لا مجال لحسن النية في عالم السياسة!.. بنظر غنيم الزعبي
زاوية الكتابكتب يوليو 5, 2014, 9:46 م 510 مشاهدات 0
الأنباء
في الصميم / قبل أن تشعل النار تأكد أنك تستطيع إطفاءها
م. غنيم الزعبي
إذا أتاك أحدهم بمعلومة فقبل أن تفرح بها تأكد من أمرين: أولا أنها صحيحة، وثانيا أنك تستطيع إثباتها.. غير ذلك فإنك تلقي بنفسك في جبّ عميق..تسحب معك فيها كل من يحبك ويهتم لأمرك.
كذلك عليك أن تتساءل لماذا شاركك بهذه المعلومات وهو الذي كان يستطيع احتكارها وحصرها في نفسه فيكون الوحيد الذي يساوم ويفاوض ويزايد عليها؟ هل أراد استغلالك لتقوية موقفه التفاوضي في حال أراد التفاوض..وماذا سيكون وضعك عندما يصل صاحب هذه المعلومات إلى مراده بطريقة أو بأخرى أو كما نقول بالكويتي (بالشيمة ولا بالقيمة)؟
عالم السياسة مليء بالثعابين والثعالب والضباع والحيتان.. لا مجال لحسن النية فيه.. تثق بالشخص الخطأ مرة واحدة فتكون فيها نهايتك بطريقة بشعة..عالم تحكمه فقط حسابات المصلحة ولا شيء غير المصلحة..يقدم لك أحدهم شيئا أو حاجة وفي نفس الوقت تعمل آلة حاسبة داخل دماغه تحسب الخسائر والأرباح من هذه الصفقة، وتأكد أنه لم يجزم أمره بتقديم هذا الشيء لك إلا بعد أن فاقت أرقام الأرباح أرقام الخسائر في رأسه..وسيغير رأيه في أي لحظة إن اشتغلت تلك الآلة الحاسبة مرة أخرى وأعطته أرقاما مغايرة..سيبيعك ولن يتردد بالتبرؤ من أي معلومة أعطاها لك بل قد يتجاوز ذلك الى أمور قد تصدمك ويشيب لها رأسك..
نقطة أخيرة: نحن نعيش في بلد صغير عاد به التاريخ ليعيش نفس تفاصيل فترة ما قبل الغزو بأسابيع.. وضع محلي مضطرب معارضة شرسة لا تكل ولا تمل وحكومة مترددة تقدم ساقها مترا وتؤخرها مترين.. وجارة إقليمية لها مشاكل مع الغرب ولها نوايا توسعية كأنها الثعبان الممتد رأسه من قم الى غزة وما نحن إلا لقمة سائغة لولا الله ثم المعاهدات الأمنية مع أميركا لكانت أنيابه تنهش في جسد وطننا الصغير منذ أمد طويل... فلا حل وملجأ لنا إلا بالوحدة الوطنية وفتح صفحة جديدة بين الجميع.. غير ذلك الله يستر.
تعليقات