الكويت في خطر محدق وجاد!.. هذا ما يراه عبد العزيز التويجري
زاوية الكتابكتب يوليو 10, 2014, 11:20 م 1063 مشاهدات 0
القبس
فوضى خناقة
عبد العزيز التويجري
لا ينهزم الإنسان من الخارج، بل ينهزم من الداخل، أي إن العوامل الداخلية للفرد، من إحباط وانكسارات وقلق، هي الكفيلة بهزيمته، وليس الآخرون مهما بلغت درجة قوتهم.
وكذلك الامر بالنسبة إلى الدول، فهي إن كانت متماسكة من الداخل وقوية ومنسجمة بمختلف فئاتها وشرائحها الاجتماعية والدينية، فإنه من الصعب هزيمتها من الخارج، وإن كان وهزمت في معركة، فهي لن تخسر الحرب وسوف تسترد المبادرة.
وليس ذكرى الغزو الأليمة منا ببعيد، فلقد استطعنا حينها بتماسكنا أن نصمد ونستعيد دولتنا، لأن العدو لم يجد فينا ثغرة واحدة يمكنه الدخول من خلالها. ولكن هل ما زلنا بالتماسك ذاته الذي كنا عليه قبل أكثر من عقدين من الزمن؟ الإجابة الصريحة والواضحة والشفافة أننا لا لم نعد بذلك التماسك الداخلي، فقد ظهرت شقوق في الجسد وظهر بيننا أشخاص لا يشعرون بالمسؤولية الوطنية الحقيقية، مما يعني أننا في خطر محدق وجاد، ولا مجال للمجاملة وتلوين الكلمات.
قبل سنوات عدة أطلقت وزيرة الخارجية الأميركية آنذاك كوندوليزا رايس مصطلح «الفوضى الخلاقة»، ولكن ما نراه اليوم هو فوضى «خنّاقة»، بكل ما يحمل هذا التعبير من مفهوم لما يحدث اليوم في الكويت، فهناك اليوم من يريد أن يطبق قوانين أخرى غير تلك القوانين المدنية والمؤسساتية التي عرفت بها دولتنا منذ مئات السنين، وكنا سباقين فيها دستورياً، حيث أصبح الجميع خاضعين لأحكام الدستور والقوانين التي تسري على الكل. ولا نقول إننا في دولة ملائكة، ولا نقول إنه ليس لدينا أخطاء وفساد، بل انتقدنا كثيراً هذه الممارسات، ولكن عبر قنوات المجتمع المدني، وليس من خلال الشارع.
مشكلتنا أننا لا نتعظ من أخطاء الدول الإقليمية التي تحولت من دول مستقرة إلى بؤر للإرهاب وساحات للاقتتال، وبدلاً من أن نتماسك كي لا تسري العدوى إلينا، فإننا نقوم بأفعال تمهد الأرضية الخصبة لنمو مثل هذا الخراب.
وأيضاً نتساءل: أين أعضاء مجلس الأمة من توعية أبناء دوائرهم؟ وأين دورهم المأمول في مثل هذه الأزمات؟ أم إنهم وصلوا إلى المجلس، ربما، من أجل مناقشة صفقات وتسيير أعمال تجارية والصراخ بأفواه شخصية؟
ما يجري اليوم من خروج إلى الشارع هو محاولة لكسر هيبة الدولة، وتقليص دور رجال الأمن. وإن تدخل شخصيات كبيرة لحماية هذه الفوضى يعني أن المسألة منظمة وليست عفوية، وإذا لم نتحدث بصراحة فلن نصل إلى لب المشكلة وجوهرها.
عندما حدثت أعمال فوضى قبل سنوات قليلة في بريطانيا، صرح رئيس الوزراء آنذاك، بأنه يجب الحزم، حتى وإن كانت الدولة ديموقراطية، فإن الحزم لا يتنافى مع الديموقراطية، بل هو أداة مساندة لإبقاء الديموقراطية كمنهج حضاري للدولة، وهو ما نأمله حقاً لوضع حد لهذه الفوضى..الخناقة.
• ومضة:
من باب الوفاء لشخصيات الكويت التي تركت أثراً إيجابياً، فإننا نناشد الديوان الاميري إطلاق اسم مشاري حسن يوسف البدر على أحد شوارع الكويت، فهو عضو مجلس 1922 ومجلس 1938 ومجلس المعارف والمجلس البلدي.
تعليقات