مسيحيو العالم العربي والإرهاب والمتسلط!.. بقلم خليل حيدر
زاوية الكتابكتب أغسطس 10, 2014, 12:07 ص 562 مشاهدات 0
الوطن
أفكار وأضواء / المسيحيون.. والثقافة العربية
خليل علي حيدر
يصعب على من يعرف فضل المسيحيين في سورية ولبنان، ومصر والعراق، على الثقافة العربية، وعلى من يقدِّر تاريخ وجودهم وتفاعلهم في هذه المنطقة وخدماتهم التي لا تقدر بثمن، ان يقف محايداً وهو يتابع المأساة التي تلف حياتهم وتهدد وجودهم في كل هذه البلدان.
فالأعمال العسكرية تدمر مدنهم وأديرتهم وبيوتهم وحاراتهم القديمة قدم التاريخ، والتشدد الاسلامي والأعمال الارهابية يحاصرانهم، والإبادة تلاحقهم من مكان الى مكان، محاولةً اقتلاع جذورهم وتهجيرهم من مواطنهم.
لعب المسيحيون العرب، بمختلف طوائفهم دوراً لا مثيل له في تجديد الثقافة العربية، وادخال عناصر الحداثة في الرواية والشعر والفكر، وشجعوا في كل مكان تعليم المرأة ودخولها بخاصة التعليم الجامعي والتعليم النظامي العام. وقاموا بدور رائد في التأليف والترجمة، وفي تطعيم الفكر العربي بكل جديد ومبتكر.
ومن المفارقات التي لا تصدق حقاً، ان يبدأ العرب «ثوراتهم» و«ربيعهم» في أكثر من مكان، باقتلاع جذور المسيحيين في منابتهم العريقة، ومحاصرة وجودهم السياسي والاجتماعي، بل ومطالبتهم في مصر والعراق وسورية.. بدفع الجزية!.
يصعب بالطبع تجاهل دور الجماعات الاسلامية الأصولية وأحزاب الاسلام السياسي وثقافتها الاقتلاعية المدمرة، والتي فككت الكثير من العلاقات والأواصر بين المسلمين والمسيحيين، وبين السنة والشيعة، وقلبت في نهاية الأمر موازين الوطنية والحياة المشتركة والتسامح الديني وغير ذلك، لتسود ثقافة هذه الأحزاب المتعصبة، ورؤاها القاتمة، وشعاراتها التي لا علاقة لها بدنيا الناس ولا رابط لها بثقافة القرن الحادي والعشرين.
لكن الصراعات السياسية والكثير من القرارات لعبت خلال القرنين التاسع عشر والعشرين دوراً مؤسفاً في بث الشكوك وفي اعادة الاستقطاب الديني والطائفي الذي عزل مختلف الشرائح والمذاهب، وقدّم للجماعات المتعصبة خدمات كبرى في مرحلة لاحقة.
وقد حاول الاصلاحيون في المجتمع العربي – الإسلامي تحديث المجتمع وسط ظروف صعبة وألوان من التعصب الفكري والاجتماعي.وفي قضية توعية المرأة وتحريرها من القيود لعب الاصلاحيون، مثل الطهطاوي وقاسم أمين ومحمد عبده والكواكبي، دوراً معروفاً في الدفاع عن مشاركة المرأة في الحياة العامة، من خلال التعليم وانهاء العزل الاجتماعي.وانقسم المسيحيون كذلك حول المرأة الى تجديديين ومحافظين.فنحن نرى سليم البستاني يقول في مجلة المقتطف يونيو 1883: «الوطن بأهله والنساء نصفهم، فلا تستقيم أموره ولا تنتظم أحواله ولا يبلغ الدرجة القصوى من المدنية ما لم يحصل هذا النصف على الكمال المدني..فان النساء أساس البناء التمدني، والشعب الذي يحاول ذكوره التقدم دون النساء، كالرجل الذي يحاول السفر ماشياً برجل واحدة».
