المسلمون والحداثه!.. بقلم دينا الطراح

زاوية الكتاب

كتب 441 مشاهدات 0


القبس

كلمة راس  /  المسلمون والحداثه

دينا سامي الطراح

 

• الحداثة تعني أن تعرف الله فتخافه، وتقرأ القرآن فتعمل به، وتعلم نعمة الله فتؤدي شكرها.

«وما بكم من نعمة فمن الله»

صدق الله العظيم

صحة في بدن، أمن في وطن، غذاء وكساء، هواء وماء، العافية الوارفة، فلماذا تتفكر في المفقود ولا تشكر الموجود؟

لا تبدد الحياة الحاضرة وتقتلها بإرادتك، فلا الهم يصلح الحال، ولا الغم يصحح الأشياء، ولا الكدر يحيي حياة.. فالرياح تتجه دائماً إلى الأمام، كن ذا نفع لنفسك وللآخرين، نم مواهبك، استغل كل لحظة في هذا اليوم في بناء كيانك، وتزكية عملك.. بلا رتابة أو ارتباك.

فالحداثة.. تعني أن تكون لديك إرادة الحياة في أبهى صورها وأجمل حللها، فلا تستبق الأحداث، الحداثة تعني أن أول المستفيدين من إسعاد الناس هم المتفضلون بهذا الإسعاد، الحداثة تعني أن تعمل الخير لوجه الله لأنك الفائز على كل حال، واحمد الله، لأنك المحسن، فاليد العليا خير من اليد السفلى عند الله.

الحداثة.. تعني ألا تتقمص شخصية غيرك، أو تتخلى عن مبادئك أو لا تراعي عادات وتقاليد المجتمع الذي أنت منه أو تعيش فيه، خصوصاً في معاملة المرأة، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصينا قائلاً: «رفقاً بالقوارير» و«استوصوا بالنساء خيراً».. ومع ذلك نجد البعض لا يحرص على المرأة ومكانتها، غير مدرك أن ذلك من شأنه التقليل من قيمته هو، لأن انعدام الشعور بالكرامة والشهامة والنخوة لدى البعض الذي نراه اليوم في الظهور والوجود بالأماكن العامة مع المرأة بلا صفة رسمية دائمة كأن تكون زوجة أو تكون على صلة قرابة مثلاً.. يعطي انطباعاً عن التهاون بالمرأة، وهو الأمر الذي يتعارض مع الأعراف والعادات والتقاليد ومع الدين الإسلامي أيضاً الذي سمح بنظرة شرعية فقط، ولأنه دين يسر وليس عسر جعلت الخطبة لإمكانية التعارف داخل أجواء عائلية.. على ألا تطول فترتها، فكلما زادت فترتها الزمنية تقل إمكانية التوصل إلى الاتفاق والتقارب بين الأسرتين، وليس العكس! فالحداثة هنا يجب أن تعني أن يعرف المرء ما يريد وتعني السرعة والإنجاز وحسم الأمور وحزمها بلا تراخ.. وليس الاستخفاف بالمرأة واستغفالها بغرض التقليل من قيمتها بزعم الحداثة وعصر التطور!

وأخيراً فالحداثة.. تعني أن تعرف الله فتخافه، وتقرأ القرآن فتعمل به، وتعلم نعمة الله فتؤدي شكرها، وأن تكون على يقين بالجنة فتعمل لها، وبالنار فتهرب منها، وبالموت فتستعد له وتعتبر بمن سبقوك وتترحم عليهم وتدعو لهم.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك