جاسم الفهيد: الغرب أعمى

زاوية الكتاب

كتب 483 مشاهدات 0


الرأي المحلي افتح عينيك... أيها الغرب المتعامي! كتب:د.جاسم الفهيد * جريمة جديدة يرتكبها ما يسمى بـ «جيش الدفاع الإسرائيلي» تضاف الى السجل الأسود لجرائمه الإرهابية التي لا تتوقف. ففي مشهد مفجع عاد بالذاكرة الى يوم 30سبتمبر2000 الذي شهد حادثة اغتيال الطفل الفلسطيني محمد الدرة في أحضان والده العاجز عن حمايته، جرى استهداف المصور الفلسطيني عماد غانم (23 سنة) بطريقة بربرية تكشف عن استخفاف واضح بالأعراف الدولية التي تمنع استهداف الصحافيين في العمليات العسكرية، فقد هرع عماد المصور بقناة الأقصى الفلسطينية مع عدد من الصحافيين الى تغطية توغل القوات الاسرائيلية في قطاع غزة مستهدفة ناشطين فلسطينيين في مخيمي البريج والمغازي، وكان عماد يرتدي البزة المميزة لرجال الاعلام ويحمل الكاميرا، وهو ما يكشف عن طبيعة دوره الإعلامي، وأن لا صلة له بأي عمل مسلح يسوغ استهدافه من قبل آلة الحرب الاسرائيلية، إلا ان هذه الآلة تتعامل مع الشرائع الدولية والقوانين الأممية تحت العذر اليهودي القديم الذي كشفه القرآن الكريم بقوله تعالى «ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل»! لقد كانت عملية الاستهداف بتفاصيلها المرعبة مثالا على النموذج الاسرائيلي الديموقراطي «المغشوش» الذي مجَّده حليف هذا الكيان (المستر بوش) قبل أيام، حين أشاد بالنموذج الديموقراطي الاسرائيلي الحضاري (!!) متمنيا صنع نموذج مماثل له في العراق! ولا غنى لنا عن ذكر تلك التفاصيل التي تمالأ الاعلام الغربي على كتمها وخنقها، كما هي عادته في تجاهل الفظائع الاسرائيلية وتضخيم اي تصرف تشتم منه رائحة معاداة السامية، ولو كان المشتبه فيه من سكان جزر القمر! في البدء سقط عماد جريحا بعد أن حوصر مع ثلاثة صحافيين، وكان ذلك جراء اصابته بشظايا قذيفة دبابة اسرائيلية كانت تهدم البيوت على رؤوس ساكنيها، ولم يشف سقوط عماد غليل قائد الدبابة (الديموقراطي الحضاري)، فعمد الى تصويب رشاش دبابته الثقيل نحو المصور الجريح الطريح على الأرض، فمزقت طلقة من العيار الثقيل احدى ساقيه، ثم جاءت الطلقة الثانية لتجهز على الأخرى! ولم يكتف هذا (الحضاري الديموقراطي) بهذا القدر من الانتقام، بل استمر في اطلاق النار عشرين دقيقة، نزف عماد خلالها بشدة، والأدهى من ذلك ان طلقات جيش الدفاع الاسرائيلي أصابت اثنين من المسعفين الذين حاولوا انقاذ عماد! وكل ما حدث بتفاصيله موثق في تسجيل تلفزيوني بثته قناة الجزيرة. وكانت النتيجة ان المصور عماد غانم دفع ثمنا غاليا لمحاولته تغطية الجرائم الاسرائيلية، اذ بترت ساقاه ولن يتمكن من ممارسة عمله الاعلامي اذ سيظل رهين كرسيه المتحرك مدى الحياة! ونتساءل بكل أسف: ما موقف الإعلام الغربي من هذه الجريمة النكراء؟ ولماذا يبخل ساسة الغرب حتى باستنكار خجول لما حصل، ليظهروا على الأقل في مظهر الحريص على حرية الصحافيين ودور الاعلام في نقل الحقائق الى الناس بصدق وشفافية؟ ام ان تلك الحقوق خاصة بالانسان الغربي ومن كان في نظر الغرب «حضاريا ديموقراطيا»؟ كم هو مخز هذا الصمت الرهيب ازاء هذه الجريمة التي أكدت اننا نعيش في عالم بربري لا يقيم ساسته وزنا لمبادئهم وشعاراتهم، ما لم تخدم مصالحهم الخاصة ومصالح شعوبهم المدللة!! ❋ كاتب وأستاذ جامعي
الوسط

تعليقات

اكتب تعليقك