الدكتور أحمد الخطيب يواصل كتابة مذكراته متحدثا عن رفض الضباط الشرفاء قرار وزير الداخلية الذي أمرهم بوضع الغتر في رقاب قادة التجمعات وإحضارهم إليه!
زاوية الكتابكتب سبتمبر 18, 2008, منتصف الليل 1084 مشاهدات 0
الكويت من الدولة إلى الإمارة
الدكتور أحمد الخطيب يتذكر
الجزء الثاني
رفض الضباط الشرفاء قرار وزير الداخلية الذي أمرهم بوضع الغتر في رقاب قادة التجمعات وإحضارهم إليه!
الحلقة السادسة عشرة
إهداء
إلى شابات وشبّان الكويت الذين يعملون على إعادة الكويت إلى دورها الريادي في المنطقة.
إلى أولئك الذين يسعون إلى بناء مجتمع ينعم فيه المواطن بالحرية والمساواة تحت سقف قانون واحد يسري على الجميع، ويكون هدفه إطلاق إبداعات أبنائه وليس تقييدها باسم المحافظة على عادات وتقاليد هي جاهلية في طبيعتها ولا تمتّ بصلة إلى الدين ولا إلى ما جبلت عليه الكويت منذ نشأتها من تعلّق بالمشاركة في السلطة، ثم الالتزام بدستور 62 الذي قنن هذه الطبيعة الكويتية.
إلى الشابات والشبّان الذين يحلمون بمستقبل مشرق للكويت يعيد دورها الرائد في محيطها، كي تنضم إلى عالم العلم والمعرفة الذي أخذ ينطلق بسرعة هائلة لا مكان فيه للمتخلّفين.
إلى هؤلاء جميعاً أهدي هذا الكتاب.
تجمعات الاثنين
نتائج انتخابات مجلس الأمة لعام 1985 خيّبت آمال النظام، فقد ضمّ المجلس نخبة من النواب، ومع أن كل الاتجاهات السياسية ممثلة في المجلس فإنها اتفقت على العمل المشترك لتحقيق طموحات الشعب الكويتي في احترام الدستور والقوانين والمساواة لتحقيق التنمية الحقيقية التي يستحقها هذا الشعب الذي حوّل هذا البلد الصحراوي إلى واحة من الحرية والإبداع في مجالات الحياة كافّة.
بعد حلّ المجلس اتفقنا أن نجتمع للتداول والنقاش على الغداء كل يوم ثلاثاء. واتفقنا أن نصدر بياناً بعد كل اجتماع حول رأينا وما نرى ضرورة الاهتمام به والعمل عليه. وقررنا أن نصدر بياناً حول رأينا في الحل غير الدستوري وأهمية العودة إلى احترام الدستور. كان عدد الكتلة النيابية (31) نائباً من أصل خمسين عضواً هم كل أعضاء مجلس الأمة المنتخبين. كذلك تشكلت لجنة إعلامية برئاسة د. غانم النجار وعضوية كل من جاسم السعدون وسامي المنيس وفيصل الصانع، وهي التي كانت وراء الاتصال بالصحافة ووكالات الأنباء، كما قامت بإصدار أشرطة الكاسيت لتوثيق واستثارة الوعي لدى الشعب، وكانت هذه اللجنة مسؤولة عن تنظيم ومتابعة مقاطعة انتخابات المجلس الوطني. وهذه اللجنة كانت سرّية وتعقد اجتماعاتها في بيت فيصل الصانع في كيفان.
اتفق هؤلاء النواب على عقد اجتماعات دورية في ديوان أحمد السعدون رئيس مجلس الأمة لرسم خطة التحرك المعتمدة على القواعد الشعبية الواسعة. واتضح فيما بعد أن النواب بحاجة إلى من يساعدهم على القيام بالمهمات المطلوبة. فاتفقوا على تشكيل لجنة من (45) شخصاً لمساعدتهم وحرصوا على أن تكون هذه اللجنة ممثلة لجميع شرائح المجتمع الكويتي ومناطقه كافّة.
قررنا تنظيم عريضة شعبية ترفع إلى الأمير مطالبة بالعودة إلى العمل بالدستور، وفوجئنا بالإقبال الرائع على توقيع العريضة إذ بلغ عدد الموقّعين أكثر من (15) ألف شخص من جميع المناطق.
