صلاح الفضلي: الصحف المطبوعة ستختفي ما لم...

زاوية الكتاب

كتب 521 مشاهدات 0


الرأي المحلي هل ستختفي الصحف؟ كتب:صلاح الفضلي على وقع التقدم التكنولوجي الهائل، الذي يشهده العالم في مجال الاتصالات ونقل المعلومات وخصوصا على صعيد الانترنت، فإن العديد من النشاطات والمنتجات التقليدية أصبحت تواجه تحديا متزايدا للبقاء على الحياة. ومن ضمن المجالات التقليدية التي تواجه تحديا كبيرا من قبل الانترنت الصحف المطبوعة، فقد أظهرت دراسة قام بها مركز «نيلسن» للبحوث الاعلامية ان مواقع الصحف على الانترنت تزداد بواقع 15 في المئة سنويا، وأن عدد زوار هذه المواقع وصل الى 39.3 مليون زائر. وقد أظهرت الدراسة ذاتها أن نسبة قراء الصحف «الانترنتية» وصل الى 22 في المئة، من مجموع القراء، بينما تراجعت نسبة قراء الصحف الورقية الى 71 في المئة، وعبر 7 في المئة عن أنهم يقرأون كلا النوعين من الصحف. وقد تصدر موقع صحيفة نيويورك تايمز على الانترنت مواقع الصحف بعدد 11.4 مليون زائر يوميا. وحسب ما يقول المحلل الاعلامي «غاري ديفسون» فإن سرعة تحديث البيانات وأدوات البحث والحوار التخاطبي وتوافر مواد سمعية وبصرية والمنتديات الصحافية هي أبرز الخصائص التي تدفع القراء للاتجاه للصحف «الانترنتية». على الجانب العربي نجد ان اقبال قراء الصحف العرب لا يقل عن نظرائهم في الغرب، فقد أظهرت دراسة قام بها باري غينتر وفايز الشهري من جامعة شيفيلد البريطانية على 800 قارئ صحف عربي ان 54.6 في المئة منهم يقرأ الصحف على الانترنت بشكل يومي، وقد شهدنا في السنوات الثلاث الأخيرة مجموعة صحف عربية إلكترونية على صفحات الانترنت، وحديثا ظهرت أول صحيفة كويتية إلكترونية، وهي تحظى بقبول وإقبال متزايدين من القراء. لكن دوافع القارئ العربي في قراءة الصحف ومتابعة المنتديات السياسية على الانترنت تبدو مختلفة عن مثيلاتها في الدول الغربية، ففي حين يبحث القارئ الغربي عن الخدمات الاضافية التي تقدمها خدمة الصحيفة على الانترنت، نجد أن القارئ العربي يبحث عن حرية أكبر في التعبير والوصول الى المعلومات التي يريدها والتي لا يجدها في الصحف المطبوعة بسبب الرقابة الصارمة التي تمارسها أغلب الدول العربية على ما ينشر فيها. هذه الحقيقة تؤكدها دراسة أخرى اجرتها مها تقي من جامعة ويستمنستر البريطانية على 91 منتدى عربيا على الانترنت، وقد بينت الدراسة ان 80 في المئة من زوار هذه المنتديات يقصدون هذه المنتديات للحصول على المعلومات وللتعبير عن آرائهم السياسية دون «تشفير»، وذلك بسبب الرقابة الصارمة المفروضة على الصحف الورقية في بلدانهم. على الجانب الكويتي يقوم طالب الدكتوراه في جامعة غلاسكو علي عبدالصمد دشتي بدراسة حول تأثير الصحف والمنتديات الإلكترونية في حرية التعبير في الصحف الورقية في الكويت وبشكل خاص في فترة حملة «نبيها خمس» لتعديل الدوائر العام الفائت، وقد بينت الدراسة حتى الآن أن هذه المنديات لعبت دورا مهما في هذه الحملة، ودفعت الصحف الورقية الى مجاراتها في تغطية الأحداث بحرية أكبر. الدراسة ايضا توصلت الى أن الصحف والمنتديات العربية على الانترنت أصبحت تنافس بقوة الصحف الورقية بسبب مساحة الحرية التي تتمتع بها، وبالنتيجة فإن الصحف الورقية أصبحت مرغمة على رفع سقف الحرية حتى تستطيع منافسة ما هو موجود على الانترنت. النتيجة المستخلصة أنه إذا لم تسارع الصحف العربية الورقية الى التحرر من القيود الرقابية الكثيرة وتتح مجالا أكبر لحرية التعبير فإن هذه الصحف سوف تختفي بحكم الضرورة أو ستتحول - كما يقول بعض المتهكمين- الى أوراق صالحة للف سندويشات الشاورما أو «سفرة» للطعام.
الوسط

تعليقات

اكتب تعليقك