ناصر المطيري ينتقد الداخلية على 'حراج' بيع الأرقام، ويرى فى ذلك «شرعنة» التفرقة الاجتماعية في الطريق العام بتمييز سيارات الفقراء عن سيارات «الناس الجخ»

 

الداخلية «وحراج» الأرقام!
ناصر المطيري 

 
قريبا سنكون أمام مشهد غريب وعجيب حيث سيقف مسؤولو المرور في وزارة الداخلية أمام «بسطة» بيع لوحات الأرقام المميزة للسيارات «يحرجون ويدللون» على بيعها لمن يدفع أكثر من أصحاب الجيوب المنتفخة والرؤوس الفارغة من العقول!
هذا ما أعلنته وزارة الداخلية وكأنها تزف البشرى وهي تعرض على صفحات الجرائد قائمة بتسعيرة لوحات الأرقام المميزة للسيارات تبدأ من خمسة آلاف دينار للرقم البرونزي للوحة وتنتهي بعشرين ألف دينار للرقم الماسي المفرد.

أقل مايمكن أن يقال عن هذه الخطوة التي تعتزم وزارة الداخلية تنفيذها أنها خطوة غير مسؤولة ومخجلة وتعبر عن قصر نظر «وتجاوز للإشارات الحمراء في تقاطعات المجتمع الكويتي وكسر لقواعد السير» بين فئات المجتمع وشرائحه.

عيب أن ترعى جهة حكومية بل أمنية عملاً من شأنه تكريس التمايز بين أفراد الوطن الواحد، «وشرعنة» التفرقة الاجتماعية في الطريق العام بأن تتميز سيارات «الفقراء والحفاة» عن سيارات «الناس الجخ» بحسب لوحة الرقم التي تحملها السيارة فإذا كانت السيارة تحمل لوحة عليها رقم مفرد أو مكرر من فئة الأرقام المميزة «الكشخة» فصاحبها من علية القوم ويجب أن نفسح له الطريق أما اذا كانت السيارة تحمل «رقم خردة» فصاحبها مقرود وبئس المصير!!

ياجماعة الخير هذه الممارسات التي تحظى برعاية رسمية عواقبها وخيمة على السلوك الاجتماعي وأخلاق الناس ناهيك عن مخالفتها للقانون وأسس المساواة والعدالة التي يقوم عليها نظامنا الدستوري.. فمن غير المقبول أخلاقيا وتربويا أن تعرض الدولة بضاعتها على أبنائها في المزاد العلني مجاهرة بنشر التمايز والفوقية والطبقية بين أبناء المجتمع لتصبح في المستقبل هوية الإنسان المواطن وقيمته وأهميته هي مجرد رقم على لوحة سيارة!!