طالبت لجنة الـ(45) مقابلة الأمير لتقديم العريضة فرفض الديوان الأميري ذلك، لكن الأمير والصباح وجدوا أن ذلك يتعارض مع مقولتهم إن أبوابهم مفتوحة للمواطنين فتراجعوا. وقالوا فليأتِ أربعة أو خمسة منكم لمقابلة الأمير من دون العريضة. وكان الجواب إن ذلك غير ممكن لأنهم مفوّضون من الموقّعين لتقديم العريضة فقط وليس عندهم أية صلاحيات أخرى، كما أن مقابلتهم غير شخصية.
هذا الرفض سبّب غضباً شديداً في الشارع الكويتي واعتبر ذلك بمنزلة إهانة للموقّعين على العريضة، وهو ما استفزّ الشارع وجعله أكثر استعداداً لتطوير أسلوبه في المواجهة، وعندئذ تم إقرار البدء بالتجمعات الجماهيرية.
كان التجمع الأول في ديوان جاسم القطامي يوم الاثنين 4/12/1989، وكم سعدنا عندما نجح هذا الاجتماع الأول، فقد غصّت الديوانية وساحة البيت بالجماهير التي لبّت الدعوة، فقامت الشرطة بتطويق المنطقة لمنع الناس من المشاركة. وهذا ما شجعنا على دعوة المشاركين إلى الالتقاء بديوان مشاري العنجري في النزهة بعد أسبوع أي في يوم الاثنين 11/12/1989. وهكذا أسمينا هذه الاجتماعات بدواوين الاثنين وأصبحت فيما بعد عنواناً لبدء التحرك الشعبي الواسع.
أحسّ النظام بخطورة هذا التحرك وقرر إيقافه قبل أن يستفحل وتتعذر مواجهته، فأصدر قراراً بمنع التجمع، وألصق الأمر على باب ديوان مشاري العنجري. وفي يوم الاثنين 11/12/1989 طوقت قوى الأمن المكان لمنع الوصول إليه، وتمّت الاستعانة بالكلاب البوليسية مع أن وزارة الداخلية نفت ذلك فيما بعد!
قررنا الالتقاء نحن تكتل الـ(31) نائب قبيل الاجتماع في بيت النائب حمود الرومي خلف ديوانية مشاري العنجري لدراسة الوضع، وكان لا بد من مواصلة المسيرة.
واتفقنا أن نتكدس في سيارات قليلة تنطلق من بيت حمود الرومي للدائري الثالث متجهة إلى شارع دمشق شمالاً، وعندما نصل قبالة الديوانية تقف السيارات دفعة واحدة ونترجل منها إلى الساحة قبالة الديوانية ونقيم صلاة العشاء. ويبدأ الإمام بقراءة سورة البقرة -وهي أطول سورة في القرآن الكريم- لنعطي الحشود التي بدأت بالوصول إلى الأماكن القريبة فرصة الانضمام إلينا. عندئذ يكون صعباً على قوات الأمن منعنا من الصلاة.
وهكذا أفسدنا مخطط النظام في ضرب تحركنا، كما أن قصة استعمال الكلاب البوليسية أثارت مشاعر الناس واشمئزازهم من هذا الأسلوب، فهو أسلوب معاملة المجرمين من تجار المخدرات والعصابات لا أسلوب معاملة من يطالب باحترام الدستور والقوانين.
في هذا اللقاء أعلنا اللقاء القادم في يوم الاثنين 18/12/1989 في مسجد فاطمة في ضاحية عبدالله السالم ليكون بمنزلة احتجاج على هذا التصرف الشائن. الحشود التي وصلت الى المسجد لصلاة العشاء يوم الاثنين أربكت قوات الأمن، فلم تعرف كيفية التعامل معها. وجعلنا هذا الحشد صامتاً احتجاجاً على ما حصل ولم تُلقَ أي كلمات.
اجتماع ديوانية محمد المرشد 25/12/1989 في منطقة الخالدية، وكان اجتماعاً حاشداً ألقيت فيه الكلمات وشاركت فيها.
الاجتماع التالي كان في ديوانية أحمد الشريعان في قرية الجهراء بتاريخ 8/1/1990 تأكيداً لتكاتف الشعب الكويتي بكل فئاته ومناطقه حول الدستور. وهذه المناطق يعتبرها النظام مغلقة له فاقتحامها يعتبر تحدياً خطيراً له.
