هيله المكيمي لا تريد التخاريف تصبح حقائق

زاوية الكتاب

كتب 526 مشاهدات 0


الرأي المحلي حياد إيجابي الصيف بين التخاريف والحقائق كتب:د. هيلة حمد المكيمي* لم يأت رد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وزير الدفاع الشيخ جابر المبارك على التلويح باستجوابه بأنه «ليس إلا تخاريف صيف» من باب المكابرة، فالشيخ جابر المبارك عرف ببساطته وتواضعه، ولاسيما مع النواب. فهو من الشخصيات التي تؤمن بثوابت الديموقراطية الكويتية، لاسيما من خلال دفعه بالدوائر الخمس، بل حينما سئل عن التعديلات الوزارية المقبلة أقر «بشفافية الكويت السياسية»، وخاطب الصحافيين قائلا: «إن ما نعرفه، انتم ايضا تعرفونه». وبالتالي فمن يؤمن بالديمواقراطية وبالشفافية السياسية فلن يرفض الاستجواب كحق دستوري ضمن أدوات المساءلة السياسية، التي كفلها الدستور للسلطة التشريعية للنواب كافة. فذلك الرد جاء من قناعته بأن التلويح باستجوابه مرده سياسي، حيث أعلن عنه مباشرة بعد نجاح استجواب التكتل الشعبي في إطاحة وزير النفط، وبالتالي فقد أراد هؤلاء النواب ضرب التكتل الشعبي والدخول في المزايدة السياسية عبر استجواب النائب الأول. كما أنه من الصعب تقبل أن تأتي المساءلة السياسية من بعض النواب الذين عرفوا بتجاوزاتهم، ولاسيما في فوضى العلاج السياحي في الخارج الذي يشتد في فصل الصيف. بل تولدت القناعة بأن ذلك الاستجواب قد يكون محركا من أطراف من خارج النظام، هذا ما عبر عنه أحد النواب قائلا بأنه استجواب الوكالة. كل تلك المسوغات السياسية التي يعيها جيدا النائب الأول، تجعله يقظا من ان يقع في فخ الاستفزاز السياسي الذي نصبه الملوحون باستجوابه، والذين كسبوا الجولة الأولى بتبادل المساجلات إذ جاء رد أحدهم على تصريح النائب الأول «بأنه سوف يثبت له ان حكومته ليست إلا سحابة صيف». لا نريد ان تصدق تلك النبوءة، فحكومة سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد حكومة إصلاحية نريد لها البقاء والإنجاز، ولن يأتي ذلك إلا ببناء استراتيجية واضحة للعمل وإيجاد فن التكتيك والمراوغة السياسية، من خلال تفعيل مناصب نواب رئيس الحكومة ووزراء الدولة لمجلس الوزراء والأمة. وعلى الحكومة السعي إلى إيجاد الأغلبية المريحة داخل البرلمان وعدم الاستهانة بأي تصريحات يطلقها أي من النواب، جادة كانت ام مفتعلة، فكلنا يتذكر كيف تمكن استجواب النائب السابق عباس الخضاري لوزير الأوقاف السابق أحمد الكليب من إسقاط الحكومة وحل برلمان 1999. تكون الحكومة بذلك قد بنت أرضية صلبة تستطيع بعدها إطلاق ما تشاء من تصريحات، لكن الفشل في إيجاد تلك الأرضية، فإن إطلاق أي تصريحات سيجعل منها حكومة مكشوفة الظهر يسهل قصفها واقتناصها ما يجعل من تلك التخاريف حقائق لا نريد رؤيتها في المستقبل المنظور. ❋ استاذة العلوم السياسية - جامعة الكويت
الوسط

تعليقات

اكتب تعليقك