لماذا نكسر هيبة دولتنا أمام العالم؟!.. سامي الخرافي متسائلاً

زاوية الكتاب

كتب 1037 مشاهدات 0


الأنباء

جرس  /  نسيجنا الوطني

سامي الخرافي

 

أناشد قراءنا وأحبابنا وكل أبناء شعبنا عدم التململ أو تجاهل النداءات المتكررة من حكمائنا وكذلك من وسائل اتصالاتنا الاجتماعية عندما يتكرر الحديث والخوض والتنبيه والتشديد في الشأن المحلي، لأننا جميعا من دون استثناء لا نسوى ولا نقوى ولا نهوى العيش من دون لحمتنا داخل وطننا، فرفقا بالكويت في شهر الرفق، لنسمع بعضنا من دون صراخ، ونفهم بعضنا من دون تشنج، لنصل الى تسويات مرضية كما تعودنا وجبلنا عليه من مئات السنين، فلا تستحق الكويت أن نتمسك بصخر عنادنا لتفتيتها فهي الأسمى والأبقى.

ما شهده مجتمعنا الكويتي خلال الأيام القليلة الماضية من فوضى واعتداءات بين قوات الأمن وبعض الشباب ليحز في الخاطر في هذا المجتمع المسالم والمحافظ، والذي جبل ابناؤه على التلاحم والتكاتف في أصعب الظروف، بعيدا عن أي انتماء للقبيلة أو المذهب أو أي شيء آخر، دليل على أن هناك من يتربص بهذا الوطن، ويسعى إلى زعزعة نسيجه الاجتماعي المتناسق لأهداف وغايات لا يعلم مداها أو نتائجها إلا الله تعالى، وقد تؤدي بنا إلى أمور لا تحمد عقباها.

ان أبرز ما نعتز به في وطننا الكويت، منذ القدم، هو هامش الديموقراطية الكبير، في ظل أسرة آل الصباح الكرام، وحكم صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حتى أننا نحسد على ذلك من الآخرين، فكل مواطن كويتي يستطيع أن يقول ما يشاء، ويكتب ما يشاء، وينتقد من يشاء، لأن دستورنا، الذي هو مرجعنا كفل لنا ذلك، ولكن يجب أن يكون ذلك بعيدا عن التجريح الشخصي والإساءة المتعمدة إلى الآخرين بطريقة غير لبقة.

إن ما ينبغي أن ندركه جميعا أننا مطالبون، بل وواجب علينا، أن نحافظ على نسيج هذا المجتمع ووحدته وترابطه، وعلينا ألا نفرط في ذلك، أو نستهتر به، ولننظر إلى تجارب بعض الدول الأخرى التي مزقتها الطائفية والفئوية والعصبية، واشتعلت فيها نيران الفتنة، وها هي تعاني من التمزق والتفكك والجرائم، وتحتاج إلى سنوات طويلة إلى إخمادها.

فيا أبناء الكويت، حكموا عقولكم، ولا تسمحوا لمن يريد إيقاظ الفتنة بأن ينال منا، فقد قدمنا على مدى سنوات طويلة نموذجا يحتذى في الديموقراطية، وفي علاقة الحاكم بالمحكوم، وعلاقة أبناء الكويت ببعضهم، فلا تعطوا فرصة للمتربصين بنا حتى يفعلوا فعلتهم، ويحققوا مرادهم في تمزيق لحمتنا والقضاء على الأواصر القوية التي تجمعنا ونشأنا عليها منذ القدم، فما حدث ينبغي أن يكون لنا درسا يجدر بنا أن نتعلمه ونعيه ونأخذ العبرة منه، وأن نتجاوزه الآن، ونسمو فوق كل هذه المهاترات والشقاق والفتن، وننظر إلى تطوير بلدنا ودفع عجلة تنميتنا، فالكويت لنا جميعا، وقلبها كبير يتسع لجميع الطوائف والأطياف والشرائح والقبائل، من بدو وحضر، وسنة وشيعة، وكل المواطنين الشرفاء في هذا البلد الذين يحرصون على الوحدة الوطنية والتلاحم مع أبناء هذا الوطن.

وأخيرا، فالقانون يجمع الكل تحت مظلته، ووطنا يجمعنا فإذا كسرنا هيبة القانون فأوتار الفوضى ستخنقنا جميعا، وهذا ما اصر عليه رمزنا وولي أمرنا فلماذا نكسر هيبة دولتنا أمام العالم، ومن بعدها الخروج عن ولي أمرنا وهو والدنا والد الجميع؟

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك