مبارك الهاجري: باقر يدعي التدين وينادي بالشريعة وهو بعيد عنها
زاوية الكتابكتب يوليو 10, 2007, 10:42 ص 555 مشاهدات 0
أوراق وحروف / عضو مجلس أمة... بدون!
دائما يتردد في ذهني سؤال، وهو لماذا يتعنت أحد أعضاء مجلس الأمة ويعاند في مسألة
البدون؟ لماذا لا يكون عوناً لهذه الفئة بدلاً من سعيه للتضييق عليهم ومناداته
الدائمة بعدم انصافهم؟ وكأن لا عمل لديه في هذه الدنيا سوى التنغيص على هؤلاء!
لو خلا هذا النائب بنفسه، وتخيل أنه أحد أفراد هذه الفئة المظلومة وما يعانونه من
مشقة العيش والفقر والضنك، والأدهى والأمر من ذلك عدم الاعتراف بحقوقهم، كيف يعيش
إنسان في هذه الدنيا بلا هوية؟ إنها والله مأساة ما بعدها مأساة، هكذا تنتهك حقوق
الإنسان في الكويت تحت سمع وبصر حكومة الاصلاح المزعوم ونواب المصالح الخاصة الذين
حنثوا بقسمهم!
المصيبة هنا أن النائب إياه يدعي التدين وينادي بتطبيق الشريعة وهو بعيد جداً عنها،
هل من الشريعة ظلم البشر وانتقاص حقوقهم يا مدعي التدين؟
يبدو أن حب الدنيا أعمى بصره وبصيرته، فمازالت نفسه تواقة إلى كرسي الوزارة وهو ما
جعله ينفّس عما يخفيه في هؤلاء المساكين وشرشحتهم على الصاعدة والنازلة ظلما
وبهتانا، ناسيا أو متناسيا بأن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب، فلا يغرنك
مديح حزبك الخائب وتصفيقه لبطولاتك الوهمية! فمازالت شياطين الإنس تزين لقاطع
الأرزاق هذا عمله المذموم عرفاً وشرعاً، وأفردت له الصفحات مسطرة ملحمة تاريخية ضد
فئة لا حول لها ولا قوة!
الكل يذكر جيداً ما فعله هذا القطب العتيق عندما كان وزيراً وممارسته لأشكال التعسف
بحق هذه الفئة ومنعهم من اثبات وجودهم على ظهر الأرض، ولو حتى بوريقات بسيطة تثبت
كيانهم وقبل ذلك تثبت انسانيتهم المهدورة!
حضرته مازال يكابر ويتمادى في غيه ومسلكه، كالذي مسه الشيطان يتخبطه فلا يستطيع
السير، ويجاهر بما فعله من دون أن يرف له جفن أو حتى تأنيب ضمير يشعره بالندم على
أفعاله المشينة بحق هؤلاء الأوادم!
إنها والله قسوة القلب وتحجره أعاذنا الله منها! فالنبي الحبيب (صلى الله عليه
وسلم) كان يتعوذ من قساوة القلب، وهو الذي شهد له رب العالمين بالرأفة والرحمة، فما
أحوج هذا الذي يدعي التدين إلى الاقتداء بسنة النبي والتخلق بأخلاقه السامية والتي
شهد بها أعداء الإسلام.
لا يجتمع تدين وحسد فكلاهما نقيضان، ولا يمكن ان يتوافقا معاً أبداً، فكيف يزعم
حضرته انه متدين، وهو يسعى إلى قطع أرزاق البشر متجردا من الرأفة والانسانية!
فديننا الحنيف هو أسمى وأرقى وبريء مما يفعله هذا الحاسد الذي يتستر برداء الدين
لتحقيق مآربه المريضة!
نحن لا ننكر بأن هناك فئة قليلة لا تستحق الجنسية لعدم تقديمها أعمال جليلة كالخدمة
العسكرية وغيرها من الاعمال الوطنية، ولكن ما حدث هنا ان القضية انقلبت رأساً على
عقب فالجنسية منحت للدمبكجية وأهل الطرب تحت بند اعمال جليلة، وأما من رفع علم
الكويت عالياً واستبسل في الدفاع عنها، فمنهم من استشهد ومنهم من تمت بهدلتهم
وحرمانهم، فأين أنت أيها القطب المعتق؟!
كاتب كويتي
الراي
تعليقات