ناجي سعود الزيد يحيي المواطن الشيخ خالد الأحمد على بيانه، مؤكدا أن علينا الاعتراف جميعاً، حكاماً ومحكومين، بأن معظم ما ورد فيه حقائق تقلق المواطن العادي
زاوية الكتابكتب سبتمبر 7, 2008, منتصف الليل 670 مشاهدات 0
أسمعتم الرنين؟!
لو كان البيان الصادر عن أحد أركان الأسرة الحاكمة قد صدر من أي مواطن مخلص ومذيل بتوقيعه.. فهل هناك من سينكر أن ما ورد في هذا البيان يمثل الحقيقة التي لمسها هذا المواطن وأمثاله؟
ولكن لأن البيان صدر عن شخص من أفراد الأسرة، من الذين وراء الكواليس، وليس ظاهراً على مستوى المواطن العادي كمفكر سياسي أو رجل دولة، لأنه اعتزل منذ فترة ولا يظهر إلا في المناسبات القليلة، لذلك سأعتبر ذلك البيان صادرا عن مواطن مخلص، مثله مثل الآخرين من المواطنين، وحريص مثلهم على كيان الأسرة الحاكمة وهيبتها، وحريص على سلوكيات ابنائها من الشباب وعلى مستقبلهم ومستقبل حكمهم للبلد، والأهم من ذلك مستقبل هذا الوطن، فالبيان واضح في محتواه وفي ما تطرق له من أمور.
فهل هناك من ينكر أن هناك فساداً؟ وهل هناك من ينكر إيحاء أن بعض هذا الفساد ـ إن لم يكن معظمه ـ يشارك فيه بعض من أفراد الأسرة، حتى وإن كانت مشاركة سلبية؟ وهل باستطاعة أي كان أن ينكر أن هيبة النظام أصبحت في مهب الريح، ومن كثرة المشاكل والتردد في حلها من قبل المسؤولين والقياديين؟
وهل هناك من يشكك في أن تدارك الأسرة استفحال هذا الفساد سيجدد ولاء الشعب لها؟ وهل هناك من ينكر أن استغلال النواب لبعض أفراد الأسرة واستغلال بعض أفراد الأسرة لبعض النواب يسيء إلى الديموقراطية وإلى كيان الأسرة؟
لذا ليس مهماً من أين صدر البيان ولماذا منع نشره، ولكن ما هو مهم هو أن نعترف جميعاً، حكاماً ومحكومين، بأن معظم ما ورد فيه حقائق تقلق المواطن العادي، وها هي تقلق أحد أفراد الأسرة، لذا فإن من ينكر ذلك لا يعايش الواقع.
وهذه المرة ربما صدر البيان كإشارة وتحذير، لنقل من مواطن مخلص يخشى عواقب الأمور، فماذا سيحدث لو أن مجموعات كبيرة من المواطنين «شيوخ أو غيرهم» تحركوا لمنع الانحدار الذي يواجه الوطن الغالي على الجميع. لأن أملهم بالاصلاح أصبح ضئيلاً، ويزداد تضاؤلاً يوماً بعد يوم؟ ونقيضاً لذلك ماذا لو فقد المواطن «شيخاً أو فردا» أو أفراد من الشعب أملهم في مستقبل هذا الوطن وانكفأ الشرفاء على أنفسهم غير مبالين بما يحدث من حولهم؟
لذا فالحل هو أن نتدارك جميعاً، شعباً وحكاماً، الوضع ونطرح الحلول القابلة للتطبيق الفوري وليس حلول الملفات والادراج، ونسهم في التغيير الايجابي بدلاً من الاستمرار في الخطأ بالتظاهر بالاصلاح والسعي له.. فتحية للمواطن الشيخ دون معرفة شخصية لي به.. فقد علق الجرس فهل سمعتم رنينه؟!
د. ناجي سعود الزيد
تعليقات