تم إغلاق جميع الطرق المؤدية إلى ديوانية أحمد الشريعان في الجهراء من قبل قوات الأمن لمنع المواطنين من الوصول إليها. واستخدم رجال الأمن العنف لأول مرة فاعتدوا على محمد أحمد الرشيد النائب السابق في مجلس الأمة ولم يحترموه رغم كبر سنّه ومكانته المرموقة عند جميع الكويتيين لما عرف عنه من وطنيته وإخلاصه ونظافته وتقواه. وكذلك تم الاعتداء على د.أحمد بشارة نائب مدير الجامعة حينئذ من دون اعتبار لمكانته العلمية. وقد سبّب هذا هياجاً لألوف الجماهير المحتشدة، عندئذ طلب بعض ضباط الشرطة من ذوي الضمائر الحية مثل الشهيد يوسف المشاري من أحمد السعدون، رئيس المجلس، استعمالَ ميكرفون سيارة الشرطة لتهدئة الجماهير الغاضبة لتفادي ما لا تحمد عقباه. وهكذا رفض هؤلاء الضباط الشرفاء قرار وزير الداخلية الذي أمرهم بوضع الغتر في رقاب قادتهم وإحضارهم إليه!
برهن رجال الجهراء أن التفرقة الجغرافية بين أفراد الشعب مرفوضة. مما أغضب النظام، فتم اعتقال أحمد الشريعان وتوقيفه في مخفر الشرطة في منطقة الفيحاء داخل المدينة بعيداً عن منطقته ومحبّيه في الجهراء لتفادي إشكالات قد تحصل ولاعتقادهم أن سكان الداخل لن يتحركوا لنجدة أحمد الشريعان. وقد خاب ظنهم! فما كاد الخبر ينتشر حتى تدفّقت الحشود إلى مخفر الفيحاء وحضر النواب واعتصموا بالمخفر، معتبرين أنفسهم معتقلين مع أحمد الشريعان.
وأصرّ أحمد الشريعان على صفته الرسمية، أي على كونه نائباً في مجلس الأمة ويتمتع بالحصانة الدستورية، وأنه لا يعترف بالحل غير الدستوري الذي حصل. كان المسؤولون يراقبون ردة الفعل الغاضبة على هذا الإجراء الأهوج، وبعدما تأكدوا من أن الحشود المتوجهة إلى منطقة الفيحاء في ازدياد أمروا بإطلاق سراحه فوراً خشية من نتائج لم تكن متوقّعة. وهكذا في كل مرة يتضح أنهم في واد ومشاعر الكويتيين في واد آخر مما يفقدهم احترام الآخرين.
خرج أحمد الشريعان بمظاهرة حاشدة من السيارات التي نقلته وألوف الجماهير إلى ديوانيته في الجهراء منتصراً. وألقيت الكلمات والقصائد الحماسية التي أشادت بقوة الالتحام بين الداخل والخارج في القضايا الوطنية. وذكّرت الحضور بمعركة الجهراء الفاصلة بين القوات الوهابية الغازية من الصحراء بهدف احتلال الكويت وتلاحم الكويتيين جميعاً في قرية الجهراء لدحر الغزاة وإنقاذ الكويت.
الاجتماع الآخر تقرّر عقده في ديوان فيصل الصانع بمنطقة كيفان. ولكن بعض النواب طرحوا تساؤلاً حول عدم مشاركة كل من جمعية الإصلاح الاجتماعي (الإخوان المسلمون) وجمعية التراث (السلف) في تجمعات الاثنين واستغربوا غياب جماهيرهما عن المشاركة، فكان رد نواب الإخوان والسلف أنهم يشاركون كنواب في مجلس الأمة لا كممثلين لأحزابهم، وإذا كان النواب يريدون مشاركة أحزابهم فعليهم التفاوض مع قيادة الحزبين. وكان في هذا الردّ ما يكفي لفهم أن هذه الأحزاب الدينية لا تريد المشاركة حتى لا تعكر علاقتها بالنظام وتخسر كل الامتيازات المالية والوظيفية وغيرها التي يقدمها إليهم النظام، وأن بينهم تحالفاً استراتيجياً في العمل على القضاء على النظام الديمقراطي الذي لا يؤمنون به. وما اشترك نوابهم إلا لذرّ الرماد في العيون وإيهام الكويتيين بأنهم مع هذا التحرك الشعبي العارم.
وقبل موعد التجمع يوم الاثنين الموافق (15/1/1989) بديوان فيصل الصانع قامت قوات الأمن بتطويق الديوانية ووضع الأسلاك الشائكة لمنع الجماهير من الاقتراب من المكان. ولكن ذلك لم يمنع الجماهير المحتشدة من التجمهر. ولأول مرة تشترك المرأة الكويتية بشكل كبير في هذا التجمهر معبّرة عن تضامنها مع هذه الحركة الديمقراطية التي شملت جميع شرائح الشعب. كان الاجتماع رائعاً وألقيت فيه الكلمات المنددة بالإجراءات الحكومية داعية إلى مواصلة المسيرة لإعادة العمل بالدستور.
