هل يعقل توزيع رواتب البترول الوطنية على غير الكويتيين؟!.. سلوى الجسار متسائلة

زاوية الكتاب

كتب 686 مشاهدات 0


الوطن

رؤيتي  /  أين التخطيط يا مؤسسة البترول الوطنية؟

د. سلوى الجسار

 

أزعجني ما ذكر في الإعلان المنشور في الصحف اليومية عن قيام مؤسسة البترول الوطنية بإرسال 30 طالباً فقط لبعثات دراسية للتخصص في برامج متنوعة لخدمة القطاع النفطي مع تحديد 15 طالباً منهم من أبناء العاملين في القطاع النفطي في دولة تعتمد كليا على النفط الذي يعتبر المورد الاقتصادي الرئيسي للدولة ويمثل %90 تقريباً من الدخل القومي. ان القارئ لهذا الإعلان وتنوع تخصصاته والعدد المطلوب القليل جدا للابتعاث وطرح فقط 15 مقعدا للكويتيين الذين يتطلعون للدراسة في الخارج وتركيز المقاعد الأخرى لأبناء العاملين في البترول يصاب بالدهشة وكأن لدينا فائضاً من العاملين المتخصصين الكويتيين في القطاع النفطي على اختلاف شركاته. فالسؤال: هل يعقل ذلك يا مؤسسة البترول؟ أين التخطيط لمستقبل الدولة والذي يعتبر البترول المحرك الرئيسي لاقتصادها. أين المؤسسة من سياسة توطين العمالة الكويتية والعمل على رفع نسبة الكويتيين وفق خطة زمنية مبرمجة لمواجهة متطلبات القطاع النفطي؟ أم خطة المؤسسة الحالية والمستقبلية هي الاعتماد على العنصر الأجنبي الى ما شاء الله؟ العجيب ما أراه في دولة تعتمد على البترول لا تولي الأهمية في إعداد وتأهيل اغلب أبنائها للعمل في القطاع النفطي. فالى متى ونحن مصابون بقصر نظر يا مؤسسة البترول الوطنية. اذا كانت المؤسسة في خططها تسكين وتمكين العنصر الأجنبي، اذن اقترح باختزال كلمة الوطنية من مؤسسة البترول حيث ان مصطلح الوطنية مرتبط بالوطن والمواطنين.لقد مر على اكتشاف البترول في دولة الكويت أكثر من 75 عاما، ولو كان لدى القطاع النفطي تخطيط جيد منذ ذلك الوقت لتوطين الكويتيين لقام القطاع في ارسال مبتعثين في كل عام بعدد يتناسب مع الاحتياجات للتخصص في مختلف قطاعات البترول لأصبح الآن اغلب العاملين من الكويتيين، دون الحاجة الا لأعداد محدودة جداً من الأفراد غير الكويتيين لبعض التخصصات، على عكس ما نراه اليوم مع الأسف الشديد وما يندى له الجبين ان العنصر المتخصص الوطني يبحث عن واسطة للانخراط في القطاع النفطي.فهل يعقل ان توزع رواتب البترول الوطنية على غير الكويتيين في وقت يتسابق الكويتيين للحصول على وظائف في احدى شركات البترول.هل هذا التخطيط المعمول به حاليا سوف يساعد على تلبية الاحتياجات المستقبلية من العاملين في البترول لمواجهة متطلبات ومتغيرات المستقبل؟ هل هذا التخطيط سوف يساهم في برامج ومتطلبات خطة التنمية للبلاد؟ فالى متى ونحن في سبات عميق يا مسؤولي البترول؟ لماذا لا نتعلم من البلاد الاخرى المتقدمة في اعداد الكوادر البشرية الفنية والمهنية المتخصصة حسب حاجة هذه البلاد ان كانت صناعية أو زراعية او تجارية. أتمنى ان نستفيد من خبرات الآخرين في التخطيط وأن يرى المستقبل بشكل ايجابي واعداد الكوادر الفنية الشبابية لكي تحمل على عاتقها متطلبات مستقبل الدولة، والله ولي التوفيق.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك