق سيلقي بظلاله عل بقية المنطقة ولازال هناك أنظمة استبدادية لا بل هي الاستبداد بذاته تخشى انتقال ما يحدث في العراق لها ، لذلك لن تقف مكتوبة الأيدي تنتظر نحبها على يد شعبها وستعمل جاهدة على تقويض الأمن كما هو حاصل الآن في العديد من المجتمعات العربية التي تخلصت من مستبديها، لكي تكون رسالتهم لشعوبهم نحن الأمن وبدوننا ستتحول أنت لمثل تلك المجتمعات العربية المسكينة ، وأخشى ما أخشاه من التيارات الدينية السنية السياسية كالنقشبندية الذين صلعوا كما نقول وكشفوا أنفسهم أما الأخوان وممثليهم الضاري والهاشمي وغيرهم عليهم اليوم مسؤولية أخلاقية وسياسية وتاريخية بالدفع نحو استقرار العراق فشعبه المسكين الذي يدور بحلقة من الحروب التي تلد حروب منذ أكثر من نصف قرن من حقه أن يعيش مثل بقية خلق الله سمعت مرة احد الشباب في العراق عبر إحدى الفضائيات يقول بأنه ولد في زمن الحرب ولازال يعيش بحرب وقد بلع 30 سنة من العمر ، المهم أتمنى من كل قلبي أن يجتاز العراق هذه المرحلة المؤلمة وأن يتوقف نزيف الدماء التي تسيل لأجل استمرار الاستبداد العربي العميق فقط لا غير مع الأسف.

على كل حال تساؤلات يُلقبها البعض تنحى منحى طائفي وهذا مالا أريد الخوض فيه،  لأن القضية والأزمة العراقية هي معركة حقيقية بين طرفين طرف يمثل الحرية وآخر يمثل الاستبداد العربي العميق ، بغض النظر عن من يمثل من ، أنا كمتابع ومحلل لا أقرء المشهد العراقي من هذه الزاوية الفئوية والطائفية ، فهذه الزاوية هي التي يُريد الاستبداد العربي العميق أن يحصُرني بها ليسيطر على رؤيتي واصبح بالنهاية لا أرى إلا ما يريدُني أن أراه ، أنا هنا لا أنكر التدخلات الإقليمية والإيرانية والدولية في العراق، اليوم العالم يعيش بقرية واحد والجميع له مصالح مع الجميع وتذكروا لو لا مصالح الغرب بتحرير الكويت من صدام لما تعب العالم نفسه وحذرنا منه، وها هي شعوب راح لها ضحايا مثل روندا التي دفعت قرابة مليون قتيل بنزاع قبلي ولم يتحرك العالم إلا بعد أن وصلت جثث القتلى التي تلقى بالأنهر لخارج الحدود، أما مقولات صفوي وجوسي وغيرها من كلمات في لا تدخل بقاموسي التحليلي  كما ذكرت وأؤكد بأن المعركة بين الحرية والديمقراطية بين مناوئيها وبطبيعة الحال لكل طرف أسلحته التي يستخدمها.


كتب: أنور الرشيد

تعليقات

اكتب تعليقك