محمد الوشيحي يصف الوزير السابق الشيخ أحمد العبد الله، بحبيب العناكب، ويروى واقعة توزيعه حلوى رخيصة على شباب الحدود فى طريقه للسعودية

زاوية الكتاب

كتب 1494 مشاهدات 0


 



 آمال حبيب العناكب
 
 
قبل سنوات، اتصل موظف من مكتب معالي الوزير السابق بمسؤول منفذ حدودي ليبلغه بأن «الوزير طويل العمر سيغادر إلى السعودية في رحلة كشتة، وسيوزع عليكم الهدايا، فاحرص على ألا يغيب زملاؤك، فالهدايا للمتواجدين فقط». ودقت الساعة، ووصل طويل العمر بموكبه الفخيم وسيارات الدولة، وترجل من سيارته، وباشر بتوزيع الهدايا كمن لا يخشى الفقر، وكان يوزعها وهو يردد: «يستاهلون الشباب، يستاهلون»، ثم غادر معاليه، ففتح الموظفون العلب ووجدوا الهدايا القيمة، درابيل (نوع من أنواع الحلوى الرخيصة). لله دره ودر هداياه. الشيخ أحمد العبد الله، الوزير السابق، كانت بيني وبينه منافسة شرسة انتهت لصالحه بستة مقابل خمسة، فهو تنقل خلال ثلاث سنوات بين ست وزارات، بينما تنقلت أنا، وخلال المدة نفسها، بين خمسة بيوت بالإيجار، آخرها في قطعة أربعة، وكانت أمامي فرصة للتعادل ببيت رخيص في قطعة اثنين إلا أن الحكومة طارت، وراح الشيخ في الباي باي... معوضة إن شاء الله. وكنت انتقدت رخاوة أدائه بمقالة في بدايات كتاباتي، فهاج وماج واشتكى للأمواج، وأخجل حمام الدوح بالنوح، واتصل بمن يعرف ومن لا يعرف ليوقفني عن الكتابة، فألحقت المقالة الأولى بشقيقتها، لتؤنس وحشتها، وتملأ وحدتها، وتركته يفقع بالصوت الحياني في الخلاء الطلق... ثم تم استجوابه فرفع عقاله يستجدي فبكينا لشدة الإشفاق، واختفت علب المناديل من الأسواق، وسقط في غياهب الجب. ومن يومها، لا يكاد يمر شهر أو اثنان إلا وتصلني أحاديثه عني في الدواوين، فأعلق: «رحم الله حبيب العناكب». والعناكب هي أكثر من بكى على خروج أحمد العبد الله من الوزارة، بعدما تطاولت في البنيان على عهده، وانتفخت أكتافها من خيره. وأول من أمس، هاجمني حبيب العناكب في لقاء تلفزيوني لم أشاهده مع الأسف الحارق، وضحكت حتى جفت دموعي عندما نقل لي أحد الأصدقاء طريقة أحد المذيعين الثلاثة في الحوار، وكيف كان يسأله بطريقة جميلة حرّاقة: «طال عمرك، يدعي الكاتب محمد الوشيحي بأنك لا تعرف وكلاءك المساعدين عندما كنت وزيرا، بينما نحن نعرف بأنك تخرج من مكتبك بعد نهاية الدوام، والمفروض نسمع آراء الوكلاء وليس رأي مواطن عادي». ثم يعقب المذيع، الله يرزقه، على إجابة حبيب العناكب: «طال عمرك أنت أرفع منه». حبيب العناكب ذكر بأنه لم يوافق على الظهور في برنامج «أمة 2008» الذي كنت أقدمه، بطريقة صورها وكأنه بذلك يعاقبني على مقالاتي عنه. والحقيقة أنه لم يظهر ببرنامجي ليقينه التام بأنني لن أقدم له أطباق الفراولة والكرز الجبلي... عليّ الطلاق. محمد الوشيحي

الراى

تعليقات

اكتب تعليقك