عراق 'المالكي' وتطرف 'داعش'!.. بقلم فوزية أبل
زاوية الكتابكتب يوليو 8, 2014, 11:23 م 620 مشاهدات 0
القبس
عراق نوري المالكي!
فوزية أبل
إذا كان كثيرون قد فوجئوا باندلاع المعارك الطاحنة في العديد من المناطق العراقية في الشهر المنصرم، غير أن المطلعين على النهج «القيادي» المتبع لم يفاجأوا بالاستسلام المريع من جانب قادة الجيش والأمن أمام هجوم قوات «داعش» وحلفائها، ولم يستغربوا مجمل تصرفات القيادة العسكرية إزاء التطورات الحاصلة، ذلك لأن العلة هي في القيادة السياسية للبلاد، وفي النهج المتبع تجاه مجمل المشاكل الأمنية والمناطقية والاقتصادية التي يعانيها العراق.
شكاوى المناطق واحتجاجات ذوي المطالب الحيوية كانت تقمع بقرارات حكومة نوري المالكي، وهذا ما حصل في التعاطي وحيد الجانب مع قضايا «ومطالب» الأنبار طيلة السنوات الماضية: اعتقالات بالجملة، وقصف بسلاح الطيران، وإلزام قادة العشائر المحلية بالتعاون العسكري مع السلطة تحت طائلة قتلهم وتشريدهم، وهو ما حوّل معظم العشائر إلى لقمة سائغة في أيدي جماعة «داعش» بعد بروز هذا التنظيم في الساحة العراقية بالذات.
وحتى العلاقة بين حكومة المالكي وبين البرلمان بقيت متوترة، وموازنة الدولة لم تقر طيلة العامين الماضيين، وفي حكومة نوري ليس هناك أي حقيبة سيادية. كلها في يد رئيس الوزراء الذي هو القائد العام في كل شيء، وهو الممسك بالقرارات.
وجاءت نتائج الانتخابات البرلمانية لتضع الجميع أمام ضرورة بناء ائتلاف موسع كي يتولى رئيسه رئاسة الوزراء المقبلة، لكن المالكي ما زال يصرّ على أنه هو الخيار الوحيد! هذا على الرغم من المناشدات المتتالية الصادرة حتى عن حلفائه المفترضين في التحالف الوطني العراقي، وعن المرجعية الدينية بشخص آية الله السيد علي السيستاني.
استئثار المالكي بالسلطة يفتح الباب أمام القوى المتطرفة (من داعش وغيرها)، وأيضا أمام بعض القوى المحلية والعشائرية للعمل على تقويض مؤسسات الدولة وتخريب مقومات إعادة البناء.
فسياسات قيادة المالكي زادت في تعميق الهوة بين القوى الممثلة لمكونات المجتمع العراقي، وأضعفت البنية القيادية للمؤسسات، بما فيها الجيش والأجهزة الأمنية، ربما عمّقت الأحقاد في المناطق المختلطة مذهبيا وأثنيا.
وكان لافتا، في هذا السياق، اقتراح قيادة اقليم كردستان على قيادة المالكي بإنشاء ما يسمى بـ «إقليم سني».
وعلينا ألا ننسى أن هناك مناطق يتعايش فيها العرب (السنة والشيعة) مع الأكراد والآشوريين والكلدان وغيرهم، وقد استمر هذا التعايش بأنماط مختلفة، على الرغم من العواصف السياسية والأمنية المدمرة التي شهدها العراق، وخاصة بعد أحداث عام 2008 التي شهدت اعتداءات على الأماكن الدينية.
إزاء هذا كله لم يعد المطروح هو الاختيار بين «عراق نوري المالكي» و«عراق داعش»، فهناك قوى عديدة دخلت المعترك وقوى أخرى تتسلل إلى خريطة النزاع الذي بات يهدد وحدة البلاد ومصير مرافقها الحيوية.
تعليقات