مهرجان السحرة الكويتيين!.. بقلم مشاري العدواني

عالم اليوم

تم النشر  /  ما لكم إلا الكوكسة!

مشاري العدواني

مع أنه يبلغ من العمر57 سنة الا ان الساحر الأمريكي (ديفيد كوبرفيلد) يعتبر من اشهر السحرة الامريكان بل والسحرة على مستوى العالم، حتى هذه اللحظة، وان كنت من المحظوظين فإنك قد تحصل على تذكرة (VIP) في مقعد قريب من المسرح، حيث يقدم ديفيد عروضه اليومية، في فندق (MGM) في مدينة لاس فيغاس الامريكية الشهيرة، وتلك الجماهير التي تدفع مئات الملايين سنويا من اجل حضور عرض الساحر، هي في حقيقتها تبحث عن الترفيه، وترغب بتصديق كل الخدع والايهام الذي يقدمه على أنه واقع لا مجرد خداع بصري وحيل، هناك كتب وبرامج متخصصة بالكشف عن أي خدعة يقوم بها أي ساحر في العالم !
... وفي الكويت مع أن الشعب لم يطلب أن يحضر عروض سحر، لكنه كتب عليه، بأن يشاهد عروضا يومية، وفي بعض الأحيان عرضين وثلاثة في اليوم الواحد، على يد سياسيين واعلاميين وطابور طويل من المهرجين، الذين يقدمون كل تلك العروض لا من أجل امتاع الشعب والترفيه عنه، بل من أجل إلهاء الناس وإبعادهم عن أي قضية كبرى يراد دفنها، في أي وقت!
 ومن هذا المنطلق، فإن مهرجان السحرة الحالي الذين فجأة صحوا، ويريدون المحافظة على الوحدة الوطنية وعلى النسيج الاجتماعي وعلى لحمة الرأس.. اقصد اللحمة  والترابط والتعاضد المجتمعي، ما هم الا شوية كومبارس مهرجين، يريدون توجيه أنظار الشعب، نحو قبعة السحرة ومن ثم إخراج حمامة كما أي ساحر، وهذه المرة فالحمامة هي حمامة الطائفية التي يريدون اشغال البلاد والعباد بها !
اسمع يا مهرج انت وياه، يمكن فيه بعض السذج من أبناء الشعب يصدقون ومستعدين أن يدفعوا الأموال من أجل حضور عرض الإلهاء الحالي، الذي تمارسونه، كما تدفع الناس من جميع انحاء العالم من أجل حضور عروض ديفيد كوبرفيلد، لكن غالبية الشعب ولا فرق بين مذاهبهم، وانتماءاتهم، لم تعد تلك الألاعيب وحركات سحرة وكهنة السياسة، تنطلي عليهم، قضية الكويت الحالية الكبرى هي ( البلاغ ) الأخطر في تاريخ الحياة السياسية بل وفي تاريخ الاسرة الحاكمة .. شغل البيضة والحجر، وحمامة الساحر، تبلونه وتشربون من مائه، لن تلهوننا عن القضية الكبرى، حتى لو قمتم ( بالكوكسة ) من الرميثية الى الصباحية !!