ورغم شهرة الدكتور «شبلي شميل» في مجالات الريادة الفكرية والدفاع عن نظرية التطور، أو «النشوء والارتقاء»، كما كان يغلب على تسميتها، فانه كان من معارضي مساواة المرأة مع الرجل، بل اعتبرها دونه عقلا ومقدرة، مستعيناً بـ «آراء علماء الحيوان والانثربولوجيا في بيان الفروق الفيسيولوجية بين الذكر والأنثى من الحيوانات الراقية».(الاتجاهات الفكرية عند العرب، د.علي المحافظة، ص 187).
وكان الكاتب «أنور الجندي» (2002-1917) من جماعة الاخوان المسلمين، ثم تحول مجاملة للقومية والناصرية، ثم عاد الى «الاخوان» ثانية، يكتب ويغرق المكتبة العربية بكتبه المدافعة عن فكرهم وشخصياتهم.وكان في كتاباته القومية ممن يشيد بدور المسيحيين في الثقافة العربية، وينتقد بمرارة الدور السلبي الذي لعبته الدولة العثمانية وجورالسلطان عبدالحميد الثاني والطورانيين أو القوميين الأتراك، قبيل الحرب العالمية الأولى، يقول في أحد مؤلفاته: «كان المسيحيون أسبق الى الاتصال بالأفكار الحديثة. ثم كانت أبرز أحداث الشام – وحوادث الشنق التي تولاها حاكم سورية العثماني أحمد جمال باشا – هي الهجرة التي امتدت الى مصر وأوروبا والولايات الأمريكية وشملت عدداً كبيراً، والتي كانت الدافع إليها هو ضيق الرقعة وتزايد الاستبداد العثماني وتسلط الاقطاع الداخلي دافعاً لأهل المنطقة للنزوح منها».
ويضيف «الجندي» ان «المهاجرين المسيحيين الشوام كان لهم تأثيرهم البارز ثقافياً وسياسياً». «وقد استقبلت القاهرة جاليات كبيرة من الشاميين، كان في مقدمتها عدد كبير من أحرار الفكر الذين ترصدهم طغيان عبدالحميد، فوجدوا في القاهرة مجالًا ومتنفساً. وكانت هذه الهجرة بعيدة الأثر في عالم الفكر والرأي اذ كان الشاميون مؤثرين في الصحافة المصرية، وكان لهذا أثره في امتزاج الأفكار والآراء وتلاقي وجهات النظر حول فكرة العروبة التي كانت مصر محجوبة عنها تحت ضغط الاستعمار البريطاني الذي حاول الفصل بينها وبين المنطقة العربية وايجاد عزلة مصطنعة».
ويقول الجندي ان البيئة الشامية «كانت أقوى البيئات العربية تحرراً في الفكر، وكان الساحل أشد تحرراً من الداخل». ويقول إن الشام «أمضت اثنين وثلاثين عاماً في ظل الاستبداد الحميدي حتى اضطر عبدالحميد الى اعادة الدستور عام 1908. وفي خلال هذه الفترة كانت المنطقة الساحلية تتسع ثقافياً بانشاء المدارس الأجنبية والدينية في لبنان وفيها ظهرت بوادر التمرد على الترك قبيل نهاية القرن التاسع عشر».
ومما تكررت الاشارة اليه في قصائد أدباء تلك المرحلة الاشارة الى «البسفور، حيث كان يلقي عبدالحميد خصومه»، وكذلك «كان شعراء المهجر يرددون نفس المشاعر، مشاعر التمرد على الاستبداد العثماني».ويقول الجندي ان المؤرخين يجمعون على أن «أول قصيدة في القومية العربية هي ما قاله الشاعر المسيحي ابراهيم اليازجي (1895) يدعو الى اليقضة:
تنبهوا واستفيقوا أيها العرب
فقد طمى الخطب حتى غاصت الركب (ص، 322).
