القرقيعان .. يحبه الصغار ويشتاق اليه الكبار

محليات وبرلمان

بقي مستمراً رغم التغيرات التي طالته وغلاء الأسعار

4824 مشاهدات 0


و قرقيعان بين قصير ورمضان
عادت عليكم صيام كل سنة وكل عام
سلم ولدهم يا لله خله لامه يا لله
عسى البقعه ما تخمه ولا يوازي على أمه
 
 من منا لا تزال ذاكرته تحفظ  تلك الأهازيج القديمة التي ارتبطت بذاكرتنا وبعالمنا الطفولي , و لعل الكثير من المواقف التي التصقت ببعض القصص الطريفة التي دوما تمر على بال الكثيرين عندما يستمعون لغناء الأطفال لطلب القرقيعان في شهر رمضان .
  يعتبر القرقيعان أحد العادات الرمضانية التي تمر علينا في كل عام و لعل الأطفال هم أكثر من تعلق قلبهم بها , وذلك لأن هذه العادة ارتبطت بهم كثيرا , و هم من يقوم بالتجوال على المنازل كي يتم توزيع الحلوى و المكسرات عليهم بعدما يقومون بالغناء خارج بعض المنازل التي يقفون خارجها انتظارا لخروج الأهالي  , و رغبة منهم بحصاد مليء بالحلويات التي تعبأ بالأكياس التي يحملونها .
 
و لعل لفظ  'قرقيعان' كلمة شعبية تعني الشيء المخلوط و المتعدد الأصناف , كما أنه قيل أنها أيضا اسم  مأخوذ من لفظ ' قرع الباب ' و لأن الأطفال يقومون بقرع أبواب المنازل في هذه المناسبة  فسميت قرقيعان , و هناك قول أنها مشتقة من ' قرة العين ' و هي بمعنى ما فيه سرور الإنسان و فرحه ,  و هناك أقوال كثيرة إلا أنها بالتأكيد تم توارثها عبر أجيال كثيرة و لازال الناس يعدون لها المستلزمات الرئيسية إلا أنها بوقتنا الحالي بدأ يحدث  بها تغيرات كثيرة بسبب الأجواء المحيطة بها و تغير المجتمعات بسبب التطورات التي تشهدها.
 كانت عملية القرقيعان قديما بسيطة جدا , و لا تكلف شيئا بالنسبة للأهالي و  يقوم الأهالي بشراء الأزياء الشعبية لأبناهم أو الاكتفاء بصنع كيس القرقيعان فقط  أو شرائه , و من ثم يقوم الأطفال و خاصة الفتيات  بالمرور على الجيران و المنازل المقاربة لمنزلهم , و كان الأولاد لديهم القدرة على الخروج من حدود الفريج الذي هم به لمنازل أبعد منها لشعورهم بالأمان في ذلك الوقت و لقيامهم بعمل المجاميع الكبيرة التي تتجول بصورة جماعية لشعورهم بالسعادة و لقضاء وقت مرح فيما بينهم .
 

كما كان قديما  بو طبيلة يشارك الأطفال في ذلك الوقت في الطرق على الأبواب و يرافقه حماره للتنقل بين المنازل , كما أن الأطفال في بعض الأحيان يذهبون معه , و لعل الكثير من المواقف الطريفة التي تصاحب القرقيعان كأن يتعرض صاحب المنزل في حالة عدم إعطائه القرقيعان لهؤلاء الأولاد الى بعض عبارات السخرية .  و قد يتم ضرب الباب بقوة كنوع من الغضب منهم تجاه ممن لم يعطيهم الحلوى و المكسرات التي ينتظرونها , و أيضا نجد البعض من الأولاد الكبار يقومون بتكوين عصابات للهجوم على الأطفال الصغار لأخذ ما لديهم و لضربهم مما يدفعهم للبكاء و للجوء لأهاليهم للدفاع عنهم  .
 
وكثيرة  هي القصص القديمة التي تصاحب أيام القرقيعان إلا أنها الآن أصبحت مختلفة ,  كما أن أعمارهم أصبحت أصغر من السابق و خاصة الذين يتجولون بين المنازل كما اختلفت نظرة  الأسر له  الآن , فأصبحت  تعد له العدة اللازمة و تتهيأ لهذه المناسبة قبل قدومها بأشهر , و لابد أن تبحث عن الغريب و المميز الذي يجعلها تختلف اختلافا كبيرا عن غيرها عن باقي الأسر الأخرى .
 
 و تتنافس الآن  بعض السيدات بعمل المعارض و المهرجانات المتعلقة بهذه المناسبة , و تقوم بعرض الكثير من الألبسة التي تخص القرقيعان , كما أن حلوى القرقيعان له نصيب حيث يتم إعداده بطرق تغليفية فخمة أما الأسعار فهي مختلفة و متنوعة , و بعضها ذو سعر مرتفع لفخامة الحلوى المقدمة به و ارتفاع سعر تغليفه ناهيك على أنها فرصة  جيدة لبعض  التجار .
 
  التقت مع السيدة ( أم عبدالله)  و هي مصممة ديكور و قد ساعدها هذا التخصص في الدخول في عمل آخر و هو  البدء في  العمل في إقامة المعارض في هذه السنة و هي التجربة الأولى لها في معارض القرقيعان كما كان هناك معرضا خاصا للدراريع الرمضانية  .
 
 تقول أم عبدالله  ' أنني أبيع القرقيعان بمعرضي ( معرض بيوتي ) في منزلي بصباح السالم ,  كما أن هناك تفاعل من العديد من المشاركات ببيع القرقيعان و خصوصا ملابس القرقيعان و هناك فرق بين قرقيعان الماضي والحالي حيث كان سابقا مجرد تسلية و متعة للأطفال، حيث يزورون البيوت لجمع الحلويات والتنافس على من يجمع أكثر ، وكان اللبس للبنات مجرد البخنق و الدراعة والأولاد مجرد الدشداشة والكيس.  أما في وقتنا الحالي ، ظهرت الكثير من الفناتك لتزيين القرقيعان وتوزيعه على المدارس والأهل والأطفال أيضا ، وقلت زيارات الأطفال للبيوت لجمع الحلويات ، وأصبح القرقيعان مجرد حفلة بالبيت توزيع خلالها الحلويات على الأطفال فيما بينهم و خاصة بين الأقارب و الأصدقاء  .
أما بالنسبة للباس فقد أصبح مهما جدا في وقتنا الحالي ، حيث يجب على كل طفل أن يتميز باللبس فأصبح هنالك مسابقات في المدارس لأحلى لبس قرقيعان و أخذت بعضها تأخذ الطابع الهندي و لبس علاء الدين و الدراعات الملونة الزاهية الألوان . حيث أصبح القرقيعان مكلف جدا للأسرة من ناحية التوزيعان واللبس للطفل والأم أيضا.
 
 و لقد أصبح  التجول بين المنازل  قليلا ، والأطفال لا يتجولون لوحدهم بل مع الخادمة أو احد الأهل ، وأصبح مثل ما ذكرنا سابقا التوزيعات والجمع الحلويات مجرد حفلات في المنازل.'
 
و قد تجولت بمعرض بيوتي  والتي توضح الصور كيفية عرض القرقيعان به , والذي أقامته السيدة ( أم عبدالله ) في منزلها   .

 

 

 

 

 

 

 


 
 
 

 

الآن - تقرير : نورا ناصر

تعليقات

اكتب تعليقك