'سليم'.. حسن كرم مشيداً بقرار إخضاع المتقاعدين لنظام التأمين الصحي
زاوية الكتابكتب يوليو 4, 2014, 11:28 م 517 مشاهدات 0
الوطن
مساهمة المتقاعدين في التأمين الصحي
حسن علي كرم
اخضاع المتقاعدين الكويتيين لنظام التأمين الصحي هو اول قرار سليم يتخذ لخدمة هذا القطاع من المواطنين الذين تتصاعد اعدادهم في كل عام.
هذا القرار في تصوري قد تأخر كثيرا، فالمتقاعدون بحكم السن هم اكثر الناس عرضة للامراض ولاسيما الامراض المزمنة وامراض الشيخوخة وتاليا يحتاج المريض من هذا النوع الى الرعاية الصحية الخاصة التي قد لا تتوافر في كل المستشفيات وانما نوعية معينة من المستشفيات والمراكز الطبية.
انا وبلا فخر اول من دعا الى ايجاد التأمين الصحي للمتقاعدين بدلا من انشاء مدينة طبية كاملة لرعاية هذه الفئة فتكلفة التأمين لاشك اقل بكثير من تكلفة انشاء مستشفى او مدينة طبية، هذا ناهيك عن ان المستشفى في حالة انشائه قد لا يخدم كل الفئات المتقاعدة اما لبعد المستشفى عن منازل المتقاعدين او لعدم توافر العلاج.
يبقى السؤال لماذا لا يساهم المتقاعد وتاليا المواطن بتكلفة التأمين بدلا تحميلها لمؤسسة التأمينات والحكومة..!!
لا نختلف ان الدولة غنية وقادرة على توفير المال اللازم للتأمين على المواطنين، لكن مساهمة المواطن للتأمين على نفسه ولو بمبلغ رمزي يمنحه الشعور بدوره الوطني من جانب، ومن جانب آخر شعور المستشفيات ان المواطن اذ يتعالج فهو يتعالج من ماله وبالتالي يحتاج الى رعاية وعناية متميزة من حقه محاسبة المستشفى على القصور.
ان غنى الدولة لا يفترض ان تستمر سلبية المواطن وانعدام دوره الوطني، فالكويت ليست الدولة الوحيدة الغنية في العالم، فهناك دول اغنى من الكويت عشرات المرات الا ان المواطن هناك يتحمل مسؤولياته الوطنية فيقوم بدفع الضرائب والتأمين الصحي والتعليم وغير ذلك من تكاليف المعيشة اليومية مثل خدمات الكهرباء والمياه والبنزين.. الخ.
الدنيا دواره، فلا تستمر على وتيرة واحدة، فاذا كانت الكويت اليوم غنية وقادرة على الصرف وتحمل تكاليف المعيشة عن المواطنين والمقيمين، لكن ماذا اذا غربت عنا الدنيا..؟!
ان من الانانية ان تستمر الدولة في الصرف وان يستمر المواطن لا يبالي وكأننا نعيش في رحلة قصيرة لا اننا دولة عليها واجبات الحاضر وتأمين المستقبل.
حتى لا يختلط الامر على القارئ العزيز، اقول وبصفتي متقاعد واقبض في كل شهر معاشا تقاعديا من صندوق التأمينات، ادعو لان يساهم المتقاعدون ولو بجزء ضئيل من قيمة التأمين الصحي فهذا هو ميزان الحق الذي نتمنى تطبيقه على الجميع.
ان الرقابة الحقيقية لاعمال الحكومة تتحقق من خلال مساهمة المواطن في اثراء خزينة الدولة، فالمواطن الذي يقوم في دائرته بخدمة المواطن يشعر ان هذا المواطن الواقف امامه لكي ينجز معاملته يساهم في دفع راتبه، وهذا ينسحب على الكثير من الاعمال والخدمات التي تقوم بها الجهات الحكومية.
ان على الدولة ان تتخلى عن الرعاية الابوية للمواطن، فذلك ما افسد المواطن واضعف لديه الشعور بما تقدمه الدولة من خدمات شبه مجانية.
تعليقات