وينقل الجندي عن الأديب محمد كرد علي أنه «في الربع الأخير من القرن التاسع عشر كان هناك معسكران يقود الأول دعاة الكثلكة والبروتستانتية وهم حملة علوم المدنية الحديثة، والثاني دعاة تتريك العناصر أصحاب القومية التركية.وكانت الجامعة الأمريكية تدرّس بالانجليزية، والجامعة اليسوعية تدرس بالفرنسية، ومدارس الترك تدرس باللغة التركية.وكانت مدارس التبشير والطوائف في الساحل تدرِّس دراسة جيدة.ومدارس الحكومة والمدارس الدينية ضعيفة سقيمة الأسلوب، حتى قيل ان اللغة العربية كانت في حالة نزع في البلاد الداخلية».ويضيف: كرد علي شارحاً: «كانت علوم الدين واللسان تُدرّس في مدارس حلب ودمشق على طريقة الأزهر.كانوا يحفظون القرآن ولا يقرؤون تفسيره، ويتعلمون الفقه ولا يعرفون أصوله.وكانوا يحرمون دراسة التاريخ بعد ان كانت تدرس في الجامع الأموي كالحديث.وكانوا يكرهون علوم الطبيعيات والفلك ويعدونهما من الزندقة.كما حرموا قراءة المنطق والفلسفة».
وينقل الجندي عن سامي الكيالي في تصوير الحركة الأدبية وجمودها قبل الحرب العالمية الأولى، فيقول: «كان الأدب في سورية أدب مباسطات وتورية، وجناس ومطابقة، وأدب قصيدة وخطاب.كان أدباً ضعيفاً كل مادته هذه البهرجات وهذه الشعوذات التي تقوم على الصنعة والبديع لا على التصوير والتوسيع مما لا يتصل أبداً بأدب الحياة».
ومن الذين درسوا دور المسيحيين في احياء الأدب واللغة في الثقافة العربية الباحث اللبناني «وليم الخازن»، وقد تحدث قبل أعوام لصحيفة «السياسة» الكويتية في 2008/5/21، فقال: «آخر دراسة قمت بها وقدمتها بطلب من مركز الدراسات العربية المسيحية كانت بعنوان دور المسيحيين في تحديث العالم العربي بالقرنين التاسع عشر والعشرين، وتتناول عشرة عناوين منها: المسيحيون وأديارهم، القناصل والسياح، تحرير المرأة، فضل المسيحيين في احياء اللغة العربية، تحديث الآداب والفنون والفكر العربي، الاستعمار الفرنسي والايطالي والانجليزي في المشرق العربي».
إن فضل المسيحيين في إحياء اللغة العربية، يضيف د.الخازن «لا ينكره إلا جاحد أو صاحب غاية ملتوية ويكفي ذكر بعض الاسماء اللامعة والمتنورة الرائدة في القرنين التاسع عشر والعشرين، كالشيخ ناصيف اليازجي، وأحمد فارس الشدياق، والمعلم رشيد الشرتوني والأب لويس شيخو».
ومن المجلات، «مجلة المشرق، وجريدة المنير، ومجلة المقتطف، وجريدة لسان الحال».
واشار د.الخازن الى مساهمة المسيحيين في مجال الشعر الحديث خاصة، والفلسفة والمسرح فقال:
كان لحركة الشعر الحديث عميق الأثر في العالم العربي، وكان لمسحييي لبنان اليد الطولى في انشائها من خلال الشاعر يوسف الخال، و«مجلة الشعر» التي اصدرها بمشاركة الشاعر أدونيس بين 1957 و1963.. وكتب فيها نخبة من الشعراء العرب منهم، بدر شاكر السياب ونازك الملائكة ومحمد الماغوط وغيرهم، ولا ننسى شعراء كثراً لهم الأثر الكبير في العالم العربي، وفي كتابة قصيدة النثر وأيضاً مع الحفاظ على القصيدة الكلاسيكية، نذكر منهم على سبيل المثال، رشيد سليم الخوري، (الشاعر القروي) الياس فرحات، وبشارة الخوري – الأخطل الصغير - والياس أبو شبكة وأمين نخلة وسعيد عقل وخليل حاوي، وفي الشعر المنثور. شوقي أبي شقرا وأنسي الحاج.
