عندما تكون زنزانة وطن، بقلم أحمد سالم نعيم
زاوية الكتابكتب يوليو 12, 2014, 1:31 ص 746 مشاهدات 0
'البدون بنظر الدولة والمجتمع عبيد, طبقة أقل من طبقات المجتمع الكويتي, وهذا كله بالصمت المذل'
استحضر لحظة العجز والخنوع والمهانة بالصمت المذل نتيجة الفصل العنصري والتمييز العرقي, بهذه الكلمات غرد الناشط الحقوقي عبدالله عطالله, المعتقل تعسفياً بإجراءات ظالمة تجافي العدل والعدالة.
دعوني أقدم لكم شاباً من الكويتيين البدون ترأ في كل مسيرة يردد قصيدة إذا الشعب يوما أراد الحياة, يشتري به لحظة الحرية بكل حياته, لأن اللحظة أثمن من حياة ممتدة في وحل العجز والمهانة, هكذا قال لي مرة, وهو يحدثني عن افضل سلاح يواجه به القوات الخاصة وهو سلاح اللاعنف.
في زنزانته هو الأن, يقول لنا من يعتدي على حرية وكرامة الانسان يعتدي على الحق, وإن يعلو يوما صوت الطغيان, فالحق له البقاء, وإن العدالة المؤجلة أطول مما ينبغي هي عدالة مسلوبة, وستظل مسيرة اللاعنف تهزأ الوطن إلى أن ينبلج صباح العدالة المشرق.
أضيف ما يزعج السلطة في نشاط عبدالله عطالله, هو الإصرار على المواطنة, وهذا خلاف صناع القرار, لذلك وجد الجهاز الفصل العنصري للصالح العام الذي بدورا مخالف لعصر الحريات والكرامة, فلم يعد الكويتيين البدون كالأمس مشغولون بالاستراتيجية الدفاعية, لقد أصبح لدينا إعلام حر إلى حد ما, ووسائل التواصل الاجتماعية فتحت لنا مجالاً حتى نوضح للعالم الحقيقة الكاملة.
لقد وصل عبدالله عطالله إلى قناعة وهي أن الجهاز المركزي لمعالجة المقيمين بصورة غير قانونية 'الجهاز الفصل العنصري' وجد لأجل إغاظته لذا يرد محاولة الإغاظة بإغاظة. العنصر الأول أنه باق في وطنه, لم يغادره رغم أغراءات كثيرة ودعوات كثيرة وطيبات كثيرة لم يغادر لأنه أرد أن يرد على الإغاظة بإغاظة بقي في الوطن, ولا يدعي البطولة, يدعي الرد على إهانة بإهانة وإغاظة بإغاظة, وهو في اخر المطاف بقي في الوطن بلا حرية وليس في زنزانة.
لا مناص في نهاية هذا المقال في الأشارة السريعة إلى أن الحرية هي أصل الوجود والطاقة الأخلاقية التي ينطوي عليها الانسان كي يتأبى بها على شروط الضرورية, ويقهر بها العدم, موكداً حضوره الفاعل في الوجود, مقاوماً كل ما يحول بينه وتمام الحضور في هذا الكون من حيث هو كائن فاعل قادر على صنع ما يريد, وما يكمل به المعني حضور الخلاق الذي يواجه به التاريخ ويصنعه في آن.
تعليقات