قراءة تحليلية في نتائج الثانوية العامة تكتبها سلوى الجسار
زاوية الكتابكتب يوليو 4, 2014, 11:10 م 689 مشاهدات 0
الوطن
رؤيتي / قراءة في نتائج الثانوية العامة
د. سلوى الجسار
نبارك لأبنائنا الطلبة النجاح في الثانوية العامة ورسالة الشكر والتقدير توجه لمن حمل راية المسؤولية المهنية من الأسرة والمعلمين وجميع العاملين في القطاع التعليمي.
إن إعلان وزارة التربية لنتائج اختبارات الثانوية العامة للعام 2014 والتي بلغت %90 في القسم العلمي و%80 للقسم الأدبي يدفعنا لاستعراض هذه النتائج في وقفة تحليلية ذات بعد مهني وأكاديمي والتي مازالت وزارة التربية تعلنها منذ الغاء نظام الفصلين وتطبيق النظام الموحد على مدى أكثر من 4 سنوات والذي سبق وحذرنا منه وقدمنا العديد من المقترحات والتعديلات لعدم القناعة بموضوعية هذه النتائج.
تمثل نتائج الثانوية العامة جزءاً من روتين العملية التعليمية التي من خلالها يتأهل الطلاب إلى النجاح أو الرسوب ومن ثم الاستمرار في الالتحاق بمؤسسات التعليم الجامعي أو التطبيقي أو غيرهما ولكن هذه النتائج التي وصل اليها اليوم أبناؤنا في الثانوية العامة تستدعي التفكير بطريقة مختلفة لتقييم المخرجات العامة والتي نضعها أمام كل مسؤول وصاحب قرار.
العديد من التساؤلات في انتظار المختصين والمسؤولين للاجابة عنها للوقوف على معيار الدقة والموضوعية في تحليل هذه النتائج:
-1 لماذا يتم الإعلان عن النتائج سنوياً بهذا الأسلوب من خلال الإفصاح عن نسبة النجاح فقط في القسمين العلمي والأدبي وكأن ما يهمنا هو النجاح بأعلى نسبة فقط دون توضيح واقع نسب النجاح في كل مادة دراسية وعلى مستوى المناطق التعليمية؟
-2 هل النتائج المعلنة للنسب المئوية في الأدبي والعلمي تعكس المستوى الأكاديمي للطلبة في المقررات الدراسية؟
-3 هل النتائج المعلنة تعكس نتائج اختبارات الطلبة في كل مادة دراسية وعلى مستوى المناطق التعليمية؟
-4 هل هذا النجاح الذي تخطى %90 اقرار من وزارة التربية بأننا لا نحتاج الى تأهيل المعلمين وتغيير المناهج الدراسية والأنظمة التعليمية مادام الطلبة قادرين على النجاح بالمذاكرة والحفظ والتلقين.
-5 هل يعي المجتمع الكويتي ان احتفال وزارة التربية بهذه النسب سنويا يؤكد ان مخرجات التعليم في الكويت تؤهل الغالبية من الطلبة للتعليم الجامعي أو متطلبات سوق العمل؟
-6 هل سنحقق نفس نسب النجاح إذا كانت الاختبارات المقدمة للطلبة توازي نوعية وصعوبة أسئلة الاختبارات في دول أخرى مثل سنغافورة؟
-7 هل هذه النتائج تعكس مستوى أداء الطالب وقدراته فقط؟ ام انها تعكس قدرات وإمكانات وزارة التربية والعاملين في القطاع التعليمي بكافة مستوياتهم؟
-8 هل هذه النتائج تعكس مستوى تحصيل الطالب من الجوانب المعرفية والمهارية والقيميٓة؟
-9 هل تشير النتائج إلى أن هناك علاقة بين معدل النجاح في الثانوية العامة وبعض المقررات التي تساهم في تنمية القدرات الأكاديمية للطلاب؟
-10 هل تطابق نتائج الثانوية العامة نتائج الطلبة في اختبارات القدرات الأكاديمية في جامعة الكويت، في الوقت الذي نجد فيه بعض أعداد الطلبة الحاصلين على نسب نجاح في الثانوية العامة %80 لا يمكنهم تحقيق معدل النجاح في هذه الاختبارات؟
-11 إذا كانت نسبة النجاح في القسم العلمي %90، فكيف تحصل دولة الكويت على نتائج متدنية في الاختبارات الدولية في الرياضيات والعلوم؟
إن الحديث عن تقييم مستوى أداء وجودة النظام التعليمي هو حديث يتناوله كل المختصين في العالم لأن التعليم الجيد الذي نتطلع اليه في نتائج ذات بعد موضوعي وواقعي ملموس لا يتم في حجرات الدراسة والمدارس والمناطق التعليمية وانما التعليم اليوم يجب ان يقود اقتصاد المستقبل وهذا ما يجعل تقييم التعليم ومخرجاته بهدف الاصلاح والتطوير يجب أن يكون أولوية على كافة مستويات المسؤولية في أجهزة الدولة والمجتمع. اليوم نوجه المبادرة والمسؤولية الكاملة الى المركز الوطني لتطوير التعليم والهيئة العامة لضمان جودة التعليم على استخدام نتائج اختبارات الثانوية العامة لتقييم المناهج والمعلمين والموجهين والإداريين ليكون المدخل الصحيح لإعادة تقييم أهداف التعليم في الكويت وذلك لإعداد متعلمين قادرين على التعامل مع متطلبات الحياة وسوق العمل من خلال الاستخدام الأفضل لجميع الإمكانات المتاحة البشرية والمادية.
تعليقات