القبيلة والعشيرة كيانات للخلافات والتناحر والفوضى والتخلف والجهل والمرض وشريعة الغاب والفتن والنعرات-بعض ماكتبه عبدالله الماضي مناشدا بنشر ثقافة المواطنة والوحدة الوطنية
زاوية الكتابكتب سبتمبر 17, 2008, منتصف الليل 945 مشاهدات 0
القبيلة والعشيرة كيانات سادت في عصور غابرة.. نشأت وترعرعت في خضم موجات من الخلافات والتناحر.. تسودها الفوضى والتخلف والجهل والمرض، في ظل اعراف وتحالفات وفقدان للسيطرة والعدل والمساواة.. تحكمها شريعة الغاب واثارة الفتن والنعرات.. ثم جاءت مساع خيرة وجهاد وكفاح نحو اتحادات وطنية ساعية لبناء حضارة قوامها العلم والعمل والسعي للسير في قافلة التطور والرقي ونبذ الخلافات، والاخذ باسباب بناء الفرد والاسرة اللذين هما نواة المجتمع الصالح الطامح.
وقد جاءت هذه الخاطرة نتاجا لقراءة في عدد من الصحف الكويتية اثناء زيارة لها، وقد تناولت انتخابات نواب مجلس الامة في شهر ابريل عام 2008.. وما احدثته ما تسمى بالفرعيات الانتخابية للقبيلة، وتدخل قوات الامن والاشتباك مع افراد احدى القبائل، وما افرزته حرية الرأي من تضارب في الاقوال من خلال طروحات صحفية، وتذكرت ابياتا من قصيدة للشاعر حسن صيرفي يقول فيها:
كانت جزيرتنا ثكلى.. قبائلها
طرائقا قددا نهبا لملتهم..
الجهل والفقر والامراض ترهقها
والحقد والكره والغارات كالديم
كل يرى انه لا شيء يبلغه
وانه هو اتقى الناس في الامم!!
ترى التنابز بالالقاب ديدنهم
والاخذ بالثأر فخر الطفل والهرم..!!
والشر يؤخذ من غير المسيء لهم
من الابوة والاجداد والرحم..!!
***
اليوم نحن نحمد الله نهضتنا
بعد التآلف قد قامت على القدم
لا احد يشك في ان هناك الكثير من القيم للآباء والاجداد التي يعتز بها الابناء ويستشهد بها الاحفاد للعبرة والاعتبار.. الا انه في المقابل هناك موروث من الخلافات الممقوتة والعداوات المنبوذة التي يجب تجاوزها وتناسيها واخذ الحيطة من اثارتها باي صورة او شكل من الاشكال.. كيف لا وقد اصبح المجتمع وحدة متكافئة تجمعها عقيدة ووحدة وطنية ومصلحة مشتركة، وديموقراطية متوازنة، وتلك هي اللحمة الوطنية التي لا يعلوها شأن ولا يمسها شطط من مثيري الفتن وسعاة الشر.
ان نشر الوعي وبثّ الثقافة الوطنية في أوساط المجتمع تجديد وتنشيط وغرس لمفهوم الانتماء وتثبيت أواصر الوحدة والاتحاد.. كما أن أخذ الحذر والحيطة من بواعث الانحيازات القبلية بمفهومها الموروث جدير بابعادنا عن عنصرية القبلية البغيضة التي تُنمي التحزبات والتكتلات، وتسعى بين فئات المجتمع للفرقة والقطيعة وبواعثها الداعية للقذف والتجريح لأقوام آخرين، والمبالغة في النقد للسلطة وحراس الأمن الى درجة التجني والتطاول اللذين يعدان تجاوزاً يفت في عضد السلطة التي هي قوام الأمن والأمان.. فهل لنا أن نرعوي ونحترم ذاتنا ونُقدر هيبة النظام، ونأخذ بأسباب دواعي استتباب الأمن والبعد عما يدعونا للتهاون والتراخي في الشأن الأمني.. والحفاظ على مكتسباتنا الوطنية من خلال التآخي والتماسك، وقد أمرنا الله في محكم التنزيل بطاعة ولي الأمر، وحرَّم الخروج عليه كما حذرنا نبينا صلى اللهعليه وسلم من مفارقة الجماعة وجعل طاعة ولي الأمر من طاعته؟
اللهم وفقنا لما تحبه وترضاه واجعلنا هداة مهتدين متماسكين متحابين.. انك جواد كريم.
عبدالله الماضي
تعليقات