لذة العبادة في شهر الطاعة
زاوية الكتابكتب يوليو 11, 2014, 1:39 م 1707 مشاهدات 0
ها نحن قد انتهينا من الثلث الأول من شهر الخير والبركة شهر رمضان المبارك، ودخلنا في الثلث الثاني، حيث قال سبحانه وتعالى في سورة البقرة (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).
وبعد انتهاء الثلث الأول لنرى، ما حالنا بعد الثلث الأول، هل نحن في لذة من طاعة الله ام التململ قد طغى علينا.
* هل تحس بلذة في قرأه القرآن، أم أنت في انتظار انتهاء السورة أو الجزء الذي تقرأ.
* هل تحس بلذة في صلاة التراويح وتعيش الراحة النفسية في الصلاة، كما يجدها النبي صلى الله عليه وسلم، عندما قال (أرحنا بها يا بلال) رواه أبى داود، ام تنتظر انتهاء الإمام من الصلاة لتنطلق للدنيا ومتاعها.
* هل تحس بلذة في الصيام والصبر على طاعة الله وانتظار الساعات ام انك تحسب الدقائق والثواني لانتهاء ساعات الصيام.
* هل تحس بلذة عند أداء الطاعة والتصدق والتقرب إلى الله ام أنها، إحسان فقط للفقراء دون الشعور بالطاعة ولذتها.
* هل تحس بلذة السجود والتذلل لله والانخداع له، أم انك تسرع وتريد الخلاص.
هذه بعض الأمور، تلخص لك الثلث الأول من شهر رمضان المبارك اي موقعك ومرتبك، فكم من شهوة ساعة أورثت ذلا طويلا، وكم من ذنب حرم قيام الليل سنين، وكم من نظرة حرمت صاحبها نور البصيرة، ويكفي هنا قول وهيب بن الورد حين سئل: 'أيجد لذة الطاعة من يعصي؟ قال: لا، ولا من همَّ'، اي حتى من يهم بالمعصية لا يجد لذة طاعة الله سبحانه وتعالى.
فعن ابن الجوزي قال: 'فرب شخص أطلق بصره فحرمه الله اعتبار بصيرته، أو لسانه فحُرِم صفاء قلبه، أو آثر شبهة في مطعمه، فأظلم سره وحُرِم قيام الليل، وحلاوة المناجاة، إلى غير ذلك'.
فالذنوب داء القلوب. قال يحيى بن معاذ: 'سَقَمُ الجسد بالأوجاع، وسَقَمُ القلوب بالذنوب؛ فكما لا يجد الجسد لذة الطعام عند سقمه، فكذلك القلب لا يجد حلاوة العبادة مع الذنوب'.
وهنا نذكر بعض موانع التي تحرمنا لذة العبادة:
* المعاصي والذنوب من اخطر الموانع التي تمنع المسلم من لذة العبادة، وتحرمه حلاوة المناجاة.
* تحول العبادات إلى عادات، فإذا تحولت العبادة إلى عادة فقدت لذة العبادة وحلاوتها.
* النفاق، فإذا كان في القلب نوع من النفاق، فإن ذلك يكون مانعا لحصول لذة العبادة.
نسأل الله ان يتقبلنا في هذا الشهر المبارك وان يعتق رقابنا وراقب والدينا من النار.
تعليقات