أما في الفلسفة فأخص بكلمة الفيلسوف يوسف كرم (توفي 1959)، لأنه الأكثر شهرة خارج لبنان في مصر، إنه مؤرخ الفلسفة وصاحب مذهب فلسفي عقلي، درس الفلسفة على كبار أساتذتها في باريس، واشتغل في تدريسها في جامعتي القاهرة والاسكندرية، وله عدة مؤلفات فلسفية، منها، العقل والوجود، والطبيعة وما بعد الطبيعة، إلخ.
أما المسرحية العربية الأولى، فقد ألفها ولحنها رائد المسرح العربي مارون النقاش بعنوان «البخيل»، وكان النقاش قد تعرف على فن التمثيل في رحلة إلى ايطاليا».
ونعود الى كتاب أنور الجندي، فنراه يخصص فصلاً من الكتاب للحديث عن «المسيحيين ودورهم في يقظة الفكر العربي»، ص 615 وما بعدها فيقول:
«لا شك كان للمسيحيين دور ضخم في يقظة الفكر العربي المعاصر وفي حماية اللغة العربية والأدب العربي ومن ثم كان ذلك عملاً ايجابياً في حركة المقاومة والتجمع وقد خدم البروتستانت النهضة الأدبية عندما انتخب المطران دوماني العربي السوري لكرسي البطريركية عقب وفاة البطريرك الروماني سنة 1899 فقد عمل على تعريب الكنائس الأرثوذكسية في منطقة انطاكية وتوابعها وكان هذا اول انتصار لحركة المقاومة والتجمع.
ومن أبرز الكتاب المسيحيين الذين عنوا بدراسات اللغة العربية: جبر ضومط الذي ألف فلسفة اللغة العربية وتطورها. وانستاس الكرملي الذي رد على المستشرقين وصحح آراءهم وصحح أغلاط الأقدمين، من كتاب العرب، وجرجي زيدان الذي أحال تاريخ العرب الى قصص تروى. وابو خليل القباني ابو المسرح العربي الذي ترجم 60 مسرحية ومارون نقاش 1855-1817 وناصيف اليازجي (1871-1800) الذي كتب 22 مجلداً في الصرف والنحو واللغة والمنطق والبيان والطب والشعر والتاريخ».
ويمضي «الجندي» معدداً أسماء اعلام مسيحيين آخرين ممن برزوا في ميادين التصنيف والترجمة فيذكر نحو خمسين منهم، حتى لا يكاد الواحد منا أن يتصور كيف جادت هذه الشريحة المسيحية بكل هذا العطاء وكيف جوزيت مع بداية القرن الحادي والعشرين.
فممن يشير إليهم أنور الجندي، مع أسماء بعض أعمالهم المؤلفة أو المترجمة: «أديب اسحاق»، الدرر - تراجم مصر في هذا العصر، «فرح انطون»، ابن رشد وفلسفته.. اورشليم الجديدة او فتح العرب بيت المقدس، «بطرس البستاني»، آداب العرب، قاموس محيط المحيط، قاموس قطر المحيط، شرح ديوان المتنبي، دائرة المعارف، وهي موسوعة معروفة في مجلدات ضخمة عديدة لم تكتمل، «سليمان البستاني»، ترجمة «الياذة هوميروس» شعرا، الدولة العثمانية، «عبدالله البستاني»، معجم لغوي، «وديع البستاني»، رباعيات الخيام، الفلسطينيات، «انطون الجميِّل»، ابطال الحرية، البحر المتوسط والتمدن، «بندلي صليبا جوزي»، الامومة عند العرب، تاج العروس في معرفة لغة الروس، «نقولا حداد»، علم الاجتماع، الاشتراكية، الديموقراطية، «حنا خباز»، جمهورية افلاطون، الفلسفة في كل العصور، المعارك الفاصلة في التاريخ، «يوسف الدبس»، تاريخ سورية منذ بدء الخليقة، الجامع المفصل في تاريخ الموارنة، «امين الريحاني»، ملوك العرب، قلب العراق، قلب لبنان، المغرب الاقصى ومؤلفات عديدة اخرى، «جرجي زيدان»، الألفاظ العربية والفلسفة اللغوية، تاريخ آداب اللغة العربية، انساب العرب القدماء، تاريخ التمدن الاسلامي، الكثير من روايات تاريخ الاسلام ومؤلفات اخرى، «حبيب زيادة»، خزائن الكتب في دمشق، الصليب في الاسلام، «لويس شيخو»، الآداب العربية، بيروت تاريخها وآثارها، روض الأدب، معاني الادب، «الدكتور فؤاد صروف»، اعلام المقتطف، الرواد، «الاب انستاس الكرملي»، اغلاط اللغويين الاقدمين، خلاصة تاريخ العراق، شعراء اللغة العربية، الالفاظ الفارسية في اللغة العربية، «ناصيف اليازجي»، مجمع البحرين، قطب الصناعة في اصول المنطق، جوهر الفرد في اصول الصرف والنحو، مجموع الادب في فنون العرب، «ابراهيم اليازجي»، تحفة الرائد في المترادف والمتوارد، الفرائد الحسان في قلائد اللسان، لغة الجرائد.
ويضيف «الجندي» الى هؤلاء جمعا اخر من المؤلفين والباحثين المسيحيين الشوام وغيرهم، ومنهم رزق الله حسون، داود بركات، فيلكس فارس، قسطاكي الحمصي، مارون عبود، امين المعلوف، وجميل المعلوف، وفوزي المعلوف، وفرنسيس مراش، وخليل مطران، والياس فياض، ونسيب عريضة، وجبران خليل جبران، وهنا الفاخوري، وخليل سكاكين.. وعشرات غيرهم.
وقد أشاد أكثر من اديب وكاتب مسيحي في سورية ولبنان بالاسلام ورسوله. فقال الياس زخريا ان «محمد لنصارى العرب كما هو لمسلميهم». وقال امين نخلة: «محمد لا تستطيع طائفة من العرب ان تنفرد بالتباهي به، فهو فضلا عن كونه للخلق كلهم، لأجدر ان يكون للعرب كلهم»، ويقول وصفي قرنفلي ان محمدا بالنسبة اليه كبقية الرسل، و«كما جاز للمسيحيين ان يجمعوا للمسيح صفتي الالوهية والانسانية فقد يجوز ان ارى في سيد قريش نبيا دينيا ومنقذا قوميا في آن واحد. فأنا احترمه كنبي جاءنا بالهدى والرحمة وانضوى الى لوائه كمنقذ لهذا الشرق من اسار الفرس والرومان. وانا ارى في الدين الاسلامي قوة للشرق في جهاده القومي يجب استغلالها، واذا لم يكن للقرآن من يدٍ الا صيانة لغتنا، واللغة اجل مظاهر القومية، لكفاه ذلك فضيلة تحمد ويدا تشكر». ومن علياء هذه النظرات والمشاعر نحو الاسلام والمسلمين، يتأمل الانسان واقع القتل والتفجير، والسحق والتهجير، الذي يتعرض له مسيحيو العالم العربي اليوم، وبخاصة في العراق وسورية، ولا نملك الا ان نقول، ان هذه الزمر الارهابية المتسلطة تبيد المسلمين بلا رأفة، وتقتل فقراء الشيعة ورموز السنة، فهل تكون مشفقة على المسيحيين.. وبقية أهل الكتاب»؟!
تعليقات