بن طفلة يتساءل متوقعا ان المنطقة مقبلة على حروب ودويلات طوائف؟!
زاوية الكتابكتب يوليو 14, 2014, 12:07 م 2070 مشاهدات 0
فقرة عنوان هذه المقالة، خصوصا بأي صحيفة أو مجلة دراسات أجنبية، كفيلة بقراءتها وتحليلها وتوزيعها على مواقع التواصل الاجتماعي وتناولها بالتنظير بالدواوين والمجالس والمقاهي في عالمنا العربي المكلوم. وهي عبارة تتكاثر هذه الأيام في وسائل الإعلام الغربية (انظر مثلا خارطة المنطقة الجديدة كما رسمتها النيويورك تايمز قبل أسابيع).
ولكن السؤال هو لماذا يتركز اهتمام شعوب المنطقة على مثل هذا الأمر ويتسارعون لمتابعته؟ وما الحل لوقف حالة الاهتمام الهلع برسومات خرائط المنطقة العربية الجديدة؟
الواقع أن الجميع- بمن فيهم شعوب الخليج- تدرك أن الخارطة السياسية للمنطقة لن تبقى على حالها، وذلك لأنه تم إعادة رسمها بالعراق وسوريا وقبلهما السودان وليبيا على الطريق واليمن أصبحت وحدته في مهب الريح، وبالتالي فإن الناس تدرك بفطرتها أنها لا يمكن أن يكون خليجنا محصنا مائة بالمائة مما يجري حوله. أما السبب الثاني فهو أن التغيير في الخارطة السياسية ليس سمة عربية، فالبلقان تجزأت قبل عقدين لسبع جمهوريات بعد أن كانت موحدة بيوغوسلافيا (صربيا والبوسنة وكرواتيا والجبل الأسود وكوسوفو وسلوفينيا وماسادونيا)، وقبلها انقسمت تشيكوسلوفاكيا لجمهوريتين – تشيكيا وسلوفاكيا، وتوحدت الألمانيتين (1991) واستقلت لينشينستاين، كما تلاشت أبخازيا قبل سنوات قليلة بعدما كانت جزءا لا يتجزأ من جورجيا وضمت شبه جزيرة القرم لروسيا قبل أشهر مقتطعة من أوكرانيا وربما اقتطعت منها أجزاء أخرى من شرقها تمهيدا لضمها للدب الروسي، وفي آسيا استقلت تيمور من إندونيسيا وعادت هونغ كونغ للسيادة الصينية وقد تكون تايوان في طريقها لمصير هونغ كونغ وهكذا. وبالتالي فالتغيير يجري في العالم كله وسيستمر خصوصا في ظل شلل لما سمي بالنظام العالمي وعدم قدرة المجتمع الدولي على وقفه.
فما عسانا قادرون على فعله بالخليج؟ وهل سنبقى نندب حظنا وضعفنا كالثكلى العجوز وننتظر ما يقرره لنا غيرنا أم أن هناك ما يمكن فعله بدلا من انتظار المجهول؟
لعل المواطن الخليجي يدرك الإجابة بتلقائية على هذه التساؤلات:
لا بديل عن الاتحاد الخليجي على شكل كونفيدرالية تقطع الطريق على مخططات الآخرين الذين سيرسمونها حسب مصالحهم، وعلينا جميعا أن ندرك خطورة المرحلة، فالقادم لا يحتاج إلى عمق تفكير ولا تحليل وتنظير، المنطقة مقبلة على حروب طوائف ودويلات فوضوية يحكمها لوردات حروب بمسميات مختلفة: دولة خلافة وخلافة ولاية وما شابهها، ولا بديل عن التعجيل باتخاذ قرارات تاريخية حاسمة تتجاوز الخلافات الخليجية المخجلة، وتضع مصالح الشعوب واستقرار المنطقة وأمنها فوق المصالح القطرية التي تجعل منا عرضة لتنفيذ مخططات الآخرين. لا أؤمن بنظرية المؤامرة، ولكني أؤمن بأن للآخرين مصالح سيخططون لها وفقا لتطورات واقعنا، وتبعا لضعفنا وحماقاتنا وجهلنا، وواقعنا العربي المحيط دام ومؤلم وممزق ومقبل على ليل بهيم، بينما واقعنا الخليجي يمكن تجاوز مشاكله وحلها والمضي قدما نحو لعب دور الفاعل بدلا من الانتظار كالذبيحة التي لا حول لها بالمسلخ سوى الثغاء دون جدوى.
ولعل الشاعر الشعبي الكويتي حمود البغيلي قد اختزل ما يجول في خاطر كل خليجي يدرك الأخطار المحدقة ويتطلع للفعل من أجل استباقها وتلافي دمارها:
ياهل الخليج العصر هذا ترى غير
حنت رعوده وأبرقت في سماكم
إن ما تحالفتم على الشر والخير
ضعتم وضعنا كلنا من وراكم
تعليقات