اعقلها يا «شعبي» وتوكل ولو هددوك بالحل تلو الحل لمواجهة الحكومة والحدسيين لوقف مشروع المصفاة..دعوة من سعود العصفور

زاوية الكتاب

كتب 587 مشاهدات 0





 اعقلها يا «شعبي» وتوكل!
 
بلد يسير نحو الهاوية بسرعة تقارب سرعة الصوت ولا عزاء للمواطن وأمواله العامة ولا للقانون! بلدٌ يتزاحم فيه المرضى من أبنائه في طوابير انتظاراً لسريرٍ شاغر في مستشفى، أو لموعد لدى عيادة خارجية لكي يشخص أمراضهم أطباء أقل ما يقال عنهم أن ليس بينهم وبين الطب من علاقة إلا ذلك المعطف الأبيض الذي يرتدون! ويتقاسم فيه الطلبة من أبناؤه المدرسين الخصوصيين هرباً من تعليم هو أقرب للتدمير منه للتعليم! وتتكدس فيه الأسر فوق بعضها في منازل أصبحت تفيض بمن في داخلها انتظاراً لفرج الله ثم فرج الهيئة العامة للإسكان! وينتظر فيه المواطن هدية الحكومة الرمضانية من أجل كيسٍ من «الهريس» أو «الجريش» ليواجه فيه غلاء أسعار كانت الحكومة اللاعب الرئيسي في وجوده! ويتساقط أبناؤه يوماً بعد يوم على نقاط التفتيش الحكومية تسديداً لفواتير البنوك والشركات الاستثمارية وشركات الاتصالات! كل ذلك يحدث فيه وحكومته تدفع بجميع أوراقها ولاعبيها ومحترفيها (الأخوة في «حدس») من أجل تمرير مشروع سوف يكلفها، قبل فتح الباب، ما يقارب الأربعة مليارات دينار ولن يتوقف سيل المليارات حتى يصل إلى تلك الأرقام الفلكية المنتظرة! مشروع لو بحثت في جميع جوانبه لوجدت أنه مشروع مخالفات من الطراز الألماسي، الأمر الذي يجعلك تتساءل عن سبب هذا الإصرار الحكومي منقطع النظير نحو تمريره وتوقيع عقوده؟ في كل القوانين الصادرة التي تنظم هذا النوع من المشاريع، وفي كل القرارات الصادرة من المجلس الأعلى للبترول بعد ذلك، لا يوجد ما يبرر قانونياً تمرير مشروع تزيد قيمته الإجمالية على خمسة ملايين دينار من دون إشراف لجنة المناقصات المركزية، إلا في حالة واحدة وهي أن تكون هناك ظروف ملحة، أو ظروف طارئة تبرر مثل هذا الاستثناء! ولغاية الآن لا نعلم ما هي الظروف الطارئة أو الملحة التي دعت هذه الحكومة إلى «الاستذباح» خلف هذا المشروع؟
إذا كنتم يا سادة تبحثون عن الظروف الملحة والطارئة، فلا تنظروا بعيداً، ففي مستشفياتنا ومدارسنا ومؤسساتنا الحكومية ما يجعل الظرف الطارئ والملح الذي تعتقدونه في المصفاة الرابعة يتوارى خجلاً أمامه! من الأولى في هذه المبالغ؟ مصفاة مبالغ في سعرها وإجراءاتها غير قانونية، أم مستشفى للأطفال في بلد ليس للأطفال فيه مستشفى ولا رعاية صحية محترمة، ومن الأولى في هذه المبالغ، مصفاة يصفها البنك الدولي بالأضحوكة الاقتصادية أم مساكن تضم الأسر الكويتية من «شتات التأجير»؟ إنكم يا سادة تعبثون وتلعبون بمقدراتنا ولم يكفكم ذلك، بل تحاولون أن تخرسوا أصواتنا لكي لا تعارضكم، فتأكدوا جيداً بأنكم مخطئون، فلم يخلق الشعب الكويتي لكي يسكت ويقهر ويتلاعب المتلاعبون بأمواله! لذلك أعقلها يا أيها «التكتل الشعبي» وتوكل على الله ثم على دعم الإصلاحيين من أبناء هذا الشعب، فمن يقاتل من أجل تمرير مشروع مشبوه مثل هذا المشروع في ظل كل ذلك التردي الذي تعانيه الدولة لا يمكن أن يؤتمن على مستقبلنا! أعقلها وتوكل ولو هددوك بالحل تلو الحل أو حتى هددوك بما هو غير دستوري، وتأكد بأن الكلمة الفصل في نهاية الأمر هي للشعب وللأمة مصدر جميع السلطات!
سعود عبدالعزيز العصفور
 
الراى

تعليقات

اكتب تعليقك