في هذه الأثناء ذهب أحد أعضاء التجمع من النواب لزيارة رئيس الوزارة في ديوانيته الأسبوعية، ففوجئ بهجوم عنيف من رئيس الوزراء. واعتبرنا ذلك إهانة لنا جميعاً وقررنا أن يكون تجمّعنا في منطقته الانتخابية -الفروانية- لردّ الاعتبار له ولجماعته التي أهينت وإعلان تضامننا معه.
كانت الحشود كبيرة جداً مما أزعج قوات الأمن التي حاولت تطويق المكان فاستنجدت بالجيش واستعملت الطائرات المروحية الحربية لتحلق بعلو منخفض فوق رؤوس المتجمهرين لتخويفهم. كما اشترك بعض أفراد عائلة الصباح في هذه المعركة وتم الاعتداء على المتجمعين واعتقل بعضهم بمن فيهم مراسل وكالة رويترز الإعلامية واحتجزوا في مراكز الشرطة. وأصبحت حوادث الكويت مجال اهتمام وتعليق الصحف العالمية.
أمام هذه الأجواء المتوترة وتأثيراتها السلبية على النظام داخلياً وخارجياً دعا الأمير للجوء إلى الحوار بدل المجابهة في خطاب وجّهه إلى الشعب الكويتي. وقلنا خيراً لعلّهم يدركون أهمية اللجوء إلى الديمقراطية ويتوقّفون عن الأعمال التي ارتكبوها بحق هذا الشعب العربي الطامح إلى الاستقرار والأمان وحكم القانون ليواصل عطاءاته العظيمة في بناء مجتمع العدالة والمساواة لكل الكويتيين.
غير أن رئيس مجلس الوزراء حوّل الحوار إلى مهرجانات خطابية مندّداً بتحرك النواب ومنتقداً الحياة الديمقراطية والدستور، وكانت قوى التخلف والفساد تحثّ بعض الأفراد على الذهاب إلى مجلس الوزراء لمبايعة رئيس الحكومة، لكن مجموعات أخرى أبت إلا أن تلتقيه وتطرح رأيها بصراحة مستنكرة حلّ المجلس وتعطيل الدستور. وفي آخر المطاف دعا الشيخ سعد العبدالله تكتل النواب إلى الحوار. إلا أنه قبل الجلسة أكد رفضه لأي شيء مكتوب وموثّق وأصرّ على ألا تؤخذ أية ملاحظات مكتوبة عن اللقاء، وأكد أنه يلتقي بنا كمواطنين وليس ككتل أو نواب. وهنا همّ بعض النواب بالخروج مؤكدين أنهم نواب بحكم الدستور. كنت جالساً بقرب رئيس الوزراء بتدبير من سكرتارية مجلس الوزراء، لأنهم كانوا متوقّعين الفشل لهذا الاجتماع ومعتقدين أنه بإمكاني إنقاذ الموقف.
هنا وضعت يدي على كتف رئيس الوزراء وقلت له فلنسمِّ هذا اختلافاً في الاجتهاد. ودعنا ندخل رأساً في الحوار. فتغير الجو وبدأنا بحوار هادئ وطال النقاش فطلبت إليه أن يأمر بإحضار غداء لنا، وهو ما كان لأخذ استراحة وتبريد الجو. في هذا الجو المريح وقبيل نهاية الجلسة قام الزميل الفاضل محمد المرشد بطبيعته السمحة المعروفة وتقدم الى رئيس الوزراء ليصلح بينه وبين النائب الذي تمّت الإساءة إليه كما ذكرت سابقاً. فانتفض رئيس الوزراء غاضباً لهذا الطلب. لم يكن محمد المرشد يتوقع هذا الرد. عندئذ انسحب المرشد من جلسة الغداء محتجاً على رئيس الوزراء بسبب هذا التصرف غير المقبول.
ولم نكن نعلم بأنه قبل أن يلتقي بنا قد أرسل ورقة صغيرة مكتوبة بخط يده إلى الأمير يقول فيها إن كل الذين حاورهم قد أكدوا رفضهم لدستور 1962، وإنهم يريدون تشكيل مجلس وطني لوضع دستور آخر. وبمثل ما تمّ تزوير نتائج انتخابات عام 1967 تمّ تزوير نتائج حوار عام 1990.
