المعارضة الحقيقية هي معارضة الضعفاء.. بنظر تركي العازمي
زاوية الكتابكتب يونيو 26, 2014, 12:55 ص 587 مشاهدات 0
الراي
وجع الحروف / الرفق.. بالضعفاء!
د. تركي العازمي
حذرت مرارا وتكرارا من صحوة العقلاء الضعفاء ومعارضة يقودها «شبعان» ما «ترهم»... فهل ما قيل إن القانون خلق للضعفاء صحيح؟ أقصد كل القوانين من دون استثناء؟
إنها خلاصة زمن الرويبضة الذي نعيشه حيث المصالح والعلاقات هي المعيار فلا تطبيق للنظريات الإصلاحية في ظل تأثير الترضيات وغض البصر المتبعة بمعنى «تملك كم... تسوى كم» مع الأسف.
نعلم ان شهر رمضان سيبدأ بعد أيام وستجد الكثير من أحبتنا من يقرأ القرآن ولا يطبق مفاهيمه وقوانينه الصالحة لكل زمان ومكان وإن اختلف رجاله.
الرسول صلى الله عليه وسلم قال في الحديث «... وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها»، وقول الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه « لو أن بغلة/بقرة عثرت في العراق لخشيت أن يحاسبني الله»، وعمر بن عبدالعزيز عندما أخرج تفاح زكاة المحصول من فم ولده خشية من محاسبة الله له عليها.
والجميع يقرأ الحديث « كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.... « وغيره من الآيات والأحاديث التي نقرأها أو نستمع لها ونحن نقف خلف الإمام!
«معلش خذونا على قد عقلنا «... لكن ماذا نفهم من قوله تعالى «يوم يفر المرء من أخيه. وأمه وأبيه. وصاحبته وبنيه. لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه»... يعني أنت أخي الحبيب لن ينفعك يوم الحساب إلا عملك: فماذا أنت فاعل؟
كثير من الناس يردد: هل القانون خلق للضعفاء؟ فالشاهد من الأحداث ان الضعفاء لا يحصلون على متطلباتهم وحقوقهم وهذا يدفعهم إلى اللجوء لنائب أو أي صورة من صور الواسطة ليصل إلى حقه وإن كان من الضعفاء ممن لا «واسطة» لديهم فــــ « أقبض من دبش»!
مما تقدم نتمنى من أصحاب العقول النيرة... والعقول التي نتمنى لها الهداية من رب العباد بأن تسمع مناداتنا هذه التي عنوناها بـ «الرفق... بالضعفاء» فقد بلغ بهم اليأس حالة علمها عند الله ودعوة المظلوم شأنها عظيم لو كانوا يعلمون!
إننا مقبلون على شهر فضيل تعم فيه صور الخير وتصفد فيها الشياطين وتفتح فيه أبواب الجنة ونقول لكل من عصى ربه أو أوقع الظلم على ضعيف لا واسطة له بأن يعود إلى رشده ويعمل صالحا وفق مسطرة عادلة ذكرت في القرآن الكريم والسنة النبوية المعطرة وجهلنا تطبيقها لتأثرنا بصور زينتها لنا البطانة الفاسدة.
هل نستمر وراء جني المال وننسى أنفسنا؟ هل تضمن تمتعك بالصحة والقوة إلى أبد الآبدين؟
أذكر في أحد الأيام، انني التقيت رجلا ثريا في مدينة فرنسية عندما كنت مرافقا لوالدي الذي يتلقى العلاج هناك حين قال «ليأخذوا كل ثروتي ويعيدوا لي حاسة الطعم»... يا سبحان الله!
ليتنا نتعظ ولو مرة واحدة فالمعارضة «الشبعانة» لا تمثل معارضة خاصة وإن علم ان بعض عناصرها لا مصداقية في طرحه بمعنى كله فساد بفساد إلا من رحم ربي!
المعارضة الحقيقية هي معارضة الضعفاء... وهي مختلفة وأصحابها لا يؤيدون الخروج ويكتفون بتوجيه الدعاء إلى خالق الكون ومصرف شؤون العباد ودعوة المظلوم أبلغ أثرا لو كانوا يفقهون... والله المستعان!
تعليقات