أميركا تتعامل مع المسلمين بطائفية سمجة.. هذا ما يراه سالم الشطي

زاوية الكتاب

كتب 1262 مشاهدات 0


الراي

فيض الخاطر  /  طائفية أميركا

سالم الشطي

 

«خائن الوطن من يكون سبباً في خطوة يخطوها العدو في أرض الوطن» – جمال الدين الأفغاني.

***

بعد أن عانت لقرون من العنصرية والتمييز بين الأبيض والأسود، وعانى السود الأمرّين حتى ينتزعوا حقوقهم الإنسانية، انتهت المعاناة بوصولهم للرئاسة أخيراً... تتعامل الولايات المتحدة الأميركية اليوم مع المسلمين بطائفية سمجة في سبيل تحقيق مصالحها السياسية الاستراتيجية! بعد أن رأت أنها الطريق السهل الممتنع لتقويض نسيجهم الاجتماعي وجعل «حيلهم بينهم»!

وبعد أن نجحت التمثيلية الغربية الفارسية على مدى قرون في رسم عداء بينهما ظاهره فيه الكذب والكراهية وباطنه الرحمة واتفاق المصالح السياسية، رأينا أن التمثيل اليوم انتهى دوره فلا خوف يستدعي ذلك، فأعلنوا علاقتهما من فوق الطاولة بعد أن كانت تحتها وليضرب من لا تعجبه العلاقة رأسه بأقرب حائط أمامه.. فالعالم اليوم يسير كما يشاؤون بطيب منه أو رغما عنه!

تأتي اليوم أميركا -رمز التناقض العالمي- لتلقي تهمها جزافاً بلا دليل فهي «شرطية العالم» والقاضي والجلاد في الوقت نفسه، فيترتب على اتهاماتها الظالمة عقوبة عالمية أو محلية تُنَفّذ بحق المتهم، وعليه أن يكافح وينافح ليثبت براءته... هذا طبعاً إن وجد من يسمعه محلياً أو دولياً!

الاتهام بالارهاب أو دعمه أصبح سلاحاً تستخدمه أميركا باحترافية ضد من يقف أمام مصالحها أو يدعم من لا ترغب هي أن يدعمه أحد، والمتابع لاتهامات الجور هذه يراها انتقائية وظالمة -في معظمها- بل تنحصر في طائفة معينة دون إيران ومن يتبعها أو يستظل بظلها في العالمين العربي والإسلامي.

الجمعيات الخيرية الكويتية التي تعد رمز الشفافية والوضوح، سبق أن اتهمتها وزارة الخزانة الأميركية بدعم الارهاب ولكن حكومة الكويت مشكورة وقفت وقفة تحسب لها في ذلك الوقت ورفضت تلك الاتهامات وفندتها، ومع ذلك فتبعات الاتهامات الظالمة لاتزال تعاني منها الجمعيات رغم براءتها!

ويأتي الأميركي اليهودي ديفيد كوهين -من وزارة الخزانة الأميركية- ليتهم العجمان الاثنين د. شافي وحجاج بدعم الارهاب ويضمهما لقائمة الارهاب ودعم «داعش»! «داعش»؟ نعم «داعش» التي كثيرا ما هاجموها وفضحوا خوارها وكتبوا في فساد معتقدها وعملها!

مثل هذه الاتهامات غير الموضوعية ليست محور حديثي اليوم، بل هو تساؤل يرد في ذهن كل منصف: لماذا لم تصنف أميركا في قائمة الإرهاب أي شخص له انتماء إيراني مهما كانت يداه تقطر من دماء الأبرياء؟! أو شكلوا دولة خاصة بهم داخل دولهم! في لبنان، وفي اليمن وفي دول إقليمية أخرى.

الأدهى من ذلك حين يتعدى الإرهاب الأشخاص والأحزاب ليصل إلى أنظمة حاكمة تستلذ بدماء بعض طوائف شعبها التي تخالفها، وأصبحت تعشق رائحة الدم ومنظر جثث الأبرياء والأطفال وتنكل بهم وتسومهم سوء العذاب وتتفنن في تعذيبهم قبل القضاء عليهم بأبشع الطرق، مثل النظام السوري أو العراقي! لم تتجرأ أميركا بديفيدها وحكومتها ورئيسها على أن يتهموا هؤلاء بالإرهاب.. فضلا عن ممارسات النظام الإيراني بالأحواز والطوائف المخالفة لهم هناك ومنعهم من ممارسة شعائرهم الدينية والاستيلاء على مساجدهم!

من يحارب ضد النظام السوري تراه الأعين الأميركية إرهابياً بينما تغض طرفها عن الميليشيات والمرتزقة والقوات العراقية واللبنانية والإيرانية التي تقاتل معه وتشاركه جرائمه في قتل الشعب السوري واضطهاده! فهي ليست إرهابية! مهما أجرمت وأهرقت من دماء المسلمين الأبرياء هناك!

أما الكيان الصهيوني الإسرائيلي فهذا بعيد كل البعد عن قائمة الإرهاب رغم جرائمه في الفلسطينيين على مدى قرن من الزمان، التي فاقت في شنعها محرقة الهولوكوست المزعومة... ولكن بعيدا عن شوارب الأميركيين ومعهم العرب أن يتهموا الكيان الصهيوني بالإرهاب.. مجرد الاتهام!!

***

برودكاست:

أحق ماقيل في وصف حال أميركا ما ذكره الدكتور سفر الحوالي بقوله:

أميركا كالإنسان الجاهلي صنعت أصنامًا اسمها «حرية، ديموقراطية، إنسانية» فإذا جاعت أكلت أصنامها!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك