على خطى عبدالله عطاالله وعبدالكريم الفضلي.. بقلم أحمد سالم نعيم
زاوية الكتابكتب أغسطس 9, 2014, 10:51 ص 2032 مشاهدات 0
اعتقلت لأكثر من أربع مرات بنفس التهمة ذاتها التى اعتقلت من أجلها, إجابتي المختصرة في كل مرة, هي أنني أحاول أن أواصل الكفاح ضد اللاعدل, هذه جملة قالها لي عبدالله عطالله في آخر لقاء معه, وهذه الجملة مازالت ترن في أذني, وحتى أننا تناقشنا في شتى المواضيع, كما كنا نفعل كلما التقينا, لكن مسألة اللاعدل مسألة مصيرية, لاسيما تناولت بجدية فائقة.
فكلانا يعلم علم اليقين ان الجيل القادم سوف يلعن هذا الجيل, والذي أراه وأعتقده أن لابد لي من تفادى هذه اللعنة في لاحق والانضمام لعبدالله عطاالله وعبدالحكيم الفضلي, ولا أظن سجن سيختلف كثيرا عن حاضر الذي أعيشه في حالة انفصام, حينها سيكون منطقي جداً, ولست مبالغ بذلك, إذ أشعر بنفسي مواطن ومنبوذ بقوة عن ما يسمى بالحياة في وطني, ذلك يؤلمني, وأهم من ذلك إذلال واضطهاد وقهر بالفقر, والخوف, والجهل, ومن ناحية آخرى سلب ذاكرة حين أصنف بالمقيم بصورة غير قانونية.
ومع ذلك لا يسع المرء إزاء مأسى الذي يعيشه إلا رغبة في سجن, لسبب ما لا أفهمه, ببساطة معني مواجهة والاحتجاج الجارية في العالم الحاضر ضد دكتاتورية ورجعية وأنظمة الاستغلال, فيما أقبع وسواي في المهانة والعجز, أقاوم وحدى لا أحقق أي شيء, في هاوية الاذلال حيث القنوط المقيم, وبدورى قد تعرضت للسجن, فلما خرجت تجد نفس الحياة في منتهى البؤس ونفس السياسة التجاهل وفق قاعدة سلطوية بحيث الوقت يحلحله, فمنذ عقود خلت لم أرى ذلك الحل, سوى الأقدام الحديدية للاضطهاد.
لذلك أجدني مغتاظ من الأخ الأكبر إلى أصغر مستبد, ومنفعل من أعمال سلطوية منافية للقانون حين لا تتعامل مع الإنسان على أنه إنسان ويدمر حياته باسم القانون, وأجدني ساخط أيضا على أبناء قضيتي حين تقاعسوا بعد سلسلة الاعتراضات, وأما أبناء وطني مواطنون فأني أدعو الله سبحانه أن لا تنتهى صلاحية جناسي هم, غير أنني شاكر لكون فهموا معنى هذه معاناة, وألزموا أنفسهم بمناصرتنا.
وفي هذا الصدد موقفي واضح على خطى منهج اللاعنف, أمضي ولا أدعى البطولة في تحدى نظام, إنما تحقيق العدالة غايتي, غاية الإنسانية جمعا, فإن قوى الكون تقف في جانب العدالة, وإن أردتم إعادة أوراحكم مندثرة إلى الحياة, علينا تعاون وتضافر فيما بيننا, وعدم الخنوع, هو الحل لإعادة روح العدالة إلى الوطن, بعدما تلاشت بسبب نفوس بغيضة التى أشاعت الفساد والتخلف, يجب أن يكون سيف العدالة على الجميع, هجوم كاسح على أحياء الصفيح والتعليم الرديء والاعمال الشاقة برواتبه الهزيلة, ورعاية الصحية سيئة, على ثقافة الفقر بكاملها, وخطوة بخطوة ورحلة الألف ميل تبدأ بخطوة, تعود الكويت بأبنائها الذي ثابروا وثبتوا على إيمانهم بأنهم كويتيون تعود بهم درة الخليج العربي.
وفي الختام.. مازال يدفعان ضريبة دفاعهما عن قضيتي وقضيتكم وقضيتهما, الأخوة عبدالله عطاالله, وعبدالحكيم الفضلي, فمنذ اثنان وأربعون يوما في سجن, حبيسا زنزانة, بحيث تكيل لهما وزارة الداخلية اتهامات تلفيقا هدفا لإرهاب بقية أبناء قضية الكويتيين البدون, وهذا ضد الأخلاق والإنسانية والشرائع الدولية والدينية, فما أن لكم يا أبناء قضيتي ان تنفضوا المهانة وتفيقوا من سباتكم العميق لتروا واقعكم المزري الذي تعيشون فيه, فتسيرو معي على خطى عبدالله عطاالله وعبدالكريم الفضلي.
أحمد سالم نعيم.
تعليقات