أهل العراق أولى ببلادهم!.. هذا ما يراه صالح الشايجي
زاوية الكتابكتب يوليو 4, 2014, 11:15 م 459 مشاهدات 0
الأنباء
بلا قناع / العقل فوق الرف
صالح الشايجي
حين تعلو أصوات المدافع وتملأ الأفق، وصرخات الحرب تصم الآذان عن صوت العقل، يصير هذا العقل بلا جدوى ولا فائدة لأن الآذان انسحبت الى أصوات المدافع وصرخات الحروب، ولكن هذا لا يعني أن نعزل العقل وننحيه فوق رفوف مهجورة.
مناسبة القول هو ما يحدث في كثير من الساحات العربية وأقربها إلينا العراق، وليس من عقل ولا عاقل يستطيع تفسير ما يجري في تلك الساحات وأغربها ما يجري في العراق وكذلك هو أخطرها.
وهذا هو ما يدعوني إلى التمني على الجميع من غير العراقيين، وبالذات من أهلنا في هذه الأرض التي تجاوزت ويلات وتعيش أخرى، ألا يسيروا في أي من الصفوف المتحاربة هناك، فأهل العراق أولى ببلادهم وهم أدرى بشؤونها وشؤونهم من غيرهم ومنا، وعلينا كتمان عواطفنا وألا نتحمس لإظهارها والدعوة اليها والمخاصمة أو المصالحة بناء عليها، فإن كثيرا من الصور التي نبني عليها عواطفنا واتجاهاتنا قد لا تكون صحيحة أو هي في حقيقتها على غير ما وصلتنا، ولكن عواطفنا هي التي رسختها في يقيننا بما نشتهي نحن أو ما تشتهي عواطفنا.
في الظاهر وكما يتواتر في الأخبار فان هناك فئة بعينها في العراق تتعرض لنوع من التهميش قد يبلغ حد الظلم، ويحاول البعض تفسير ذلك تفسيرا فئويا وأن هذا الظلم يلحق بمكون بعينه من مكونات الشعب العراقي، فتروح عواطف هذا البعض وتغوص في بحور الحماس وتأخذها الحمية لمناصرة هذا الفريق المظلوم بدافع من العامل المشترك بينها وبين تلك الفئة المعنية بالظلم، وليست مدفوعة بمبدأ رفض الظلم، بينما يؤكد آخرون من أهل العراق أن الظلم شامل لا فئوي.
وأيا ما تكون تلك العواطف سواء صادقة أو كاذبة، فان الوضع في العراق في ظني أكثر تعقيدا مما تحمله الينا الأخبار وما تخزنه عواطفنا، لذلك أتمنى ألا ننجرف حتى في التعبير عن آرائنا في الشأن العراقي الحالي ونكتفي بالتمني والرجاء بأن تضع الحرب أوزارها بأقل الخسائر.
تعليقات