وكانت مجموعة الـ(45) قد أصدرت بتاريخ 3/3/1990 بياناً مطولاً حذّرت فيه من نوايا السلطة في إطلاق الحوار الذي يستمر مدة شهرين من دون أن يوضح المسؤولون طابعه والآلية التي اتبعت في ترتيب لقاءاته، واقترحت أن يعقد اجتماع شعبي واسع للاطلاع على ما يجري من حوارات إن وجدت.
هذا التحدي السافر لرغبات أغلبية الكويتيين سبّب توتراً حاداً في الساحة الكويتية قابله سعد العبدالله بإجراءات قمعية لم تشهد الكويت مثيلاً لها في تاريخها الحديث، فبدأها باعتقالات واسعة شملت قيادات عمالية ثم أعضاء في مجلس الأمة و نشطاء آخرين.
التحرك الجماهيري الواسع الذي نتج عن تلاحم فئات الشعب كلها في معركة الحرية والديمقراطية أثار مشاعر الشباب وتفتحت القريحة عن قصائد شعبية رائعة مما زاد من الحماس المنقطع النظير والالتفاف حول المطالب الشعبية في التمسك بالديمقراطية ودستور 1962.
وقد اخترت بعضها لأن هذا الكتاب لا يتسع لها جميعاً، فمعذرة لمن لم أستطع ذكر شعره، وأعتقد أن هذا الإنتاج الأدبي الرائع بحاجة إلى كتاب كامل ليروي ملحمة الشباب في معركة الدستور التي غابت عنها جماهير الأحزاب الدينية، وبرهنت القوى الوطنية أنها سيدة الموقف مما أنهى أسطورة سيطرة الأحزاب الدينية على الشارع الكويتي.
يا دار لا تبكين حنا عيالك
واللي حصل يا دار شدة وتنزاح
اللي قضبوهم كلبوهم رجالك
والموت عند الرب قصاف الأرواح
اللي تستر بالنفاق وحكا لك
لا تحسبينه ناوي الخير لا صاح
هذاك يلقاله بديل بدالك
يطوي فراشه كان برق الخطر لاح
والا الرشيدي لا دعيتيه جالك
عندك خبر كم من فقيدن لنا راح
والله ما نطمع بكثرة حلالك
كل الهدف يا دار مطلب ونرتاح
دستورنا اللي من زمانه شكالك
تلعب به الأمواج من بين الارياح
يا دار لو ضحوك صعبن منالك
لا خير فينا كان دستورنا طاح
مواطن رشيدي
تجديد الولاء
يا شيخ حنا كلنا ربع عباس
وخوان مريم ربعنا دايم الدوم
كلمتك في ربعك ترى تجرح إحساس
ما قلتها للي لحق فعله اللوم
رضيتم الدستور للعدل مقياس
نشوف بالقانون ظالم ومظلوم
أحد يكوح أمن ا لدنانير بأكياس
وحد يقطع من معاشه ومحروم
الله أمر للعدل مقياس
وكل يحب العدل والظلم مذموم
كلمة صراحة واضحة ما بها باس
خوفك من اللي يطبخ الزاد بسموم
فعل الرشيدي والشريعان نوماس
الفعل الاكشر عندكم عنه معلوم
الشاعر الرشيدي
قال الذي يا ناس ما هو بغلطان
وينك عن اللي يوم الاثنين مفجوع
يوم يخلي بعض الأطفال شيبان
شفته بعيني لا تقولون مخدوع
يوم ارتفع بالجو يا الربع دخان
والناس صارت بين دافع ومدفوع
شرطة وطوارئ والحرس يا عرب كان
يرمي قنابل بعدها سالت دموع
سوى سوايا ما تحلى بها إنسان
يرجم ويشتم ما حد قال ممنوع
قلنا المساجد تحمي الخلق بإحسان
وأثر المساجد ما حدت عبد مدفوع
لكن صمود الشعب ما فيه خذلان
لا همته شرطة ولا موقف يروع
دستوره اللي ما بغى فيه نقصان
يضمن حقوق الناس والراس مرفوع
ما بين شورى وبين دستور شتان
نقولها للكل والصوت مسموع
ما هو بهرج قاله فلان وفلان
ناس النفاق بدمها دوم مطبوع
نقولها ونخفي ترى الفعل بلسان
حكم تبونه ما هو اليوم متبوع
وصلاة ربى عد ما دارت أزمان
