العيسى لوزير الإعلام: هل على شبابنا تسليم أمرهم لشيوخنا بالكبيرة والصغيرة؟!
زاوية الكتابكتب يوليو 9, 2014, 11:49 م 796 مشاهدات 0
الجريدة
نصيحة شيخ الشباب للشباب
حسن العيسى
المواعظ والنصائح المشيخية للناس مضحكة، وتذكّرني 'بحزاوي' (حكايات شعبية) أمنا حبابة أيام زمان، فالشيخ سلمان الحمود وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب ينصح الشباب ويحذرهم 'اقرأوا ما يحدث في الجوار'، ليمتنعوا عن التجمعات والتظاهر.
والجوار الذي يقصده الشيخ سلمان هو دول 'المأساة العربية'، بتعبير افتتاحية 'الإيكونومست'، والتي من بينها دول تنحرها وتفتتها الحروب الأهلية مثل العراق وسورية، وأخرى فاشلة مثل ليبيا واليمن، وثالثة عاد إليها الحكم العسكري التسلطي مثل مصر، بعون ومباركة نعمة 'البترو دولار'، والكويت أحد رموز العون التي قادت الثورة المضادة.
المهم أن شيخنا الوزير يريد من الشباب أن يتعظوا ويتعلموا من حالة الكرب في دول الجوار حتى لا نصبح في مثل وضعهم، الذي وصل إلى حالة اللادولة المأساوية وإلى الاقتتال الداخلي الذي يُغذَّى بعون الخارج، والتي ما كان لها أن تصل إلى تلك الحالة، لو أنها سمعت كلام حكامها 'الديمقراطيين' البعيدين عن عوالم الفساد، والذين حكموا دولهم بمسطرة سيادة القانون، أي بالمساواة أمام حكم القانون!
نصيحة الوزير أسمعها كثيراً من 'عجايز' مساكين 'على نياتهم' وسذاجتهم السياسية، فكثيراً ما 'يتحلطم' الأمهات والآباء والجدات على ممارسات الرفض الشبابية وتظاهراتهم بتعبيرات مثل: ماذا تريدون؟! شوفوا غيرنا، احنا بخير ونعمة وأمان...! وتختم رسالة التوبيخ العجائزية بالختمة التقليدية بأن 'شيوخنا ما قصّروا'! صحيح أن عدداً من شيوخنا ما قصّروا حين استحوذوا على كل مفاصل الحكم في الدولة، وأخذوا يتنازعون فيما بينهم على كعكة الحكم.
أما دول الجوار التي يتعين على شباب الكويت المتذمرين أن يقرأوا حالها اليوم، كما يريد شيخنا الوزير، فهي وإن اختلفت تركيبتها السكانية عن الكويت إلا أن ما حدث ويحدث فيها اليوم، كان نتيجة حتمية لحكم عسكري أو تسلطي امتد عقوداً طويلة، واستبعد حكامُها كلَّ صور المشاركة الشعبية، وجلسوا على صدور الشعوب، وقتلوا 'اللحظات الليبرالية' التي توهجت قليلاً بعد حقب الاستعمار، وأجهضوا كل محاولات بناء المجتمع المدني، وكرّسوا الفساد السياسي والإداري لجماعات 'أم أحمد العجافة'... فإذا كان علينا أن نقرأ حالهم اليوم، فمن باب أولى أن نمد النظر إلى تاريخ تلك الدول المفككة المتناحرة اليوم، وأن نستوعب ماضيها الذي أوصلها إلى هذا الحاضر المزري، فهل هذا الدرس الذي يريد معالي وزير الشباب أن يتعلمه شبابنا اليوم ليسيروا على مسطرة الحكومة؟ وهل عليهم أن يغمضوا أعينهم عن المستقبل، وأن يكبحوا جماح قلقهم المشروع، ويسلموا أمرهم لشيوخنا بالكبيرة والصغيرة مرددين شعار 'أنتم أبخص' و'يارب لا تغير علينا...' أم ماذا يا معالي الوزير؟!
تعليقات