أيام القرقيعان في الكويت
محليات وبرلماناختلفت المسميات في الخليج والعادات واحدة
يوليو 11, 2014, 4:09 م 17535 مشاهدات 0
تحتفل الاسر في منطقة الخليج العربي في شهر رمضان بمناسبة تقليدية تسمى (القرقيعان) وذلك ابتهاجا بانتصاف الشهر المبارك وتحرص على اشراك الاطفال بهذه المناسبة من خلال اجواء احتفالية شعبية توزع فيها الحلوى والمكسرات.
والقت هذه المناسبة بظلالها وتاثيرها على المجتمعات الخليجية ومنها المجتمع الكويتي حتى اصبحت موروثا ثقافيا واجتماعيا يصعب تجاهله من جيل الى اخر وان اختلفت الاستعدادات ونوعية الاحتفال بها عبر الاجيال.
وحول هذه المناسبة وكيفية الاحتفال بها في الكويت قال المؤرخ الكويتي خالد الرشيد لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان القرقيعان موروث شعبي يتشارك فيه اهل الجزيرة العربية ويختلف إحياء هذه الليلة وتسميتها من قرية الى اخرى ومن مدينة الى مدينة.
واوضح ان مسميات هذه الليلة تختلف من دولة خليجية الى اخرى فتسمى (القرقيعان) و(الناصفة) أو (حل وعاد) أو (كريكشون) أو (القرنقشوه) أو (الطلبة) وتسمى أيضا (طاب طاب) و( كرنكعوه) أو (كريكعان) و(حق الليلة)أو (الماجينة) مبينا ان العادات المتبعة في الاحتفاء بها تتطابق في كافة دول الخليج.
وذكر ان تسمية (القرقيعان) في اللهجة الكويتية اتت من صوت القرقعة (قرقعة الطبول التي يستخدمها الصغار احتفاء بهذه المناسبة) مشيرا الى انه مناسبة سعيدة للاطفال في منتصف شهر رمضان وتكون عادة ليلتي 14 و15 من الشهر وذلك بسبب اكتمال القمر وسهولة المشي ليلا.
واضاف ان الاطفال من الاولاد والبنات يتجمعون على شكل مجموعات ويكون لكل مجموعة رئيس وتطوف تلك المجموعات بالحي والاحياء المجاورة مشيرا الى ان بعضهم يرتدي ملابس غريبة ويستخدم الفحم للرسم على الوجوه وكذلك الألوان ليظهروا بمظهر غريب اثناء القرقيعان.
واشار الى ان البعض يأتي بطبلة أو صندوق حديدي أو خشبي ويضرب عليه بعصا لاصدار صوت ايقاعي وسط غناء الازهايج الخاصة بهذه المناسبة امام المنازل وبعد الانتهاء من الغناء يقوم صاحب المنزل بتوزيع الحلوى وأحيانا بعض النقود.
وبين الرشيد ان كلمات الاهازيج التي ينشدها الاولاد تختلف عما تنشدها البنات حيث ينشد الاولاد اهزوجة 'سلم ولدهم يالله خله لامه ياالله' وهي عبارة عن دعاء للولد بان يحفظه الله لاهله بينما تغني البنات ' قرقيعان و قرقيعان بيت قصير ورمضان' والبعض يقولها 'بين قصير'.
واوضح ان المقصود ب'بين قصير ورمضان' الفترة بين شهر شعبان وهو شهر قصير ورمضان اما 'بيت قصير ورمضان' فيقصد بها الجار وهي تسمى في بعض الفاظ اللهجة العامية الكويتية (القصير) ثم تستكمل الاهزوجة ب' عسى البقعة ما تخمه ولا تواسي على امه' ويقصد بالبقعة هنا المصيبة او الحرب.
وقال الرشيد ان ربات الاسر يستعددن قديما لمناسبة القرقيعان بخياطة 'الخريطة' للاولاد وهي تشبه الكيس وتعلق في الرقبة وبها خيط تشد به على الصدر بينما يخاط للبنات لباس خاص لهذه المناسبة يسمى 'البخنق' وهو عبارة عن غطاء للرأس لونه أسود ومصنوع من قماش شفاف وبه بعض النقوش الذهبية.
واضاف ان الاسر يحضرون سلة كبيرة مصنوعة من سعف النخيل أو قطعة قماش وتعرف عربيا ب(المخلاة) ثم تملأ بخليط من المكسرات مثل 'النخي والنقل والسبال والبيذان والجوز والفول السوداني والتين المجفف' الى جانب بعض الحلويات استعدادا لاستقبال جموع الاطفال الذين يطوفون على البيوت لجمع الحلوى.
وبين الرشيد ان القرقيعان في الوقت الحاضر قد ظهر فيه التكلف في الاستعداد من خلال اقامة الحفلات الخاصة وتوزيع افخم انواع الحلويات والمكسرات الى جانب اصناف حديثة اخرى مشيرا الى انه بات يشمل ايضا الكبار اذ توزع هدايا لمناسبة القرقيعان تضم الشكولاته البلجيكية والعطور والبخور.
وذكر ان الاهل اصبحوا يهتمون اكثر بتزيين اطفالهم اذ تطور اللباس الذي يرتديه الاطفال في الوقت الحاضر فترتدى البنات الفساتين التقلدية وهي 'الدراعة' والتي تتوافر بأشكال والوان كثيرة ويتزين بالحلي التقليدية مثل (الهامة والكف والحيول) اما الاولاد فيلبسون (الدشداشة) وعليها (السديري) و(الدقلة) و(القحفية) وهي غطاء للرأس.
تعليقات