على نبي دايم الدوم مشفوع
بدوي ديمقراطي - الكويت فبراير 1990
كنا نحبك قبل يا زاهي اب حسنه
تايه خداك الغرور وصديت عن حسنه
أبوك وعمك نعم راحوا بكل حسنه
تعلن تصرخ تقول هالشعب ماكو وعي
يوم انزلت شرطتك هل كنت كامل وعي
ناصح تعدر لنا وأنته بليا وعي
بتقص لسان الشباب يا منكر حسنه
الحطيئة
اللي يحب الشعب يفتح لهم بابه
ويسمع كلام الشعب ويكون لهم بابه
مثلك طبيب والمرض معروفه اس بابه
صرنا فرايس نسر بين مخلب ومنقار
عم الفساد وانتشر واحنا لحسنا قار
ناس بنسام الجبل وشعبك تقضبه القار
ادمي كفوف الشعب دق على الباب
قسم الجهر
لقد عاهد الشعب نوابه إلي الحق نمضي ولا نأبه
فبالجهرة الشعب أدي اليمين سنهزم بالعزم إرهابه
فعز البلاد ألا لن يغيب سنحرق بالنار حجابه
وعيد الشعوب وعود المجد إلى العدل تفتح أبوابه
ودستوره رغم كل الطغاة سيبقى مدى العمر محرابه
فوعي الشعوب سياج الأماني به يبلغ الحق أصحابه
فلا عسكر قد يخيف الجموع إذا كشر الشعب أنيابه
ولا «منحه» سوف تغوي النفوس لقد أدرك الشعب ألعابه
«فتات الدنانير» تعطي لشعب ويسطو على «الكنز» اذنابه
غدا تشرق الشمس رغم السحاب ونلبس «للعرس» أثوابه
الحوار
صار الحوار إحوار يلعب بدون ار باط
توه رضيع اللبن مولود في شهر اش باط
قصاب سن عدته وشد الحوار ار باط
طيب فقير يا شعب سووها فيك دقة
صيغة وصايغ ذهب يبغيها خوش دقة
صيغت نوازل عليك بالراس من دقة
انهض تحرك شعب عزمك يفل ار باط
مرزوق بن ظالم - فبراير 1990
إقامة العدل أحمالا ينوء بها
بعض الرجال وبعض لا يدانيها
من يهتدي الحق لا تسخر بضاعته
ومن يبيع فبالخسران يجنيها
هذي الكويت تئن اليوم من ألم
وتشتكي بلسان الشعب قاضيها
من يحجب النور عن ابنائها عودا
مثل الحريص على إنكار ماضيها
ان كان جدي قد أقام أساسها
نهضت بنيه تصد من يلغيها
لا يلزم الامر ان تنزل عساكركم
هل اجرم الشعب في اراء يبديها
ان الامور اذا ما استحكمت عظمت
ومن الجهالة حاولتم تخطيها
ماذا اقول لابني حين يسألني
ان كان دستورنا بالنص يحميها
ان كان دستورنا صيغت لوائحه
فأين قبتنا الكبرى وبانيها
أين المكاسب بل أين ما سطروا
منا الاوائل تشريعا بأيديها
نحوا الغشاوة عن أهداب أعينكم
تلك الحقيقة لا يمكن تجافيها
لا يطمس الحق في تحطيم منبرنا
لا يحجب الشمس انسان ويخفيها
تقول الشعب عزوتي وهمي من همه
وصديت عن مطلبه ما بديت لك همه
كل شي وضح واتضح ما همكم همه
دستوره لما انكتب محد رفض او ثار
صدريحضنه ويصير حقه اد ثار
احذر شباب الوطن لمعزته لو ثار
حتى الرضيع بالوطن يرضع لبن همه
الشعب يصيح بقهر معلوم وش حده
بايق يبوق بالنهار ما نوقفه عند حده
والزاني يزني بشهود ما نقدر ان حده
صارت نهيبة البلد وال بوق صار أ شكره
جايك مصخ يا ولد معدوم حتى شكره
واللي يصفعك يمين دور شمال وا شكره
أصبحنا ديره كلك وكل شيء وصل حده
كأس الالم نشربه لاجل الوطن حالي
واللي عشق ديرته حاله مثل حالي
مو بس فخرنا مضى، لا فخرنا حالي
خاب الذي ظننا من قوم ما كاري
نفدى الامل بالعمر دوم الفدى كاري
ارض يضيع العمر بس تبقى افكاري
دين الوطن مو اجل انسدده حالي
تعليقات